الأحد، 20 فبراير 2022

ما هي الفواحش بتعريف المصحف - مصطلحات قرانيه برؤيه معاصره -


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.

 الفواحش: هو جمع مفرد فاحشة. وهي كلّ ما يُكره فعله أو قوله، أي كلّ ما تأنفه الفطرة الإنسانية السليمة التي لم يَشُبْها أيّ خلل، وله علاقة بالجنس لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ…} (آل عمران 135)، والفواحش من المحرّمات لقوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ…} (الأعراف 33). وعدد الفواحش ست (6) هي: نكاح المحارم، نكاح المتزوّجة، الزنا (الجنس العلني)، السفاح (الجنس الجماعي)، المثلية الجنسية (الأخذان)، ونكاح ما نكح الآباء (الأصول من جهة الأب والأمّ مهما علت بمن فيهم الأعمام والأخوال). والفواحش قسمان ظاهرة وباطنة، فالظاهرة هي: نكاح المتزوّجة والزنا والسفاح ونكاح ما نكح الأب. والباطنة هي: نكاح المحارم والمثلية الجنسية. والفواحش باطلة كلّها حتى لو قونَنْتها المجالس التشريعية والبرلمانات.

الخمر: هي كلّ شراب وصل بشاربه إلى حدّ السكر بغضّ النظر عن طريقة تناوله (الفم، الحقن، الشم…)، بحيث لا يعلم ما يقول ولا يميّز ما يفعل لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ…} (النساء 43). وقد سُمّيت الخمر خمراً لأنها تغطي بخمارها (السكر) على العقل. والسُكر لا علاقة له بالكمّية المشروبه وبعدد الكؤوس لاختلاف البشر بعضهم عن بعض. والسكر هو رجس الخمر المنهيّ عنه في قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (المائدة 90).


الرجس: هو الاختلاط في الأمور أو ما يسمى باللغة الإنجليزية (confusion)، فرجس الخمر هو السكر حيث وصفه التنزيل الحكيم في قوله: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ..} (النساء 43). ورجس الأوثان أن تختلط عليك الأمور بأن تظن أن الأوثان تنفع أو تضر، فالأوثان ظاهرة عامة وتشمل:

  1. عبادة وتقديس ظواهر الطبيعة من رعد وبرق ونار… وتقديس الكواكب والقمر والنجوم…

  2. تقديس مجسمات لا تعبر عن شيء بعينه كمزيج بين جسم إنسان ورأس حيوان أو العكس. وهذه من الأصنام فمثلا أصنام الكعبة قديما لم تكن مجسمات تمثل أحدا بعينه.

  3. التماثيل: كأن تصنع تمثالا لشخص بعينه مثل تمثال سعد زغلول بمصر.

بالنسبة للوثنية المرتبطة بمظاهر الطبيعة، ولأنه لا يمكن إزالة هذه المظاهر من الوجود، فقد قال تعالى بشأنها: {.. فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ ..} (الحج 30) بمعنى اجتناب أن تختلط عليكم الأمور فيها فتظنوا أنها تنفع وتضر. وقد تطور مستوى وعي الإنسان في العصر الحالي بحيث أصبح يدرك أن مظاهر الطبيعة لا تنفع ولا تضر، وكذلك أصبح يدرك أنّ التماثيل التي تمثل رموزا وطنية أو منحوتات تاريخية لا تنفع ولا تضر وبالتالي لا ضرورة من إزالتها، لأن الاختلاط في الأمور (الرجس) بشأنها لم يعد موجودا كما كان في السابق. وبالتالي تحريم النحت والرسم لا مبرر له نهائيا، وكذلك وضع الرموز المنحوتة كتمثال الحرية مثلا لا علاقة له بالحرام إطلاقا.

https://alabhth.blogspot.com/p/blog-page_92.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق