السبت، 27 نوفمبر 2021

الصلاة كما صورها القران Prayer as depicted in the Qur'an

 


"إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً [النساء : 103]
الصلاة في الأديان هي حلقة الوصل بين الإنسان وربه عرفت الصلاة منذ فجر التاريخ، إذ يعود أول ذكر للصلاة في مخطوطات يزيد عمرها عن 5000 عام. تختلف الصلاة في طريقتها وعدد مراتها وأسبابها وأحكامها بين ديانة وأخرى.
الصلاة : 
هي اشتقاق من الوصل - كونها تصل العابد بالمعبود - وهي فرض من فروض العبادة لله تعالى جاء ذكرها في القرآن 61 مرة , فرضها المعبود بحق على نبيه محمد وأمته إبان عروجه من المسجد الأقصى للسماء, وفي الحديث القدسي أنها فرضت خمس ماية ثم خمسون فخمسا, والخمس تجزئ عن الخمس مائة, وهي فرض من الفرائض الخمس المعلومة - وهي فعل جسدي ولفظي متكامل - وشرطها حضور القلب, لا إتيانها تثاقلا أو نفاق , وهي من العبادات المفروضة الواجبة بمواقيت وأصلها للذكر قال تعالى "
َذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى [الأعلى : 15] والصلاة مأمور بها الزوجة والأهل من قبل رب الأسرة 
وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا(طه:

 جاء الأمر الرباني بإقامة الصلاة في القرآن بقوله " أقيموا الصلاة " 12 مرة في القرآن. والمقيمون الصلاة هم المؤمنون الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ [البقرة : 3] وقد صف الله تعالى الصلاة بأنها كبيرة ثقيلة على عامة المسلمين إلا على الخاشعين منهم "واستعينوا بالصبر والصلاة إنها لكبيرة إلا على 
فرضت الصلاة على الأنبياء والأمم منذ آدم عليه السلام :- "الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا  
  1. صلاة إبراهيم عليه السلام : " رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ .."[إبراهيم : 37]  " رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء [إبراهيم : 
  2. صلاة يعقوب وقومه " وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ ..."[المائدة : 
  3. صلاة موسى عليه السلام " وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ [يونس : 87] " إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (طه :
  4. صلاة عيسى عليه السلام :  " وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً [مريم :
    صلاة إسماعيل عليه السلام :- وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً (54) وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ 
    صلاة لوط وإسحاق عليهم السلام :- " وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا 
    صلاة لقمان عليه السلام :  " يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ [لقمان :
أركان الصلاة خمس :- 
     مواقيتها : وهن خمس أيضا : الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء .إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً [النساء :
    "فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ، الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (الماعون:4) " حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ [البقرة : 238] " حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ [البقرة : 

  1. عددها :- 17 ركعة في الصلوات الخمس ( ركعتان فجرا, وأربع ظهرا, وأربع عصرا, وثلاث مغربا, وأربع عشاءا

  2. الاغتسال للطهارة : لا صلاة إلا بالطهارة فلا تجوز مع نجس أو جنابة ,أو سُكر قال تعالى :"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ .. [
  3. الوضوء لها : وهو اجتزاء من الطهارة العامة وهو في الفرائض أربع :- " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ (1) فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ (2)وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ (3) وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ (4) وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ ... [المائدة : 6] وفي السنة النبوية هن ( سبعة ) النية - غسل اليدين ثلاثا - المضمضة ثلاثا - الاستنشاق ثلاثا- غسل الوجه ثلاثا - غسل اليدين إلى المرافق ثلاثا , مسح الرأس والرقبة ثلاثا وغسل الأرجل للكعبين 
  4. مناسكها :- وهي في سبعة أيضا (1) استقبال القبلة والإحرام قال تعالى "وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى [الأعلى : 15] وفي  الحديث : ” صلاة  ركعتين  بتفكر خير من  قيام ليلة  والقلب  ساه )(2) قراءة الفاتحة وما تيسر من القرآن (3) التكبير والركوع مع التسبيح باسم ربك العظيم (4) ثم الاستقامة مع الحمد بربنا لك الحمد (5) فالتكبير للسجود السجدة الأولى مع التسبيح باسم ربك الأعلى فالتكبير والجلوس (6) ثم التكبير والسجود للثانية مع التسبيح (7) الجلوس للتشهد 
قبلة الصلاة قديما وحديثا  : هي الجهة المكانية التي يتوجه إليها المصلي بوجهه وهي جهة الكعبة 
    فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ (البقرة:142) وقد كانت القبلة السابقة للمسلمين من أمة محمد (ص) تجاه المسد الأقصى في القدس الفلسطينية وهو ما أسرى إليه الرسول الكريم " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الإسراء : 1] وقد كانت الكعبة سابقا هي قبلة الأنبياء من قبل محمد, فأكثر سفهاء مكة من التقول على قبلة محمد (ص) فقلب وجهه في السماء يسأل ربه كفايتهم فنزلت 
سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ 
المسجد الحرام : 
الكعبة قبلة امة محمد هي البيت الحرام الذي قال فيه تعالى  "وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ [البقرة : 125] واليه يحج المسلمون وبه 
أماكن الصلاة :- 
يطلق على مكان الصلاة ( المُصلى) وتعتبر كل أرض الله مسجد حيث يكون المكان جافا جازت الصلاة , وتجوز الصلاة على الراحلة وفي وسائل المواصلات للمسافر ( رخصة) بنية استقبال 
مبطلات 
إتيانها دون الطهارة " لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ ... حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ
إتيانها دون الوضوء:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ..., وان لم يتوفر الماء فالطهارة بالتيمم " وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ (النساء:
إتيانها دون وعي :- "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ (
إتيانها مع الجنابة :- وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ (إخراج الريح الضحك أو الانشغال بأمور الدنيا والغفلة وعدم استحضار الخشوع 
 أنواع الصلاة
الفريضة : وهن خمس صلوات مفروضة في اليوم
صلاة الجمعة الجامعة وهي ركعتان والأصل فيها الاستماع للخطبة  " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ 
صلاة المسافر : وهي صلاة جمع وقصر يجمع فيها بين صلاتين ويقصر الأربع إلى ركعتان."وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ (النساء:
صلاة الخوف :" فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوّاً مُّبِيناً،(النساء:
الصلاة في الحروب:- "وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ (النساء:
الصلاة النافلة " قيام الليل "  وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ "(الإسراء:79) يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ، قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً، نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً، أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً (المزّمِّل:1)وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ [هود : 114] " أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً[الإسراء :
صلاة الاستخارة - من 
صلاة المنافقين : إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً [النساء :
فضائل الصلاة : 
    هي ذكر لله تعالى"...وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ..(العنكبوت:45)وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى[الأعلى :
    تنهى عن الفحشاء والمنكر :"إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (العنكبوت:
    فيها تكبير وتسبيح وتوحيد :وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ(ق:
    ارتبط ذكر الصلاة غالبا في القرآن بالزكاة لتكامل بعضهما بعضا ."وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ [البقرة :
    الصلاة استعانة :-  " وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ (البقرة:
قوله تعالى ( ويقيمون الصلاة ) يأتون بها على أكمل وجه بصورتها وروحها ، وصورتها العبادة بالأعضاء، وروحها العبادة بالقلب. قال :- ويقيمون الصلاة  ولم يقل : "ويُصلون" ذلك قوله سبحانه ليفرق بين الصلاة المقامة بالقلب والصلاة القائمة على حركات الجسد دون استحضار وخشوع. وقيل : إن إقامة الصلاة هو الإتيان بجميع حقوقها من كمال الطهارة واستيفاء الأركان والسنن . وهو لا يعدو وصف للصورة الظاهرة ، وإنما قوام الصلاة الذي يحصل بالإقامة : هو التوجه إلى الله تعالى والخشوع الحقيقي له ، والإحساس بالحاجة إليه تعالى  والوصول إلى ذلك يكون بألا ينطق المصلي بلفظ إلا وهو يستورد معناه على ذهنه ، فإذا قال ( الحمد لله رب العالمين ) يستحضر معنى الحمد وإضافته إلى ذات الله تعالى ، مع وصفه بالربوبية لجميع الأكوان العلوية والسفلية ، وإذا قال مثل (مالك يوم الدين ) تصور معنى الملك وتعلقه بذلك اليوم يوم الجزاء ، وهكذا - فإذا أخذ المصلي على نفسه أن يتصور المعاني من ألفاظها التي ينطق بها فقد أقام الصلاة ، أما وهو ينطق ولا يفقه ما يقول ولا يلحظ بذهنه معنى لفظ ما يقول ،فلا يزعم أنه أقام الصلاة بل هدمها بإخلائها من عمادها ، وقتلها بسلبها روحها ، ومن غريب مزاعم من يسمون أنفسهم بالمسلمين : أن حضور القلب في جميع أجزاء الصلاة واستشعار الخشية من أصعب ما تتجشمه النفس ، بل يكاد مستحيلا لغلبة الخواطر على ذهن المصلي .  وأخشى أن يكون هذا جحودا لمعنى الصلاة وإنما عرض لهم هذا الوهم الباطل من شدة الغفلة واستحكام العلة والعياذ بالله.

https://alabhth.blogspot.com/p/blog-page_92.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق