السبت، 13 نوفمبر 2021

المعجزة العلمية في الصلاة

عطية مرجان ابوزر
 وردت كلمة الصلاة في القران لاول مرة في سورة البقرة الاية 3 (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ " 
وقوله تعالى "يقيمون الصلاة " جاءت بقوله " يقيم" و لم يقل يصلوا لأن الإقامة يعني القيام بالصلاة, أي حق القيام على أكمل وجه أما فريضة الصلاة فكانت في الاية :-
إتيانها دون الطهارة " لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ ... حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ [النساء43"
إتيانها دون الوضوء:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ ..., وان لم يتوفر الماء فالطهارة بالتيمم " وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ (النساء:43)
إتيانها دون وعي :- "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ (النساء:43)
إتيانها جنب :" وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ (النساء:43)
إخراج الريح أثناء الصلاة .
الضحك أو الكلام أثناء الصلاة.
الانشغال بأمور الدنيا والغفلة وعدم استحضار الخشوع أثناء الصلاة.

"إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً [النساء : 103]
الصلاة في الأديان هي حلقة الوصل بين الإنسان وربه،عرفت الصلاة منذ فجر التاريخ، إذ يعود أول ذكر للصلاة في مخطوطات يزيد عمرها عن 5000 عام. تختلف الصلاة في طريقتها وعدد مراتها وأسبابها وأحكامها بين ديانة وأخرى.
ورد ذكر كلمة "صلوات" في القران خمس مرات بعدد الصلوات الخمس ووردت كلمة الصلاة في القران (64 مرة ) كان أولها في الاية 3 من سورة البقرة كشرط اساس من شروط الايمان " الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ [البقرة : 3]  جاء الأمر الرباني بإقامة الصلاة في القرآن بقوله " أقيموا الصلاة " 12 مرة في القرآن
تعريف الصلاة : هي اشتقاق من الوصل - كونها تصل العابد بالمعبود - وهي فرض من فروض العبادة لله تعالى جاء ذكرها في القرآن 61 مرة , فرضها المعبود بحق على نبيه محمد وأمته إبان عروجه من المسجد الأقصى للسماء, وفي الحديث القدسي أنها فرضت خمس ماية ثم خمسون فخمسا, والخمس تجزيء عن الخمس ماية, وهي فرض من الفرائض الخمس المعلومة - وهي فعل جسدي ولفظي متكامل - وشرطها حضور القلب,لا إتيانها تثاقلا أو نفاق , وهي من العبادات المفروضة الواجبة بمواقيت وأصلها للذكر قال تعالى "وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى [الأعلى : 15] والصلاة مأمور بها الزوجة والأهل من قبل رب الأسرة واجبا "وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا (طه:132)
جاء الأمر الرباني بإقامة الصلاة في القرآن بقوله " أقيموا الصلاة " 12 مرة في القرآن.والمقيمون الصلاة هم المؤمنون " الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ [البقرة : 3] وقد صف الله تعالى الصلاة بأنها كبيرة ثقيلة على عامة المسلمين إلا على الخاشعين منهم" وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ (البقرة:45)
مواقيت الصلاة والاداء الجسدي
صلاة الفجر :-منذ اذان الفجر وحتى طلوع الشمس
إن الكورتيزون الذي هو هرمون النشاط في جسم الإنسان يبدأ في الازدياد وبحدة مع دخول وقت صلاة الفجر، ويتلازم معه ارتفاع منسوب ضغط الدم، ولهذا يشعر الإنسان بنشاط كبير بعد صلاة الفجر بين السادسة والتاسعة صباحا، لذا نجد هذا الوقت بعد الصلاة هو وقت الجـد والتشمير للعمل وكسب الرزق، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم بارك لأمتي في بكورها». تكون في هذا الوقت أعلى نسبة لغاز الأوزون في الجو، ولهذا الغاز تأثير منشط للجهاز العصبي وللأعمال الذهنية والعضلية،
صلاة الضحى ( سنة ) من طلوع الشمس الى اذان الظهيرة
 ونجد العكس من ما سبق عند وقت الضحى، فيقل إفراز الكورتيزون ويصل لحده الأدنى، فيشعر الإنسان بالإرهاق مع ضغط العمل ويكون في حاجة إلى راحة، ويكون هذا بالتقريب بعد سبع ساعات من الاستيقاظ المبكر، وهنا يدخل وقت صلاة الظهر فتؤدي دورها كأحسن ما يكون من بث الهدوء والسكينة في القلب والجسد المتعبين.
بعدها يسعى المسلم إلى طلب ساعة من النوم تريحه وتجدد نشاطه، وذلك بعد صلاة الظهر وقبل صلاة العصر، وقد ثبت علميا أن جسم الإنسان يمر بشكل عام في هذه الفترة بصعوبة بالغة، حيث يرتفع معدل مادة كيميائية مخدرة يفرزها الجسم فتحرضه على النـوم، ويكون هذا تقريبا بعد سبع ساعات من الاستيقاظ المبكر، فيكون الجـسم في أقل حالات تركيزه ونشاطه، ثم تأتي صلاة العصر ليعاود الجسم بعدها نشاطه مرة أخرى ويرتفع معدل "الأدرينالين"في الدم، فيحدث نشاط ملموس في وظائف الجسم خاصة النشاط القلبي.
صلاة الظهر : من اذان الظهر الى اذان العصر
وفيه ذروة النشاط الجسدي
صلاة العصر:- من اذان الظهر الى اذان العصر
 لصلاة العصر دور مهم في تهيئة الجسم والقلب بصفة خاصة لاستقبال هذا النشاط المفاجئ، والذي كثيرا ما يتسبب في متاعب خطيرة لمرضى القلب للتحول المفاجئ للقلب من الخمول إلى الحركة النشطة.وهنا يتجلى لنا السر البديع في توصية مؤكدة في القرآن الكريم بالمحافظة على صلاة العصر
وقد ذهب جمهور المفسرين إلى أن الصلاة الوسطى هنا هي صلاة العصر، ومع الكشف الذي ذكرناه من ازدياد إفراز هرمون "الأدرينالين"في هذا الـوقت يتضح لنا السر في التأكيد على أداء الصلاة الوسطى، فأداؤها مع ما يؤدي معها من سنن ينشط القلب تدريجيا، ويجعله يعمل بكفاءة أعلى بعد حالة من الخمول الشديد ودون مستوى الإرهاق، فتنصرف باقي أجهزة الجسم وحواسه إلى الاستغراق في الصلاة، فيسهل على القلب مع الهرمون تأمين إيقاعهما الطبيعي الذي يصل إلى أعلاه مع مرور الوقت.
صلاة المغرب :-
ثم تأتي صلاة المغرب فيقل إفراز "الكورتيزون"ويبدأ نشاط الجسم في التناقص، وذلك مع التحول من الضوء إلى الظلام، وهو عكس ما يحدث في صلاة الصبح تماما، فيزداد إفراز مادة "الميلاتونين"المشجعة على الاسترخاء والنوم، فيحدث تكاسل للجسم وتكون الصلاة بمثابة محطة انتقالية.
صلاة العشاء :-
وتأتي صلاة العشاء لتكون هي المحطة الأخيرة في مسار اليوم، والتي ينتقل فيها الجسم من حالة النشاط والحركة إلى حالة الرغبة التامة في النوم مع شيوع الظلام وزيادة إفراز "الميلاتونين"، لذا يستحب للمسلمين أن يؤخروا صلاة العشاء إلى قبيل النوم للانتهاء من كل ما يشغلهم، ويكون النوم بعدها مباشرة.
فعن ابن عباس قال: أعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة بالعشاء حتى رقد الناس واستيقظوا ورقدوا واستيقظوا فقام عمر بن الخطاب فقال الصلاة، قال عطاء: قال ابن عباس: فخرج نبي الله صلى الله عليه وسلم كأني أنظر إليه الآن يقطر رأسه ماء واضعا يده على رأسه فقال: «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم أن يصلوها هكذا».
وعن معاذ بن جبل لما تأخر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة العشاء في أحد الأيام وظن الناس أنه صلى ولن يخرج فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعتموا بهذه الصلاة ـ أي أخروها إلى العتمة ـ فقد فضلتم بها على سائر الأمم ولم تصلها أمة قبلكم».
إقامة الصلاة هو الإتيان بهذه العبادة بوجهيها الروحية والبدنية على أكمل وجه.لان للصلاة صورة وروح ، صورتها العبادة بالأعضاء، وروحها العبادة بالقلب. قال الله تعالى ( ويقيمون الصلاة ولم يقل : ( ويصلون ) وذلك ليفرق بين الصلاة المُقامة بالقلب والصلاة القائمة على حركات الجسد دون استحضار القلب وخشوع الجوارح
وقيل : إن إقامة الصلاة هو الإتيان بجميع حقوقها من كمال الطهارة واستيفاء الأركان والسنن و هذا القول لا يعدو وصفا للصورة الظاهرة ، وإنما قوام الصلاة هو الذي يحصل بالإقامة : التي هي:- التوجه إلى الله تعالى والخشوع الحقيقي له ، والإحساس بالحاجة إليه تعالى, والوصول إلى ذلك يكون بألا ينطق المصلي بلفظ إلا وهو مستورد معناه في ذهنه، فإذا قال (الحمد لله) يستحضر معنى الحمد وإذا ما قال (رب العالمين ) استحضر معاني الربوبية وأضاف الحمد إلى ذات ربه, وإذا قال (مالك يوم الدين ) تصور معنى المُلك وهيمنته وتعلقه باليوم الأعظم .... وهكذا .
فإذا أخذ المصلي على نفسه أن يتصور المعاني من ألفاظها التي ينطق بها فقد أقام الصلاة ، أما وهو ينطق ولا يفقه ما يقول ولا يلحظ بذهنه معنى لفظ ما يقول ،فلا يزعم أنه أقام الصلاة بل هدمها بإخلائها من عمادها ، وقتلها بسلبها روحها ، ومن غريب مزاعم من يسمون أنفسهم بالمسلمين : أن حضور القلب في جميع أجزاء الصلاة واستشعار الخشية من أصعب ما تتجشمه النفس ، بل يكاد مستحيلا لغلبة الخواطر على ذهن المصلي .  وأخشى أن يكون هذا جحودا لمعنى الصلاة وإنما عرض لهم هذا الوهم الباطل من شدة الغفلة واستحكام العلة والعياذ بالله.وهذا أبو هريرة رضي الله عنه يقول : إن الرجل ليصلي ستين سنة ولا تقبل منه صلاة , فقيل له : كيف ذلك؟  قال: لا يتم ركوعها ولا سجودها ولا قيامها ولا خشوعها, و يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه كقوله :إن الرجل ليشيب في الإسلام ولم يكمل لله ركعة واحدة! قيل : كيف يا أمير المؤمنين قال : لا يتم ركوعها ولا سجودها, أما الإمام أحمد بن حنبل فقال:- يأتي على الناس زمان يصلون وهم لا يصلون ,وإني لأتخوف أن يكون الزمان هو هذا الزمان.ويقول الإمام الغزالي رحمه الله :إن الرجل ليسجد السجدة يظن أنه تقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى , و والله لو وزع ذنب هذه السجدة على أهل بلدته لهلكوا ، سُئل كيف ذلك ؟ فقال : يسجد برأسه بين يدي مولاه وهو منشغل باللهو والمعاصي والشهوات وحب الدنيا ... فأي سجدة هذه!
فرضت الصلاة على الأنبياء والأمم منذ آدم عليه السلام :- "الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاة"
  1. صلاة إبراهيم عليه السلام : " رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ .."[إبراهيم : 37]  رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء[إبراهيم : 40]
  2. صلاة يعقوب وقومه " وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ ..."[المائدة : 12]
  3. صلاة موسى عليه السلام " وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ [يونس : 87] " إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَافَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (طه :20)
  4. صلاة عيسى عليه السلام :  وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً [مريم : 31]
  5. صلاة إسماعيل عليه السلام :- وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً (54) وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً [مريم : 55]
  6. صلاة لوط وإسحاق عليهم السلام :- وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ [مريم : 55]
  7. صلاة لقمان عليه السلام :  " يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ [لقمان : 17]
 أركان الصلاة خمس :-
  1.  مواقيتها : وهن خمس أيضا : الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء .إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً [النساء : 103]"فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ، الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (الماعون:4) " حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ [البقرة : 238]
  2. عددها :- 17 ركعة في الصلوات الخمس ( ركعتان فجرا,وأربع ظهرا,وأربع عصرا,وثلاث مغربا, وأربع عشاء)
  3. الاغتسال للطهارة : لا صلاة إلا بالطهارة فلا تجوز مع نجس أو جنابة ,أو سُكر قال تعالى :"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ .. [النساء43"
  4. الوضوء لها : وهو اجتزاء من الطهارة العامة وهو في الفرائض أربع :- " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ (1) فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ (2) وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ (3)وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ (4) وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ ... [المائدة : 6] وفي السنة النبوية هن ( سبعة ) النية - غسل اليدين ثلاثا - المضمضة ثلاثا - الاستنشاق ثلاثا- غسل الوجه ثلاثا - غسل اليدين إلى المرافق ثلاثا , مسح الرأس والرقبة ثلاثا وغسل الأرجل للكعبين ثلاثا.
  5. مناسكها :- وهي في سبعة أيضا (1) استقبال القبلة والإحرام قال تعالى "وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى [الأعلى : 15] وفي  الحديث : ” صلاة  ركعتين  بتفكر خير من  قيام ليلة  والقلب  ساه )(2) قراءة الفاتحة وما تيسر من القرآن (3) التكبير والركوع مع التسبيح باسم ربك العظيم (4) ثم الاستقامة مع الحمد بربنا لك الحمد (5) فالتكبير للسجود السجدة الأولى مع التسبيح باسم ربك الأعلى فالتكبير والجلوس (6) ثم التكبير والسجود للثانية مع التسبيح (7) الجلوس للتشهد والصلاة الإبراهيمية
 الخشوع في الصلاة :-
سُئل الجليل حاتم الأصم رحمه الله كيف تخشع في صلاتك ؟ قال : بأن أقوم فأكبر للصلاة .. وأتخيل الكعبة أمام عيني .. والصراط تحت قدمي , والجنة عن يميني والنار عن شمالي ,وملك الموت ورائي ,, وأن رسول الله يتأمل صلاتي وأظنها آخر صلاة , فأُكبر الله بتعظيم وأقرأ وأتدبر وأركع بخضوع وأسجد بخضوع وأجعل في صلاتي الخوف من الله والرجاء في رحمته ثم أسلم ولا أدري أقبلت أم لا .
قبلة الصلاة قديما وحديثا  : هي الجهة المكانية التي يتوجه إليها المصلي بوجهه وهي جهة الكعبة المشرفة" ... فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ(البقرة:142)  وقد كانت القبلة السابقة للمسلمين من أمة محمد (ص) تجاه المسد الأقصى في القدس الفلسطينية وهو ما أسرى إليه الرسول الكريم " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ [الإسراء : 1] وقد كانت الكعبة سابقا هي قبلة الأنبياء من قبل محمد,فأكثر سفهاء مكة من التقول على قبلة محمد (ص) فقلب وجهه في السماء يسأل ربه كفايتهم فنزلت الآية "سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ " قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ (البقرة:142)
المسجد الحرام الكعبة قبلة امة محمد هي البيت الحرام الذي قال فيه تعالى  "وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ [البقرة : 125] واليه يحج المسلمون وبه يطوفون .
أماكن الصلاة :- يطلق على مكان الصلاة ( المُصلى) وتعتبر كل أرض الله مسجد حيث يكون المكان جافا جازت الصلاة , وتجوز الصلاة على الراحلة وفي وسائل المواصلات للمسافر ( رخصة) بنية استقبال القبلة .
 أنواع الصلاة :
  1. الفريضة : وهن خمس صلوات مفروضة في اليوم والليلة .
  2. صلاة الجمعة الجامعة وهي ركعتان والأصل فيها الاستماع للخطبة  " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (الجمعة:9)
  3. صلاة المسافر : وهي صلاة جمع وقصر يجمع فيها بين صلاتين ويقصر الأربع إلى ركعتان."وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ  (النساء:101)
  4. صلاة الخوف :" فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوّاً مُّبِيناً، (النساء:101)
  5. الصلاة النافلة " قيام الليل"  وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ "(الإسراء:79) يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ، قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً، نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً، أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً(المزّمِّل:1)  وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ [هود : 114] " أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً [الإسراء : 78]
  6. صلاة الاستخارة - من السنة -
  7. صلاة المنافقين : إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً [النساء : 142]
فضائل الصلاة :
  1. هي ذكر لله تعالى  "...وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ..(العنكبوت:45) " وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى [الأعلى : 15]
  2. تنهى عن الفحشاء والمنكر :إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (العنكبوت:45)
  3. فيها تكبير وتسبيح وتوحيد : "وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ (ق:40)
  4. ارتبط ذكر الصلاة غالبا في القرآن بالزكاة لتكامل بعضهما بعضا ."وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ [البقرة : 43]
  5. الصلاة استعانة :-  وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ (البقرة:45)
الإعجاز العلمي في الصلاة
 دراسات كثيرة تحدثت عن فوائد الصلاة جسديا ونفسيا , فالصلاة في مناسكها الجسدية : من أفضل وأسها أنواع الرياضة الجسدية لكل الأعمار ففي عملية الصلاة تتحرك كل عضلة من عضلات الجسم صغرت أم كبرت و يقول الدكتور " ألكسيس كاريل " الحاصل على جائزة نوبل في كتابه (الإنسان ذلك المجهول) .  لعل الصلاة هي أعظم طاقة مولدة للنشاط عرفت إلى يومنا هذا وقد رأيت بوصفي طبيبا كثيرا من المرضى فشلت العقاقير في علاجهم فلما رفع الطب يديه عجزا وتسليما دخلت الصلاة فبرأتهم من عللهم . 
ظهرت فروق كبيرة بين التمرينات العضلية الشاقة وبين تلك الهادئة الخفيفة لدى الباحثين المختصون ، فظهر أن الأخيرة تحدث تغييرات تظهر في تمدد الأوعية الدموية وزيادة الضخ الدموي بها، ومن ثم تزداد نسبة التغذية بالأوكسجين الحيوي الذي يكون كافياً لإنتاج الطاقة الهادئة المطلوبة لتلك التمارين، وهكذا تكون عمليات الاحتراق بكاملها معتمدة على الهواء الجوي مع أقل نسبة من الرواسب والفضلات المتراكمة بالدم أو العضلات، تلك الفضلات المزعجة والتي لا تنطلق في الدورة الدموية إلا حال الاحتياج الماس لتخليق الأوكسجين بسبيل آخر غير الهواء الجوي، وهو تكسير المخزون من الجلوكوز في سلسلة معقدة من التفاعلات تنتهي بعادم من حمض اللاكتيك، هذا الذي يتم لتخليق الأوكسجين عند ممارسة التمارين العنيفة الشاقة المرهقة
 وعلى هذا فإن التمارين الهادئة الخفيفة المنتظمة تحقق الفائديتن معاً وهما:
أولاً: تزيد من قابلية الجسم لاستقبال نسبة أعلى فأعلى من الأوكسجين الجوي، فإذا بحيوبة دافعة في كافة أطراف الدورة الدموية.
ثانياً: تؤدي إلى أقل إفراز لحمض اللاكتيك المرهق للدورة الدموية.
ولهذا يتم الاحتفاظ بأكبر نسبة من مخزون الأوكسجين، في مقابل الجهد والطاقة المبذولة في هذه التمارين الخفيفة المبذولة أثناء الصلاة.
وهناك فائدة أخرى: حيث أن كل الطاقة الناجمة من مثل هذه التمرينات لا تبرز إلا في صورة حرارة، وذلك بسبب ضعف أو حتى عدم الحركة الخارجية الكثيرة بحسب القانون الذي يحدد إنتاج القوة بمساواته للمسافة التي تقطعها الكتلة بتأثير تلك القوة، ولما كانت المسافة ها هنا منعدمة فتتحول الحرارة الناتجة وبصورة آلية إلى مخزونات داخل الجسم ومركبات غنية بالطاقة لاستخدامها كلما لزم الأمر.
 الوضوء للصلاة :- يعمل لهدفين أولهما طهارة الأعضاء المتعرضة للغبار والميكروبات الدقيقية في الهواء ونظافتها , وثانيها تنشيط الدورة الدموية وتنشيط الوعي لأن الماء إذا مس أي عضو من الجسم فهو يبرده مما يدفع بالدم للانجذاب بسرعة لتدفئة هذا العضو و هذا هو السبب الطبي لإفاقة المغمى عليه برش الماء علي وجهه, وبما أن الوضوء هو غسل لعضاء الجسم الطرفية أي نهايات الأعصاب البعيدة من القلب مثل الكفين والقدمين والوجه ينجذب الدم إليها ويساعد القلب في مهمته.
الركوع في الصلاة :- حركة تنشيط عام للدورة الدموية وشد لعضلات الفخدين والوسط , وهي حركة ذات علاقة بترويض القلب للتخفيف من احتمالات نوبة القلب كونها عملية تسبب توسيع الاوردة وتليينها مما يساعد على التدفق للدورة الدموية بشكل أفضل, وتمنح الدماغ الدفاع عن نزيف المخ ، وتساعد الرئة للقتال علي الميكروبات ،كما تدعم  الكلية لتصفية الدم بإيصال الدم الوافر إليها . وما من عضو في جسم الإنسان إلا وأثرت حركة الركوع فيه لأداء وظيفته.
تنقبض عضلات مؤخر الساق (السمانة) تندفع الدماء بقوة داخل الأوردة العميقة من أسفل إلى أعلى، بينما تقف الصمامات المخترقة الحازمة بالمرصاد لتحول بين هذه الدماء وبين أي تسرب إلى الأوردة السطحية وهذا يعرف بمضخة السمانة ثم تنبسط عضلات مؤخر الساق فإذا بتحول الضغط فجأة من أعلى صورة إلى ضغط سالب من الأوردة السطحية إلى الأوردة العميقة، بينما تسمح الصمامات بمروره في حراستها من الخارج إلى الداخل عن طيب خاطر.
أما رحلة الدماء العائدة عبر الأوردة نحو عضلة القلب، فإنها تتم تحت تأثير العديد من العوامل الدافعة، إذ أن الأوردة الصغيرة تتشبع بالدماء الفائضة بلا انقطاع إليها من حمامات الشعيرات الدموية، بينما تكون الأوردة العميقة واقعة تحت ضغوط مستمرة نتيجة الانقباضات المستمرة للعضلات المحيطة بها، ومن الأوردة ما يكون ملاصقاً لشريان لا يفتأ يقرع نابضاً على جداره ناقلاً تلك الضغوط النبضية إلى الوريد الساكن، إن الغاية الأولى لتلك الضغوط هي عصر الدماء داخل الأوردة في كافة الاتجاهات، أما الصمامات الحارسة فتمنع انتشار الدماء إلى الخارج فلا يبقي أمام تلك الدماء المضطربة سوى طريق واحد عليها أن تسلكه وهي راغمة من أخمص القدم إلى عضلة القلب، حالما كانت الصمامات الحارسة تعمل على أقصى كفاءة لها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق