الجمعة، 18 فبراير 2022

ما هو البيان في كما عرفه المصجف- مصطلحات قرانيه برؤيه معاصره -

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.


البيان: هو عكس الكتمان ولأعلاقه له بالشرح إطلاقاً لقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ} (البقرة 159)، وقوله تعالى: {.. وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (النحل 44). وقد أعلن الرسول (ص) كل ما أنزل إليه من وحي ولم يكتم شيئاً، إذ أعلنه صوتياً بمعنى نطقه بنفسه أمام الناس، لكن دون أن يشرح شيئاً منه ومعنى ذلك أن مهمة البيان أوكلت له (ص) ونحن علينا مهمة التفكير في معانيه.


قال الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم في سورة النحل 44: "وأنزلنا إليك الذكر لتبيِّن للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون" وفي بيان النبي صلى الله عليه وسلم لكتاب الله تعالى له ثلاثة معان.

 الأول: هو بيانه للقرآن الكريم بعضه ببعض، وهو قوله تعالى: "ثم إنَّ علينا بيانه"، وقد يردف الله الآيات البيانية بقوله: "كذلك يبين الله آياته للناس" وما أشبهه، وما أكثر ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يبين بعضه ببعض، فإن القرآن يجمل مرة ويفصل أخرى، فمثلا قال: "فسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار"، وقال: "فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ومن الليل فسبحه وإدبار السجود "، وقال: " فسبح بحمد ربك حين تقوم ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم " وقال: "فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون، وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون" وقال: "فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى"، وقال: " وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات"، وقال: "أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ".

الثاني: هو تطبيقه لأحكامه، فوضوؤه وصلاته وصيامه وزكاته وحجه وسائر سننه بيان للقرآن الكريم، وهو تأويله، أخرج البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي، يتأول القرآن، أي: إن تسبيحه هذا تأويل قوله تعالى: " فسبح بحمد ربك واستغفره " وقال ابن عيينة: السنة تأويل الأمر والنهي، وهذا هو مراد الشافعي وغيره إذ قالوا: إن السنة بيان للقرآن الكريم.

والثالث: استنباطه من كتاب الله تعالى، فكم من سننه هي فهمه لكتاب الله تعالى، واستنباطه منها، فقوله : "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم " مستنبط من قوله تعالى:" والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه " وكفارة مفطر صيام رمضان استنبطها من كفارة الظهار، لأن الظهار تحريم ما أحلَّ الله تعالى، وتعمد الإفطار في نهار رمضان تحليل لما حرم الله تعالى، والتحليل والتحريم كلاهما مختصٌّ بالله تعالى، فسوى النبي صلى الله عليه وسلم بينهما في الكفارة، ولا شك أن التسوية بين المتماثلين من أفضل الرأي والاجتهاد، وهو معنى قوله تعالى في سورة النساء الآية 105: " إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ".

https://alabhth.blogspot.com/p/blog-page_92.html

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق