السبت، 20 نوفمبر 2021

سلخ النهار من الليل - معجزة قرانية

سلخ النهار سلخا من وحي قوله تعالى " وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ [يس : 37]

وردت كلمة "سلخ " في القران المجيد ثلاث مرات فقط في الآيات :
  1. وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ [الأعراف : 175]
  2. فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [التوبة : 5]
  3. وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ [يس : 37]
 السَّلْخُ في اللغة: هو فعل يقتصر على ازالة جلود الحبوانات، حيث يقوم الجزّار أواللّحام بشد الجلد بقوّة بعيداً عن اللّحم ويقوم بفصلهما بسكين.وهو بالمعنى العام :- الكشط والإزالة بالكلية عن باقي جسم المكشوط .
فما علاقة الليل والنهار بسلخ جلود الحيواناتاللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَوما علاقة سلخ الأشهر بهذا المعنى " فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ " ومما تُسلخ ؟ وذلك الرجل المنُسلخ  "الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا "
تفسير سلخ الليل بالمفهوم العلمي:
 تأكد بما لا يقبل الشك أن الكون كله يعيش في ظلمة سرمدية موحشة، وقد توصّل إلى هذه الحقيقة وشاهدها بعينه؛ رواد الفضاء عندما هيأ الله لهم أسباب الخروج عن كوكبنا والسباحة في الفضاء خارج نطاق الجاذبية الأرضية وخارج ضوء الأرض المتأتي لها من الشمس والمحيط بها وكأنه هالة من النور لا يكاد يجاوز بضع كيلومترات.
إن المسافة بيننا وبين الشمس هي 150 مليون كم، وإن طبقة النور التي تحيط بالأرض لا تتجاوز 200 كم، وإن الضوء الواصل إلينا إنما هو ذلك المنطلق من كوكب الشمس الذي خلقه الله بهذه الصورة العظيمة، ذلك الكوكب الملتهب ليلاً ونهاراً، سخره الله سبحانه لأهل الأرض من جنهم وإنسهم.
إن المسافة بين الشمس والأرض أكبر بكثير من مسافة النور على سطح الأرض أو عمود النور إذا ما قسنا سمك النور بخط مستقيم أوله سطح البحر وأخره عند آخر نقطة من الخط المستقيم للنور في السماء، وعندها يمكن تشبيهه بهالة من النور تحيط بالكرة الأرضية، فتبدو للرائي من على بعد لها وكأنها جلدة رقيقة جداً.
إن الجزء الذي تتكون فيه حالة النهار أو ضوء النهار هو الهواء (الغلاف الغازي) كما يسمى علمياً، والذي يحيط بالأرض، أو قل إن شئت هو جميع أنواع الجسيمات المحيطة بالكرة الأرضية، من غازات وفوتونات وجسيمات وغيرها، (كما يحيط جلد الحيوان بجسده)، كما أن الظلام سائد في الفضاء الكوني بصفة عامة لعدم وجود جسيمات كافية فيه لإحداث التشتت لضوء الشمس ولضوء غيرها من النجوم، وهذا الضوء لا يظهر إلا بالانعكاس على أسطح الكواكب وأسطح غيرها من الأجرام المعتمة أو بالتشتت في أغلفتها الجوية إن كانت بها جسيمات كافية للقيام بهذا التشتت.
وجه الإعجاز:
الحقيقي والمتوقع لاتجاه النور - الإعجاز العلمي في القرآن الكريم "وَآيَةٌ لَّهُمُ ٱلَّيلُ نَسْلَخُ مِنْهُ ٱلنَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ"  آية الليل نسلخ منه النهار
الحقيقي والمتوقع لاتجاه النور، فبما أن الشمس على يمين الصورة، وحيث أن الضوء يسير بخط مستقيم، فمن المتوقّع أن يكون شكل الضوء كما هو مبين داخل الدائرة في الشكل الأيسر
 “المتوقّع” ولكن ما يحدث في الواقع “الصورة الأصلية” هو عكس ذلك تماماً
نظرية انعكاس الضوء، زاوية السقوط تساوي زاوية الانعكاس
توضح الصورة ظاهرة انعكاس الضوء حيث
 أن زاوية سقوط الضوء تساوي زاوية الانعكاس
لقد أقسم الله سبحانه وتعالى بالليل والنهار في كتابه العزيز، ولا يقسم البارئ عز وجل إلا بعظيم، ومن هذا القسم قوله تعالى: ﴿وَاللَّيْلِ إِذْ َدْبَرَ﴾ [المدثر: 33] ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ﴾ [التكوير: 17] ﴿وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا﴾ [الشمس: 3] والقسم بهما، أكبر دعوة لنا لنتأمل ونتساءل عما أودع الله فيهما من عظيم حكمته ومظاهر عظمته وقدرته، وقد أشار القرآن إلى ذلك في قوله: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ﴾ [آل عمران: 190] أي أصحاب العقول المتعلمة المتخصصة.
شبة الله تعالى خروج النهار من الليل بانسلاخ الجلد المسلوخ، وذلك أنه لما كانت مبادئ الصبح عند طلوعه ملتحمة بالليل -وكانهما برزخ لا يبغيان- أجرى عليهما اسم السلخ وكان ذلك أولى من أن لو قيل يخرج لأن السلخ أدل على الالتحام من الإخراج وهذا تشبيه في غاية المناسبة(13)، لأن انسلاخ الشيء عن الشيء أن يبرأ منه ويزول عنه حالاً فحالاً كذلك انفصال الليل عن النهار والانسلاخ أبلغ من الانفصال لما فيه من زيادة البيان
إن الله تعالى ينزع طبقة النهار من محيط الأرض التي يتغشاها الليل كما ينزع جلد الحيوان عن لحمه ولا يكون ذلك إلا بدوران الأرض حول محورها أمام الشمس فيتجلى الإعجاز القرآني في أنه عندما تتحرك الأرض وتدور حول نفسها فإن الليل يقوم على سلخ هذه الطبقة الرقيقة من النور.
ولذلك رأينا التعبير القرآني كيف عبر عن حالة خروج النهار وغشيان الليل المظلم بهذه العبارة اللطيفة مستعيراً لفظ السلخ بدل الخروج، وهو تعبير لا يمكن أن يكون من خيال شاعر أو إيحاء ساحر، بل لا بد أن ذلك التعبير البديع صادر من عالم بتلك الأحوال الكونية الخارجية، ولا بد أن يكون قد ارتاد الفضاء وحلق في أجوائه بل قد خرج إلى ما هو أبعد من الغلاف الغازي المحيط بالأرض ليدرك كل تلك التفاصيل الدقيقة، ثم ليعبر عنها بألفاظ وجيزة.
”وَآيَةٌ لَّهُمُ ٱلَّيلُ نَسْلَخُ مِنْهُ ٱلنَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ”
 يكمن الاعجاز القراني في هذه الاية في إثبات أن القرآن هو كلام الله وإلا فكيف لمحمد أن يعرف هذه العلوم ؟
الواقع العلمي والإعجاز القرآني يختلف مفهومهما عن معرفتنا العامة لصورة الغروب والفجر المنظوران بالعين المجردة, اذ أن الليل لا يأتي بل هو الأصل الموجود في الطبيعة ، ولكن النهار هو الذي يذهب، فاللّيل (الظلام) هو الحال السائد، والضوء هو العنصر الدخيل،  وهذا ما يحدث خلال النهار إذ أن نور الشمس يُذهِب الظُلمة، وعند الغروب، فإن نور الشمس يَذهب ويبقى الليل (الظلام) وهذا ما تنص عليه الآية الكريمة، وَآيَةٌ لَّهُمُ ٱلَّيلُ نَسْلَخُ مِنْهُ ٱلنَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ.
 فماذا عن السَّلخ ؟ نقول بما أن موقع الشمس الذي نراه على يمين الصورة، فمن المفروض أن يكون اتجاه وشكل النور كما هو مبين في (الشكل المتوقّع) ولكن الواقع يُظهر عكس ذلك لأن طبقات الجو العليا تقوم بعمل المرآة وتعكس نور الشمس الساقط عليها (بعد الغروب) من أسفل الغلاف الجوي بإتجاه الأرض ولهذا السبب يَبقى النور حتى بعد غروب الشمس الى موعد صلاة العشاء، وهذا ما يجعله يبدو للناظر من الطائرة أو المحطة الفضائية بأنه ينسلخ. وهنا تتجلى المعجزة العلمية في هذه الآية أولاً لأنه لا يمكن رؤية هذه الظاهرة من على سطح الأرض ولم يكن عند رسول الله صلى الله عليه وسلّم طائرة أو محطة فضائية لكي يلاحظ هذه الظاهرة ويتحدّث عنها وثانياً لأن آية سلخ النهار من الليل لا تبدو منطقية في الوهلة الأولى إلاّ بمعرفة أن طبقات الجو العلبا تعكس الضوء { أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ ٱلظِّلَّ  … } - الفرقان 45 وترده الى سطح الأرض وهذه ظاهرة لم يقرّها العلم الحديث حتى الآن, أن من يريد التحدث عن هذه الظاهرة عليه أن يكون على علم أيضاً بكروية الارض وحقيقة دوران الأرض حول نفسها. تذكر أن العالِم جالاليو توفي وهو رهن الإعتقال لأنه أقر بأن الأرض كرويةّ وكان هذا عام 1642.
لو قلنا إذن إن الليل يحِلُ مكان النهار أو يغطيه أو يطرده؟ وصفه تعالى في القرآن الكريم في سورة الأعراف – { إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ يُغْشِي ٱلَّيلَ ٱلنَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً … }36   وورد نص شبيه في: سورة الرعد  { وَهُوَ ٱلَّذِي مَدَّ ٱلأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِىَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ يُغْشِى ٱلَّيلَ ٱلنَّهَارَ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }– 3 وفي سورة الليل { وَٱلْلَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ } * { وَٱلنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ }-1 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق