الأحد، 21 نوفمبر 2021

فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ

 من أعظم المعجزات الفلكية للقرآن فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ [الرحمن : 37]

مع تطوّر التكنولوجيا في القرن العشرين، أصبح العلماء قادرون على رؤية السماء وما تحتويه من نجوم بشكل أوضح من خلال التلسكوبات الأرضية والتلسكوبات الفضائية وتَبيّن للعلماء أن النجوم تدخل في اطوار مختلفة حيث يولد الجيل الثالث من النجوم بسبب تكثّف مخلفات انفجارات عنيفة لنجوم عملاقة سابقة، والتي بدورها تضيء وتسطع الى  (أجل) معين ثم يحدث انهيار بالنجم يتبعه انفجار هائل يموت فيه النجم وبعنف شديد … مثل سابقه وكما هو مبين ادناه.

الصورة "على اليمين" هي لنجم انتهى عمره … يشبه الوردة … كأنه مرسوم بفرشاة دهان وصفه الموقع الخاص بوكالة الفضاء الامريكية بأنه يمثل اللحظات الأخيرة والمُقتَضبة  …وهو عبارة عن انفجار لنجم يبعد عن الأرض 3000 سنة ضوئية لا يمكن رؤيته بالعين المجردة .

“The Cat’s Eye (NGC 6543) represents a final, brief yet glorious phase in the life of a sun-like  star  … Of course, gazing into the Cat’s Eye, astronomers may well be seeing the fate of our sun, destined to enter its own planetary nebula phase of evolution …“

وصف الله تعالى هذا الوصف لنبيه والمؤمنين معه في عهد لم يكن للناس علوم بالفلك؟ فكيف استطاع هؤلاء أن يروا هذه الوردة الموصوفة لهم؟

نرى أولا معنى الانشقاق في القرآن الكريم هو: انشقت :" فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء .." أي انصدعت عند قيام الساعة وقوله تعالى "إذَا السَّمَاء انشَقَّتْ [الانشقاق : 1] وقوله أيضا" وَانشَقَّتِالسَّمَاء فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ [الحاقة : 16] أي تفطرت وتصدعت من الهول , ولم تتكرر كلمة إنشق في القرآن سوى في هذه الآيات الثلاث: [الرحمن : 37][الحاقة : 16][الانشقاق : 1]

فاذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان - الاعجاز العلمي في القران بالصوروفي سورة الرحمن كانت الايات متكاملة "فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ (37) فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَآنٌّ (38) فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } تُبيّن لنا الآية (39) أنه في حال إنفجار أي نجم فانه يُحدث إنشقاق في السماء في منطقة النجم، وفي حالة هذه الصورة، وكما يقول الموقِع الخاص بوكالة الفضاء الأمريكية، فان هذا النجم له مواصفات تشابة مواصفات شمسنا من حيث الحجم وقد تكون نهاية شمسنا شبيهة.

 امّا ما ورد في قوله تعالى "إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ " فهو الفعل الذي يخصُّنا وهو "الساعةاذا افترضنا أن ترتيب الأحداث هو نفس ترتيب السور في القرآن الكريم وهو سورة التكوير – 81، سورة الانفطار – 82 والذي يتطابق مع الحديث النبوي النالي ” … الأُولـى: نَفْخَةُ الفَزَعِ، والثانـيَةُ: نَفْخَةُ الصَّعْقِ، والثالِثَةُ: نَفْخَةُ القِيامِ لِرَبّ العالَمِينَ …”، فإن ترتيب الأحداث سيكون كالتالي: و ورد في سورة التكوير { إِذَا ٱلشَّمْسُ كُوِّرَتْ }{ وَإِذَا ٱلنُّجُومُ ٱنكَدَرَتْ }{ وَإِذَا ٱلْجِبَالُ سُيِّرَتْ }{ وَإِذَا ٱلْعِشَارُ عُطِّلَتْ } فمعنى التكويرالشَّمْسُ كَوِّرَتْ أزيل ضياؤهَا أو لُفَّتْ وطُويَتْ  بينما معنى الكدر: الكَدَرُ: نقيض الصفاء، ومعنى العشار عطِّلت: النّوقُ الحواملُ اهْمِلَتْ بلا رَاعٍ.أي تعطلت اهتمامات الناس بالدنيا.شاهد هذا العرض الفيديوي

إن أول ما سيحدث (النفخة الأولى) في مرحلة التكوير و هي : عاصفة شمسية دخانية قوية  ومن ثم يحدث انهيار في الشمس ( تُخسف) مما يؤدي الى ذهاب ضوءها وتمام تكويرها بانطفاء ذيولها النارية العظيمة , و ذلك يسبب نفاذ معظم غاز الهيدروجين والذي يشكل مصدر الطاقة الرئيسي للشمس مما يؤدي لانطفاء ضوء الشمس، تصبح النجوم بعدها منكدرة ، منطفئة أيضا , أما العاصفة الشمسية كما قال رسول الله ستجعل “الأرْض كالسَّفِـينَةِ الـموبَقَةِ فـي البَحْرِ تَضْرِبُها الأَمْوَاجُ تُكْفَأُ بأَهْلها، أوْ كالقِنْديـلِ الـمُعَلَّقِ بـالعَرْشِ تُرَجِّحُهُ الأَرْوَاحُ فَتَـمِيدُ الناسُ عَلـى ظَهْرِها فَتَذْهَلُ الـمَرَاضِعُ، وَتَضَعُ الـحَوَامِلُ“ فتتحرّك وتتباعد الصفائح التكتونية في القشرة الأرضية “القطع المتجاورة“، وتحدث زلازل عنيفة { إِذَا زُلْزِلَتِ ٱلأَرْضُ زِلْزَالَهَا }{ وَأَخْرَجَتِ ٱلأَرْضُ أَثْقَالَهَا { وَقَالَ ٱلإِنسَانُ مَا لَهَا } فتخرج الحمم البركانبة الثقيلة من باطن الأرض ويستغرب الإنسان عما يحدث للأرض فيقول ما لها؟”،وحيث أن معظم السلاسل الجبلية تقع على اطراف الصفائح التكتونية، فإن حركة الصفائح ستجعل الجبال تتحرك بالنسبة الى ناظرها من القطعة المجاورة { وَإِذَا ٱلْجِبَالُ سُيِّرَتْ} هذا ما تؤكده سورة الحج حيث تُستَهل بـ { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ } * { يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَـٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٌ } حيث تحدث حركات عنيفة في قشرة الأرض وتميد الأرض بالناس مما يجعل الناس يبدون وكأنهم سكارى وما هم     بسكارى. انهيار الشمس هو النفخة الأولى في الصور وهي الراجفة. حتى هذه اللحظة، مازالت هناك حياة على كوكب الأرض ولكن في حالة هول، طول هذه المرحلة قد يكون “ساعة” وليست كأي ساعة والله أعلم. 

أمّا الإنفطار: فطَرَ الشيءَ أي شقه، فهو الحدث التالي وهو إنشقاق السماء بسبب انفجار شمسنا حيث أن خسف الشمس أو الانهيار سيؤدي الى تجمع ذرات الهيدروجين المتبقية ورفع حرارة وسط الشمس مما يُحدث الانفجار, حيث تَقذِف الشمس بقِشرتها الخارجية والذي يصفه تعالى في سورة الانفطار: { إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنفَطَرَتْ }{ وَإِذَا ٱلْكَوَاكِبُ ٱنتَثَرَتْ }{ وَإِذَا ٱلْبِحَارُ فُجِّرَتْ }، حدث هائل بكافّة المقاييس بحيث يجعل الكواكب تتناثر وتخرج عن مداراتها والبحار تتفجر عندما تسقط قطع من قشرة الشمس الهائلة الحرارة فيها والتي ستتسبب في تبخر فوري للماء على شكل انفجارات. سيحدث انفجار الشمس بسرعة البرق كما ورد في سورة القيامة: { فَإِذَا بَرِقَ ٱلْبَصَرُ }{ وَخَسَفَ ٱلْقَمَرُ }{ وَجُمِعَ ٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ } .

 نتائج هذا الانفجار على كوكب الأرض ستكون وخيمة كما ورد في سورة طه: { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً }{ فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً }{ لاَّ تَرَىٰ فِيهَا عِوَجاً وَلاۤ أَمْتاً } فالإنفجار سـيدَع أماكن الجبال من الأرض قاعاً: يعنـي: أرضا ملساء، صفصفـاً: يعنـي مستوياً لا نبـات فـيه، ولا نشز، ولا ارتفـاع. وهكذا تنتهي الحياة – كما نعرفها – على كوكب الأرض. وهذه هي النفخة الثانية نَفْخَةُ الصَّعْقِ وهي الرادفة في قوله تعالى في سورة النازعات:  { يَوْمَ تَرْجُفُ ٱلرَّاجِفَةُ }{ تَتْبَعُهَا ٱلرَّادِفَةُ }.

يُنفخ في الصور للمرّة الثالثة – وتكون القارعة، وتكون شمسنا في حالة العملاق الأحمر حيث ينفذ كل الهايدروجين وتبدأ الشمس بتحويل عنصر الهيليوم الى عناصر ثقيلة، ويصل وهج الشمس الى ما يقارب مدار الأرض، قال صلى الله عليه وسلم “تدنى الشمس يوم القيامة من الخلق، حتى تكون منهم كمقدار ميل …“. وعَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ “مَا بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ أَرْبَعُونَ قَالَ أَرْبَعُونَ يَوْمًا قَالَ أَبَيْتُ قَالَ أَرْبَعُونَ شَهْرًا قَالَ أَبَيْتُ قَالَ أَرْبَعُونَ سَنَةً قَالَ أَبَيْتُ قَالَ ثُمَّ يُنْزِلُ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَيَنْبُتُونَ كَمَا يَنْبُتُ الْبَقْلُ لَيْسَ مِنْ الْإِنْسَانِ شَيْءٌ إِلَّا يَبْلَى إِلَّا عَظْمًا وَاحِدًا وَهُوَ عَجْبُ الذَّنَبِ وَمِنْهُ يُرَكَّبُ الْخَلْقُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ“ 

من الواضح أن المدة بين النفختين الأخيرتين هو رقم ضخم لم يُفصح عنه رسول الله سوى أنه أربعون! وهنا يُحيي الله العظام وهي رميم وتزوج النفوس تمهيداً للحساب اقرأ سورة { ٱلْقَارِعَةُ 

 فصّل لنا الله تعالى في القرآن حَدث الساعة وتسلسل أحداثِه وأهواله بوصف دقيق بدأ علماء الفلك استنتاجه من خلال المراقبة والملاحظة على أنّه نهاية حتمية للنجوم ومنها شمسنا.قال تعالى { إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ } أمّا موعدها فلا يعلمه إلاّ الله ولسبب مهم كما ورد في سورة طه – آية 15 { إِنَّ ٱلسَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ }

والحمد لله 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق