الأحد، 21 نوفمبر 2021

الابتلاء رحمة للناس

عطية مرجان ابوزر

وردت كلمة ابتلاء في القران في 21 اية والايات هي :

  1. وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ [البقرة : 124]

  2. وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً وَبِدَاراً....[النساء : 6]

  3. هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً [الأحزاب : 11]

  4. فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ [الفجر : 15]

  5. وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ [الفجر : 16]

  6. وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ [البقرة : 155]

  7. واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ [الأعراف : 163]

  8. إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً [الكهف : 7]

  9. كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ [الأنبياء : 35]

  10. وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ [محمد : 31]

  11. وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ [البقرة : 49

  12. وَإِذْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَونَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ [الأعراف : 141]

  13. فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَناً إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [الأنفال : 17]

  14. وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ [إبراهيم : 6]

  15. إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ [الصافات : 106]

  16. وَآتَيْنَاهُم مِّنَ الْآيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاء مُّبِينٌ [الدخان : 33]

  17. فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ....[البقرة : 249]

  18. وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ [آل عمران : 152]

  19. ".... وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [آل عمران : 154]

  20. إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ [المؤمنون : 30إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً

وكلمة ابتلاه القرآنية أخذت معنى واحدا وأهم هذه المعاني كان في قوله سبحانه "ابتلاه" وهي بمعنى : جرّبه ، اختبره وامتحنه بدليل قوله تعالى{ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً } والابتلاء الرباني للمؤمنين يكون فتنة لهم لاختبار ايمانهم ومن ذلك قوله تعالى " وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ "وفي الاية اولى اعلاه "وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ" نجد ان الله تعالىاختبر إبراهيم بما شرع له من تكاليف.
 

وفي الاية الثانية " وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى " أي واختبروا مَن تحت أيديكم من اليتامى لمعرفة قدرتهم على حسن التصرت في أموالهم.

الاية الثالثة :- "هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ " في ذلك الموقف العصيب اختُبر إيمان المؤمنين 

الاية الرابعة: "فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ  "فأما الإنسان إذا ما اختبره ربه " فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ" بالنعمة.

الاية الخامسة :- "وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ  وأما إذا ما اختبره "فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ " فضيَّق عليه رزقه,

الاية السادسة: " وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفِ وَالْجُوعِ "ولنختبرنكم بشيء يسير من الخوف، ومن الجوع, 

الاية السابعة: " نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ "نختبرهم بسبب فسقهم عن طاعة الله وخروجهم عنها.

الاية الثامنة "  لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً" لنختبرهم: أيُّهم أحسن عملا بطاعتنا،

الاية التاسعة:" وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً " جعلنا الخير والشر في الدنيا لنختبر كل انسان ماذا يختار.

الاية 10" وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ "ولنختبرنكم بالقتال والجهاد لأعداء الله , لنميز أهل الجهاد منكم والصبر , ونختبر أقوالكم وأفعالكم, فيظهر الصادق منكم من الكاذب.(طبعا المقصود هنا اظهار الاختبار للناس لان الله عالم بهم دون اختبار ولكن المقصود هو التثبت او الفضيحة لبعضهم البعض)

الاية 11 "وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ  " الاشارة هنا لبني اسرائيل اي فوم موسى الذين انجاهم الله من فرعون يقول لهم سبحانه واذكروا نعمتنا عليكم حين أنقذناكم من بطش فرعون وأتباعه, وفي ذلك اختبار لكم من ربكم, فهل تشكرون ام تنكرون؟ الاية 12 :مع ملاحظة ان الاية 12 هي ذات النص مما يدل على التأكيد الحاحا على المنكرين.

الاية 13:-" وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَناً "هذا البلاء الحسن كان في يوم "بدر" حيث أعان الله المؤمنين على النصر,فقال تعالى لنبيه:  وما رميت حين رميت ولكن الله رمى, ليختبر المؤمنين ويوصلهم بالجهاد إلى أعلى الدرجات,

الاية 14 ينطبق تأويلها على ماجاء في الايتين 11و12.

الاية 15"إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ  " هذا ابتلاء عظيم لنبي الله ابراهيم وولده اسماعيل , إن الأمر بذبح ابنك هو الابتلاء الشاق الذي أبان عن صدق إيمانك.

الاية 16:" مِّنَ الْآيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاء مُّبِينٌ "والاشارة لبني اسرائيل : وآتيناهم من المعجزات التي أتينا بها على يد موسى ما فيه اختبارهم هل سيؤمنون ام يكفرون.
الاية 17 "إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي "وتك اشارة لابتلاء قوم طالوت , فلما  خرج طالوت بجنوده لقتال العمالقة قال لهم: إن الله ممتحنكم على الصبر بنهر أمامكم تعبرونه; ليتميَّز المؤمن من المنافق, فمن شرب منكم من ماء النهر فليس مني, ولا يصلح للجهاد معي, ومن لم يذق الماء فإنه مني; لأنه مطيع لأمري وصالح للجهاد,...
 

الاية 18 " ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ"الاشارة هنا لمحمد واصحابه يكشف فيها الله سبحانه سبب هزيمتهم في غزوة احد وقد أخبرهم انما كان يختبر أسباب قتالهم اهو في سبيل الله ام في سبيل الغنائم.

الاية 19 "وَلِيَبْتَلِيَ اللّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحَّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ  " هذه الاية توضح معنى الابتلاء بتفصيل لاغبار عليه حيث هو تمحيص (كشف) لما في الصدور (من نوايا) حيث ألقى الله تعالى في قلوبهم من بعد الهم والغم اطمئنانًا وثقة في وعد الله, وكان من أثره نعاس غَشِي طائفة منهم, وهم أهل الإخلاص واليقين, وطائفة أُخرى أهمَّهم خلاص أنفسهم خاصة, وضَعُفَتْ عزيمتهم وشُغِلوا بأنفسهم, وأساؤوا الظن بربهم وبدينه وبنبيه, وظنوا أن الله لا يُتِمُّ أمر رسوله,ولذلك تراهم نادمين على خروجهم.

الاية 20"إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ  "  وإن كنا لمختبرين الأمم بإرسال الرسل إليهم قبل وقوع العقوبة بهم.

الاية 21"إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً " تعرض الاية سبب خلق الانسان عامة من نطفة مختلطة من ماء الرجل وماء المرأة,  نختبره بالتكاليف الشرعية فيما بعد, فجعلناه من أجل ذلك ذا سمع وذا بصر؛ ليسمع الآيات, ويرى الدلائل,
 

 

من اعجاز الابتلاء الرباني اليومي للانسان ان الله تعالى يبتلي ابن ادم كل يوم وليلة بثلاثة ابتلاءات، قد لا يتعظ بواحدة منها :

( الابتلاء الأول ) أن عمره يتناقص كل يوم واليوم الذي ينقص من عمره، لا يهتم له؛ و إذا نقص من ماله شىء، اهتم له ؛ و المال يعوض .. والعمر لا يعوض ... 

( الابتلاء الثاني ) في كل يوم، يأكل من رزق الله ؛ إن كان حلال، سئل عنه.. إن كان حراماً عوقب عليه ... ولا يدرى عاقبة الحساب 

( الابتلاء الثالث ) في كل يوم ، يدنو من الآخرة قدراً .. ويبتعد من الدنيا قدراًورغم ذلك لا يهتم بالآخرة الباقية بقدر إهتمامه بالدنيا الفانية ولا يدري هل مصيره إلى الجنة العالية أم إلى النار الهاوية.

" اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا واجعل الجنة هي دارنا "مهما جمعت من الدنيا ، وحققت من الأمنيات لن تجد أجمل من أمنية  يوسف عليه السلام : "توفني مسلماً وألحقني بالصالحين:


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق