السبت، 20 نوفمبر 2021

الاعجاز في الحروف المقطعة

عطية مرجان ابوزر
تعريف الحروف  القرانية المقطعة :
هي حروف من اللغة العربية ذكرها القرآن الكريم في مطلع بعض السور , وقد بلغت ثلاثون بناءا جاءت في 29 آية أي أن بناءين منها تكررا في مطلع سورة الشورى وهما "حم  (1) عسق (2) ؟! وقد سُميت بالحروف المُقطعة وقُرأت كذلك.
قيل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم  انه قال :- « من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها . لا تقول { الم } حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف » بهذا الحديث النبوي الشريف نثبت أن هذه حروفا وليست كلمات, ولانه لا معنى للحروف المنفردة في لغتنا العربية فلا معنى للبحث في أمر هذه الحروف إلا في دلالتها ولا يجوز محاولة تفسيرها لما في ذلك من الخروج عن الأصل العام للغة وهذا القرآن لا تنتهي عجائبه وتلك الحروف من أعجبها .
 قُسمت سور القرآن المائة وأربعة عشر إلى مجموعتين :
(المجموعة الأولى) مجموعة سور مُفتتحة بالحروف الهجائية المقطعة وعددها 29 سورة ,أولها سورة البقرة وآخرها سورة القلم ، ومن هذه الحروف الأحادية مثل : ص ، ق ، ن ، و الثنائية مثل : طه ، يس ، حم و الثلاثية مثل "الر , الم " والرباعية مثل"المص" والخماسية كهيعصولم يثبت في تفسيرها عن النبي صلى الله عليه وسلم أي شيء 
و يُقال في تفسيرها بعد الادلاء برأيهم في النهاية:" الله أعلم بمراده" معللين ذلك بقولهم ( ما سكت الله ورسوله عن بيانه فلا يجوز الاجتهاد في بيانه) وهذا الرأي مخالف لقول رسول الله مثلا في قضية إحصاء أسماء الله الحسنى وهو القائل " لله مائة اسم إلا واحد فمن أحصاها وعمل بها دخل الجنة " وقد سكت الله ورسوله عن عدها جملة واحدة في القران والسنة وتُركت لتدبرها وإحصاءها من قبل المسلمين , كذلك كانت الكثير من الآيات القرآنية التي تتكشف معانيها وتفسيراتها العلمية اليوم ولم يأتي القرآن ولا السنة المطهرة على التفصيل فيها إلا دفعا وتحفيزا للناس على التدبر والدرس , وسبحان الله القائل :
 
واعتقد جازما أن ما من شئء ورد في القرآن كان عبثا أو زيادة , ولا للسكوت عليه وإلا فعلى المُنكر أن يدحض بالحكمة أسباب النزول لهذه الحروف, رغم كل ما قيل من إنها نزلت ( لإعجاز أهل البلاغة فنتسائل وما بيان الإعجاز إن لم تكن دون معنى أو حكمة بالغة ؟
هكذا تُقرأ "الم"
و الحق أن هذه الحروف كانت ولازالت من أعظم إعجاز القرآن ويحاول الكثيرون العناية بفك رموز هذه الحروف والإنسان بطبعه مولع بكشف الأسرار فلن يهدأ ملايين الناس في البحث في هذا الشأن مهما نهى علماء المسلمين عن ذلك لان الله ورسوله لم ينهيا عن ذلك ؟ّ.
المجموعة ( الثانية ) مجموعة  سور خلت أوائلها من هذه الحروف وعددها 85 سورة..
اذن للتذكير 85 سورة لم تبدأ بالحروف المقطعة و 29 سورة بدأت بها = 114 سورة هي محموع سور القران .
قلنا انه اختلف أهل التأويل في الحروف التي في أوائل السور , ولعلمنا أن العرب في سباق تفاخرهم اللغوي (كما كان في سوق عكاظ الأدبي ) وكانوا قد سلكوا مسلك زج الحروف المقطعة في أدبهم الشعري كقول الشاعر " قلت لها: قفي لنا قالت: ق " أي وقفت .وهذا القول ومثله جلي المعنى والبلاغة والوزن  ولعله قيل لاضطرار القافية أو الوزن ؟ ولا يجوز مقارنة الكلام الرباني بكلام الشعراء ولا التمثل به , فللشاعر ضروراته أما الله سبحانه فلا ينطبق على كلامه مبدأ الاضطرار بدليل قوله " وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [لقمان : 27]
وبما أن القرآن الكريم كان مُعجزا للعرب في لغتهم بدليل قوله تعالى إعجازا لهم " ... فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ .... [البقرة : 23] فليس بالضرورة أن يسلك القرآن مسلك أهل اللغة لإعجازهم فيما يدعون من قدرات لغوية,ومن ذلك مثلا أن عيسى عليه السلام أعجز أطباء عصره فأحيى الموتى بإذن ربه وموسى عليه السلام أعجز سحرة عصره بحية حقيقية التهمت حبالهم السحرية فليس بالضرورة أن تكون حروف القرآن المقطعة كحروف الشعراء المتقطعة؟!

 على هذه القاعدة القياسية في التفريق ما بين الإعجاز والُمُعجز نرى أن التدبر في حروف القرآن هو من الواجب عملا بقول الله تعالى " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ [محمد : 24]
قلنا أن المعلوم من أخبار القرآن أن الله تعالى قد أعجز في كل أمة على يد وحي ما لنبيها ويتناسب كل اعجاز لنبي فيما أبدع قومه, فإذا ما شئنا الأخذ بالقياس مثلا فقلنا أنه كان من شأن محمد عليه السلام مع أمته المبدعة في الشعر والسجع والإعراب وما إليه أن يأتيهم بمثل ما أتوا مع إعجازهم عن اللحاق بمثل ما يأتي به بإذن ربه كما كان مع النبيين من قبله , فنقول جدلا ولا تمثيل أن قول الله تعالى " الم" كقول الشاعر حين قال ( قفي فقالت ق ) ولكن بالضرورة فإن "الم" معجزة لذلك الشاعر ومن هو على شاكلته , وبما أننا فهمنا معنى " ق" عند الشاعر وهو - وقفت - مع ضعف الأداء البلاغي كون كلمة - وقفت - تبدأ بالواو وليس بالقاف والأجدر قوله : قلت لها قفي فقالت و -
ولذا نؤمن نحن المسلمين بأن الإعجاز القرآني اللغوي كان هو الإعجاز الأول والأقدم لأهل اللغة . إلا أن السلف الصالح ممن حاولوا تأويل هذا الحروف ومن تبعهم ومن لازالوا يحاولون تأويل هذه الحروف, و قد اختلفوا وأكثروا وأسهبوا دون أي إقرار بأي إجماع حتى الآن لأي تأويل. وفي مثل هذا قال داود بن أبي هند: كنت أسأل الشعبي عن فواتح السور فقال: يا داود إن لكل كتاب سرا وإن سر القرآن فواتح السور فدعها وسل عما سوى ذلك .
لننظر بإيجاز لبعض المحاولات المعاصرة وندع القديمة بجملتها نظرة تفنيد :
1. حاول عدد من المهتمين جمع الحروف وتكوين جملة مفيدة منها فقالوا أن الأربعة عشرة حرفا التي تتكون منها الحروف تشكل عبارة كذا وبالطبع فقد طوع كل من هؤلاء العبارة او النص لمراده فقال بعضهم هي " نص حكيم قاطع له سر " ومنهم من قال " صراط على حق نمسكه" وآخرون قالوا " صح طريقك مع السنة" والآخرون قالوا " طرق سمعك النصيحة" و قولهم"سر حصين قطع كلامه " و " صن سرا يقطعك حمله" وأقوال أخرى كثيرة .

 ونرد على هذا بقولنا : أن هذه الحروف جاءت كأبنية متكاملة , كل بناء جاء مستقل بذاته كمثل الم , الر, يس , وهكذا ولذا فلا يجوز الإقحام و لايجوز هدم بناء الاحرف و لا يجوز العبث في كلام الله ,وعلى من شاء أن يتدبر فليتدبر البناء باستقلاليته كمثل الم" و"الر" وغيرها كنص مستقل له معناه الخاص , فمن كانت آية مستقلة فليفسره كآية مستقلة , ومن كان كلمة من آية فليكن تفسيره لها ككلمة في السياق.ونقول أنه لا يجوز أن تُقرأ هذه الحروف كالأسماء مثل باقي الكلمات، بل تقرأ واحدة واحدة بصورة متقطعة، ومن أجل ذلك سميت بالحروف المقطعة فنقرأ " ألم" هكذا - ألف لام ميم - وكمثلها كل الأبنية ..
2. الاختزال :- لعلنا نسمع من يقول : أننا نقول اليوم أن الاصطلاح الرمزي لكلمة دكتور هي د. والاصطلاح الرمزي لكلمة أستاذ هي أ. فتكون أ.د هي الأستاذ الدكتور أو نقول مثلا جمهورية مصر العربية هي ج.م.ع وهكذا وعليه يمكن أن تكون ألم القرآنية رمز لمصطلح كتلك أو اختزال لجملة كلمات كما يختزل الصحفي حديث محدثة في كلمات وحروف ثم يقوم باعادة بناءها كجمل مفيدة في نص مفهوم قبل ان يقدمه لصحيفته .
 . ونقول نفيا لهذا أن ألم القرآنية مقطعة من آيات , وليست متقطعة من كلمات فتكون هي بذاتها بناء متكامل هكذا ألم و لا تكون أ.ل.م فهي بالاصل حروفا مقطعة كتبت متلاحمة ولكنها تقرأ كما أصلها أي متفرقة ولذا لا ينطبق عليها ما سبق القول فيه.
3. الادعاء بمعرفة ارادة الله :- قال البعض أن الله تعالى أراد بقوله "ألم " وغيرها كذا وكذا , واعترض على مقولة  - أن الله تعالى أراد - إذ لا يجوز لمخلوق أن يدعي معرفته بإرادة الله تعالى مهما أدعى من علم . وله أن يقول - فهمت من قول الله تعالى كذا أنه أراد كذا وهو أعلم بمراده -
. التشفير والمصطلحات :- يقول آخرون : أن الحروف المقطعة لها معاني حقيقية وهي آيات مشفرة وأقول والله أعلم أن الثابت أن بعض هذه الحروف هو آيات كمثل يس " و " طه " ولكن بعضها الآخر جزء من آيات وليس مستقلا كآية " كمثل الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ [هود : 1]فلا ينطبق هذا القول في البيان .
5. الربط بين اسباب النزول والحروف:- حاول البعض أن يربط ما بين أسباب تنزل بعض الآيات وما بين تفسير هذه الحروف كقولهم أن الآية "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ [فصلت : 26] كانت سببا في تنزل هذه الحروف القرآنية كرد رباني على قول الكفار اي بغرض إعجازهم فيما لا يستطيعون اللغو فيه ولو كان هذا التفسير صحيحا لكانت هذه الحروف مدعاة لتأليف كلام مشابهه من قبلهم , ولو سألهم المسلمون ما معنى ما ألفوه لغوا لكان الرد من هؤلاء المؤلفين محرجا للمسلمين كقولهم وما معنى الحروف المقطعة في القرآن إذن ؟ فلا يكون هذا سببا لإسكاتهم بل مبررا لإحراج المسلمين .
6. أسرار بين الله و رسوله :- ذهب فريق كبير من المفسرين إلى أن هذه الحروف (علماً استأثر الله به واختصه لذاته، أو أنها رموزاً وأسراراً خاصة بين الله جل جلاله وبين رسوله الأمين (ص).
وأقول : أن هذا الرأي يظل عاجزاً أمام ما يزخر به القرآن الكريم من آيات تدعو إلى ضرورة التدبر فيه دون استثناء. قال تعالى: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد:24]، وقال: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} [النساء:82]، وقال: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} [ص:29].
7. تفكيك الحروف ثم تجميعها لتكوين اسم :- قال البعض: جاء اسم الرحمن كاملا في الحروف النورانية المعجزة التي وردت في فواتح بعض الآيات فكانت " الر- حم - ن "و قد توزعت "الر" نظما قرآنيا معجزا في خمس سور هي "يونس" ويوسف والحشر وهود وابراهيم كما توزعت " حم" على سبعة سور هي :-غافر"و"الجاثية"و"الأقحاف"و".فصلت"و"الشورى"و"الزخرف"والدخان,"
أما حرف "ن" فكان منفردا في سورة القلم.فلا أرى جوازا لهذا الجمع للبعض وإهمال البعض الاخر فعمليات التطويع تلك لا تليق بالقران .
8. في محاولة لداعية مصري لتفسير "الم" قال :- حرف الألف هو أول حروف اسم "الله" والميم هو حرف من اسم "محمد" واللام هي لام الوصل ما بين الاسمين ... و وسيلة الوصل بينهما كان جبريل فنجد أنه جاء باللام من آخر اسم جبريل ؟!  هذه محاولة إقحام ,فلماذا لم يكن الجيم من أول الاسم كما كان لله ولمحمد ؟ فكانت "الم" هي " اجم" ؟! إقحام مرفوض أيا كان التبرير.
9. قال البعض من الرياضيين : إن جمع حساب كل حرف من هذه الحروف بعد حذف المكرر منها يُمَكِّن من معرفة مدة بقاء هذه الأمة واستخلاص أزمان الحوادث والفتن والملاحم، وذلك عن طريق حساب الجمل الأبجدية (أبجد هوز) بما يقابلها من أرقام، أو ما يعرف باسم حساب (أبي جاد).
وأقول مفندا أن هذا تكلف من جهة القرآن، بدليل حسابهم لمدة بقاء هذه الأمة بـ(693) عاماً، والمعلوم أننا تجاوزنا الآن ضعفها بكثير، وفي ذلك مخالفة لقول الله تعالى {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ..ٌ} [لقمان:34].
10. ادعى آخرون : إنها أسماء للسور التي افتتحت بها.ونقول لهؤلاء: بأنها لو كانت كذلك لاستوجب وجود مجموعة سور تحمل نفس الاسم، مما يعني وجود سورتين باسم (طسم)، وخمس سور باسم (الر)، وست سور باسم (الم)، وست سور أخرى باسم (حم)، فذلك كلام مردود من كل عاقل.
11. وقول آخر قال : إنها أسماء للقرآن. ويرد عليه بأنه لم يصلنا من الروايات ما يشير إلى أن الرسول الأكرم (ص) أو أحداً من أصحابه دعا إلى قراءة كتاب اسمه (الم) أو (حم) أو (طس) أو غيرها، وهو يقصد من ذلك الإشارة إلى القرآن بأكمله.
12. قال آخرون: إن كل حرف من هذه الحروف يشير إلى اسم من أسماء الله الحسنى.ونرد على هؤلاء بقولنا :هناك اختلاف كبير في إحصاء أسماء الله الحسنى, فقولهم -مثلاً- في (كهيعص)إن الكاف تدل على الكافي، والهاء على الهادي، والياء على الحكيم، والعين على العليم، والصاد على الصادق. بينما قال آخرون بأن: الكاف تدل على الملك، والهاء على الله، والياء والعين على العزيز، والصاد على المصور. وقال فريق ثالث بأنها تدل على: الكبير، الهادي، الأمين، العزيز، الصادق. وهناك من الأقوال المختلفة غيرها مما يخدش في خبرها ودقته.
13. وفريق قال :إنها حروف لو أحسن الناس تأليفها لعلموا اسم الله الأعظم. ونرد على هؤلاء: ثبت من كون اسم الله الأعظم أنه ليس اسماً لفظياً، وما علمناه من خبر القرآن هو أن اسم الله هو الاعظم بدليل تكراره مايزيد على 2600 مره في القرآن دون غيره فكان أعظمها مما يجب معرفته للناس أما أسمة الأعظم في السماء فذلك من شأنه في علياءه سبحانه .
14. قالوا : إنها أقسام أقسم الله بها على أنها من أسمائه أو أنها من الحروف المعجمية التي تألف منها القرآن. ويرد عليهم بقولنا بأن هذه الأقسام -إن صحت- لا تستوفي تمام شروط القسم وأركانه من ذكرٍ لأداة القسم والقاسم والمقسوم به والمقسوم عليه والغاية من القسم، وأن يرد بعدها قسم في بعض الأحيان لا يدل على كون هذه الحروف قسماً بحد ذاتها.
15.  من القصص النبوي حول تفسير هذه الحروف قيل أن اليهود.. فسروه على حروف الجمل، لأنه ذكر أن جماعة من اليهود، منهم كعب بن الأشرف .... دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: بلغنا أنك قرأت: { الم * ذلك الكتاب } فإن كنت صادقا، فيكون بقاء أمتك إحدى وسبعين سنة، لأن الألف: واحد، واللام: ثلاثون، والميم: أربعون، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قالوا له: وهل غير هذا؟ قال: نعم { المص }. فقالوا: هذا أكثر لأن ( ص ) تسعون. فقالوا: هل غير هذا؟ قال: نعم { الر }. فقالوا: هذا أكثر، لأن ( الراء ): مائتان، ثم ذكر { المر } 
فقالوا: خلطت علينا يا محمد لا ندري أبالقليل نأخذ أم بالكثير؟ 
16.  أما من المعاصرين فمن قال انه - ما يزيد من إعجاز هذه الحروف واعجاز الباري جل شأنه للعرب؛ إنه ثبت أن هذه الحروف التي تفتتح بها سورة معينة، تكون هي الغالبة على باقي الحروف في الكلمات، ففي سورة (ق) مثلا والتي  بدأت بحرف قاف , فسنجد فيها 57 قافـًا وهذا هو عدد نصف سور القران..ولو أخذنا السورة التالية لها و هي سورة الشورى و هي ضعفها في الطول و في فواتحها حرف ق أيضـًا ..  سنجد أن فيها هي الأخرى 57 قافـًا . وبجمع ما في كليهما من حروف قاف فقالوا : 57+57 = 114 ما يساوي عدد سور القران ...( الله اعلم بما قالوا فانا لم احصي ولم اتاكد من هذا الادعاء.
ومن هؤلاء من مضى بعيدا في تجاربهم فوضعوا ســور القرآن بواحث العقل الإلكترونيّ وسألوه أن يقدم لهم إحصائية بمعدلات توارد حرف القاف في جميع السور .وخرجوا بنتائج منها:- أن أعلى المتوسطات و المعدلات لحرف القاف موجودة في سورة ق و أن هذه السورة قد تفوقت حسابيـًا على كل المصحف في هذا الحرف .. قائلين ان ذلك من عجائب الاعجاز القراني في النظم العددي 
واجريت التجارب على ســورة الرعـد التي تبدأ بالحروف (المر ) فقدم لهم العقل الإلكترونيّ إحصائية بتوارد هذه الحروف في داخل الســوره  كالآتى :حرف ( ا ) وردْ 625 مرة .حرف ( ل ) وردْ 479 مرة .حرف ( م ) وردْ 260 مرة .حرف ( ر ) وردْ 137 مرة .
نفس التجربة اجريت الحروف في السور الاخرى  كسورة البقرة و آل عمران وغيرها فكانت لهم النتائج .
هذه المحاولات المعاصرة التي استندت الى الاحصاء الرياضي كما فعل رشاد و كحيل وغيرهم , ومع تشدد هؤلاء في تبرير محاولاتهم فهي لا ترقى للفائدة المرجوة من التفسير ولا تخدم سوى مقولة هذا اعجاز رياضي والرد على هؤلاء يكون بالسؤل لهم : هل كان الاعجاز القراني يتطلب استعمال الحواسيب لاظهار اعداد الاف الحروف ومقارنتها وبرمجتها لنصل الى نتيجة تقول ان عدد حروف سورة كذا اكثر من سورة كذا لان السورة مبدوءة بحرف كذا , وما الفائدة المرجوة من ذلك ؟
 فالقران تنزل للهدى والتشريع ولم يتنزل لاحصاء حروفه وكلماته فتلك جهود معقدة جدا لافائدة منها في هدى القران سبحان القائل "  شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ"
نكتفي بهذا القدر من الأمثلة التي استوفينا منها 16 مثالا بعدد هذه الحروف والتي لا حصر لها .
 القول الفصل عندي : انه لا يجوز أن يكون في القرآن من كلام ليس له معنى فلا زيادة بلا فائدة قال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ [المائدة : 101] وهذا قررت هذه الاية أن كل شيء في القرآن لا بد أن يُبدى للمؤمنين أي يظهر, فهو لهم وليس للكفار وليست قضية القرآن هي مقارعة الكفار بل هداية المؤمنين وعليه نعتقد أن فهم هذه الحروف كان للمؤمنين لا للكفار على قاعدة أن الكفار لا يؤمنون بالقرآن كله فكيف يمكن لنا أن ندعي أن حروفا مبهمة لنا ولهم هي آيات مختصة موجهه للكفار ليؤمنوا بها ؟
 وأزيد قولا :- أنه لا يمكن أن تكون هناك آية نازلة في القرآن دون أن يكون لفهم الناس وتدبرهم سبيلاً إليها, لان القرآن تنزل للناس كافة أي ليس للعرب فقط وللتدبر اي ليس للعامة فقط بدليل قوله جل وعلا " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ [سبأ : 28] وما محمد إلا رسول، " وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ .." [آل عمران : 144] وماتنزل من القرآن كان للناس ليفهموه ويعملوا به, وما غموض بعض الحروف والكلمات والآيات إلا إعجاز لزيادة العناية بالقرآن وتمييزا له عما سبقه من كتب سماوية للهيمنة عليها , كما أن المعجزات القرآنية ابتلاء فمن تدبر كان له الثواب .فلا يجوز الإقرار بالاستسلام والقول انه يستحيل فك المعنى .فإن سأل سائل ما معنى تنزل بعض سيرة بيت رسول الله في القرآن إن لم يكن هناك بعض التخصيص للرسول فنقول ما كانت تلك السيرة للقصة أو الإخبار بل للعبرة والتدبر للحادثة والأخذ بمقاصدها فهي من الحكمة بدليل قوله تعالى" وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ"
ومما يعزز إدعائنا :- أنه لم يثبت عن العرب أبان العهد الإسلامي الأول ما يشير إلى عدم فهمهم لمعاني الحروف المقطعة، فلو كانوا يجهلون ذلك لظهر من هنا وهناك من يسأل عن أسرارها وحقيقتها، ولكان فيها فرصة وذريعة لليهود وغيرهم -من الذين يحرفون الكلم عن مواضعه- لحياكة الفتن واختلاق الشبهات للطعن في القرآن بحجة طلسمية آياته بالنسبة لفهم الناس، فكيف يكون مع هذا {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران:138]؟
و عليه لا ندعي قدرتنا على فك رموز هذا الإعجاز بل ندعي عدم ممانعتنا لمحاولات فهمها وتدبرها , ونضع بين أيدي القارئ الكريم بعض الحقائق التي نجدها من خلال محاولتنا والتي تعين المهتم في محاولات التأويل دون إقحام لأي إدعاء لنا ومن ذلك وجدنا والله المستعان:
1. إن أول أمرٍ يلفت نظر المتدبر في هذه الحروف هو ما يلي هذه الحروف من نصوص، إذ نجد هذه العبارات -في الغالب- من قبيل: {ذَلِكَ الْكِتَابُ} ، أو {كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ} ، أو {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ} ، أو {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ} ، أو {تَنزِيلُ الْكِتَابِ} ، أو {وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} ، أو غيرها؛ مما يكشف عن وجود علاقة وطيدة بين هذه الحروف وآيات القرآن المبين.وأعتقد أن محاولة تدبر هذه الحروف كل بناء في سياق الآية التي جاء فيها هو الأسلم اعتقادا بتكامل آيات القرآن في كل موقع وسورة , فلننظر في هذا المعنى ولنحاول إيجاد الآيات وتلك العلاقات التي أشرنا إليها :
  1. الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ [هود : 1],
  2. الَرَ  تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ [يوسف : 1]
  3. الَرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ [الحجر : 1]
  4. الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (يونس:1)
  5. الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيد (إبراهيم:1)
 ملاحظات هامة نجدها في مجموعة الايات التي ابتدأت بألر تلك أن هذه الحروف لم تكن آيات كاملة تحمل الرقم 1 كما في باقي الحروف مثل الم [1) حم (1) المص (1)   طسم (1) كهيعص [1] طه [1] يس (1)
ملاحظة أخرى :  جميع الايات التي بدأت بألر اشتملت على ذكر الكتاب
ملاحظة ثالثة : لوحظ ان هذه المجموعة اشارت الى " ايات الكتاب"
ملاحظة رابعة : لوحظ ان هذه المجموعة جاءت ببعض اسماء الكتاب كمثل المبين والحكيم.
في هذه الايات ذكرت اسماء الله الحسنى الحكيم والخبير والعزيز والحميد 
وبالنظر في الآيات المشابهة أي التي جاءت فيها الحروف المقطعة  ليست آيات منفصلة مستقلة مرقمة وهي المجموعة الثانية :
  1. المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِيَ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ [الرعد : 1]
  2. طس تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ (النمل:2)
  3. " ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ(ص:1) 
  4. " ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ [قـ : 1]
  5. ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (ن:1)
 لوحظ أن عدد هذه المجموعة خمس آيات مساوي لعدد آيات المجموعة الاولى مثيلتها في الصفات .

لوحظ أيضا انها جاءت على ذكر "الكتاب" واياته .
كذلك جاءت باحد اسماءه وهو القران . وذي الذكر والمجيد والمبين .

كذلك لوحظ أن ثلاث منها جاءت بالقسم المتبوع باواو " وَالْقُرْآنِ " "وَالْقَلَمِ "
فتكون مجموع الملاحظات :-
1. الاشارة الى الكتاب باسماءه .القران , الكتاب,المجيد,المبين , الحكيم.في الايات 1و4 مجموعة اولى واية 5 المجموعة الثانية .
2. الاشارة الى صفات الكتاب :مبين,ذي الذكر,في الاية 3 من المجموعة الاولى و2و3 من المجموعة الثانية.
3.الاشارة الى إحكام آيات الكتاب : في الايات 1 من المجموعة الاولى.
4. الاشارة الى التفصيل في آيات الكتاب كما في الاية 1 من المجموعة 1.
5. الاشارة الى الابانة في ايات الكتاب كما في الاية 2 و3 المجموعة 1. و 2 من المجموعة 2
6. الاشارة الى الحكمة لكتاب الله كما في الاية 4 من المجموعة 1.
7. الاشارة الى إنزال الكتاب كما في الاية 1 من المجموعة 2 
8. الاشارة الى صفة الحق لما أنزل كما في الايو 1 من المجموعة 2
9. الاشارة الى اسماء الكتاب المبين والحكيم والمجيد كما في الايات 2و4 من المجموعة 1 و 5 من مجموعة 2
10. ذكر باقة من اسماء الله وصفاته كالعزيز الحميد وصفات الكمال كحكيم خبير.
فتلك عشرة ملاحظات على ما تضمنتة الايات العشر المتشابهه في صفة وجود الحروف المتقطعة فيها كجزء من نص الاية وليس نصا مستقلا .
لننظر الان في الايات ال19 الاخرى :-
 المجموعة الاولى :- مجموعة "الم" :- 
  1. الم [ 1]  ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ [البقرة : 2] 
  2. الم (1) وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ [الروم : 58]
  3. الم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ [لقمان : 2]
  4. الم [ 1] اللهِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ (آل عمران:3)
  5. الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُون [العنكبوت : 2]...وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ
  6. الم (1) تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (السجدة:2)
الملاحظات على هذه الايات :-
  1.  مجموعة "الم " وعددها ستة آيات وفيها كانت "الم" اية مستقله كاملة تحمل الرقم 1 من السورة التي إبتدءتها.
  2. جاء ذكر "الكتاب في كافة الايات أو ماتبعها مباشرة .
  3.  الاشارة الى ماجاء في الكتاب " وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ..."
  4.  الاشارة الى اليقين في الكتاب "لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ  " لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ "
  5. الاشارة الى آيات الكتاب (اية 3 )
  6. الاشارة الى اسم من اسماء الكتاب " الحكيم" 
  7. الاشارة الى تنزيل الكتاب (الاية 4) و(الاية 5)و(الاية 6)
  8.  الاشارة الى باقة اخرى من الله الحسنى "الله و الحي , والقيوم"
  9. الاشارة الى المتقين وعلاقتهم بالكتاب ( الاية 1) 
  10. الاشارة الى المبطلون الكفرة بالكتاب (الاية 2)
فتلك عشر ملاحظات أخرى نجدها جميعا مشتركة الدلالات على الكتاب المرتبط مباشرة بالحروف المقطعة .
لننظر المجموعة التالية :ولنقل مجموعة "حم " وهي سبعة آيات :-
  1. حم (1) تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (غافر:2)
  2. حم (1) تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمـنِ ِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (فصلت:3)
  3. حم  (1) عسق (2) كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (الشورى:3)  
  4. حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (الزخرف:3)
  5. حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (الدخان:2)
  6. حم (1) تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (الجاثية:2)
  7. حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (الأحقاف:2)
فنجد فيها الملاحظات التالية  :-
1. الاشارة الى الكتاب في جميع الايات السبعة .أما مباشرة أو في الاية اللاحقة .
2. الاشارة الى اسم الكتاب :المبين في الايات 4و5
4. الاشارة الى التفصيل في آيات الكتاب كما في الاية 2
5. الاشارة الى الابانة في ايات الكتاب كما في الاية 4و52
6. الاشارة الى لغة  لكتاب العربية كما في الاية 4
7. الاشارة الى إنزال الكتاب كما في الاية 1 و2
8. الاشارة الى مصدر التنزيل للكتاب كما في الايات 2و6و7 .2
9. الاشارة الى الوحي ارتباطا بالكتاب.
10. ذكر باقة من اسماء الله وصفاته كالعزيز والعليم والحكيم .
وتلك ملاحظات عشرة أخرى على مجموعة السبعة آيات الحميمية " حم" متشابهة ومكملة لما سبق .
 وتبقى لنا المجموعة الاخيرة وهي من سبعة آيات أيضا :-والتي نجد فيها نفس الملاحظات والاشارات فسبحان الله الناظم لهذا الكلام الاعظم .
  1. عسق (2) كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (الشورى:3)
  2. المص (1) كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (الأعراف 2)
  3. طه [1] مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (طه : 2)
  4. طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (الشعراء:2)
  5. طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (القصص:2)
  6. كهيعص [1] يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً (مريم 12) 
  7. يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ [يس : 2]
    على هذه الملاحظة يمكننا أن نفهم العلاقة المباشرة ما بين هذه الحروف والقران لشدة الارتباط المشهود في جميع الايات .
    الاعجاز القراني العددي :-
    1. ومن الملاحظات الاهم: أن ظهرت الحروف المقطعة في أوائل (29) سورة من القرآن، وبالمعلوم إن عدد الحروف الهجائية في اللغة العربية هي (29) حرفاً ً- باعتبار الهمزة حرفاً مستقلاً.- وعلية فإننا نتوقع إحتمال علاقة إعجاز قرآنية لاصحاب اللغة العربية باتشابة بين هذه الحروف وعددها في اللغة . 
    2.  ومن الأدلة الجلية هو: عدم تصدر بناء "عسق " وهي الآية الثانية من سورة الشورى بعد آية "حمعدم تصدرها لسورة مستقلة كما هو حال باقي كل الأبنية من مثلها , فلو افتتحت " عسقسورة جديدة لكانت السور المفتتحة بالحروف المقطعة - ثلاثون سورة - لا تسع وعشرون , و لكان الضبط القرآني هو ( 30 بناءا في 30 سورة ) وقد شاهدنا مثالا من ذلك في الختم القرآني المعروف بالبسملة والمفتتحة لـ-  113 سورة قرآنية من أصل 114 سورة , ولئلا يختلف النظم العددي القرآني فقد تكررت البسملة مرتين في سورة النمل "إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [النمل : 30], ليكتمل عدد البسملات الى 114 بسملة ليكون مساويا لعدد السور جميعها , 
    3.  من الملاحظات الجلية أن عدد الحروف المقطعة في المصحف كانت في 30 بناء جاءت في 29 آية ( وهذا عدد مساوي لعدد السور المدنية )
    4. ولا حظنا أيضا أن :-  عدد الحروف المقطعة دون تكرار هو 14 حرف هي :أ ل م ص ر ك هـ ع ط س ي ح ق ن وهو عدد مساوي للابنية الكاملة للحروف المقطعة دون تكرار - كما ترى تاليا :
    1- {الم}: البقرة، آل عمران، العنكبوت، الروم، لقمان، السجدة.
    2- {المص}: الأعراف.
    3- {الر}: يونس، هود، يوسف، إبراهيم، الحجر.
    4- {المر}: الرعد.
    5- {كهيعص}: مريم.
    6- {طه}: طه.
    7- {طسم}: الشعراء، القصص.
    8- {طس}: النمل.
    9- {يس}: يس.
    10- {ص}: ص.
    11- {حم}: غافر، فصلت، الزخرف، الدخان، الجاثية، الأحقاف.
    12- {حم، عسق}: الشورى.
    13- {ق}: ق.
    14- {ن}: القلم
    إن تدبرت بعض التدبر في هذه السور التي تشترك في الحروف المفتتح بها مثل الميمات والراآت والطواسين والحواميم وجدت في السور المشتركة في الحروف من تشابه المضامين وتناسب السياقات ما ليس بينها وبين غيرها من السور.  ويؤكد ذلك ما في مفتتح أغلبها من تقارب الألفاظ كما في مفتتح الحواميم من قوله: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنْ اللَّهِ} أو ما هو في معناه، وما في مفتتح الراآت من قوله: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ} أو ما هو في معناه، ونظير ذلك واقع في مفتتح الطواسين، وما في مفتتح الميمات من نفي الريب عن الكتاب أو ما هو في معناه. أن بين هذه الحروف المقطعة وبين مضامين السور المفتتحة بها ارتباطاً خاصاً، ويؤيد ذلك ما نجد أن سورة الأعراف المصدرة بالمص في مضمونها كأنها جامعة بين مضامين الميمات وص، وكذلك سورة الرعد المصدرة بالمر في   مضمونها كأنها جامعة بين مضامين الميمات والراآت تصانيف في الحروف المقطعة , ونختم كما ختم من قبلنا " الله أعلم بمراده"
     نموذج من الاعجاز العددي للحروف المقطعة:-
    هذا اعجاز عددي ورد في سورة النمل حول الحروف المقطعة فتبدأ السورة بحرفين مقطعين (طس):ط + س ولان ترتيب سورة النمل في المصحف هو 27 وعدد ايات سورة النمل 93 فقد حاول الباحث أن يجد علاقة ما بين هذه الاعداد فقال:-
    حرف ( ط) ورد في هذه السورة 27 مرة وحرف (س) ورد في هذه السورة 93 مرة
    ملاحظة :للتأكد بنفسك من عدد تكرار حرف ط س في السورة فهناك طريقتين:
    الأولى بالعد التقليدي وتتبع الأحرف.
    والثانية عن طريق برنامج الوورد في الكمبيوتر كالتالي:
    ضعها في ملف وورد
    1. اضغط على ctrl+f لتظهر لك شاشة على اليسار.
    2. إختر القائمة  all items found in  ثم اكتب ط في الخانة المخصصة للبحث اعلاه حرف ط و اضغط find فيظهر لك عدد تكرار حرف ط  في السورة.
    3. تجد ان حرف ط في سورة النمل هو 27 حرفا وتجد حرف س هو 93 حرفا سبحان الله الناظم لأعظم الكلام.
       انظر نتائج البحث لحرف ط
       انظر نتائج البحث لحرف ط

      ليست هناك تعليقات:

      إرسال تعليق