الاثنين، 15 نوفمبر 2021

الشفاعة وتأويل أهل الهوى

الشفاعة بين مفهموها الحق وتأويل أهل الهوى
                                                                               عطية مرجان ابوزر

قال الرحمن جل وعلا "قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [الزمر : 44]

بعد حمد الله حمدا يليق به جل جلاله أصلي على نبيه الكريم واسلم تسليما كثيرا أقول دفعا للظلم المتوقع : ليست خاطرتي هذه سوى تذكرة لمن قال فيهم ربهم " الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً" ومن هؤلاء من قالوا " افعل ما بدا لك وصلي على نبيك يشفع لك " فذلك من اتخاذ الدين لعبا ولهوا وسوء تأويل لآيات الله القرآنية وحكمة نبيه ألقوليه " الأحاديث الشريفة " في زمن أظلمت فيه القلوب وافترت فيه الألسن علة كتاب الله وسنة نبيه , فكثر فيه الرويبضة وظهر فيه دعاة الفضائيات التلفزيونية المأجورين لإفساد الدين والدنيا , انتشر المؤولون لكلام الله ورسوله تأويلا يروق لهوى المنافقين والفاسدين, فغرروا بالعامة من المسلمين وهجروا كتاب الله هؤلاء الذين يشكوهم رسول الله لربه قائلا " يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً " هؤلاء هم ذاتهم الذين يدعون أن رسول الله شاكيهم سيكون شفيعهم يوم اللقاء المهيب, ومن هؤلاء من سيهاجمون خاطرتي هذه ومنهم من سيكفرونني أو يخرجونني من الملة , لان ما سيأتي من قول لن يروق لهم و لا يتجلى مع أهوائهم , وحتى لا أطيل في المقدمة فأنزلق وأكون من الظالمين فأني سأستظل من فوري بظلال آيات الله مستعينا بالله تعالى على الظالمين فأضع في صدر مقدمتي جميع الآيات القرآنية التي تغطي مادة خاطرتنا هذه للاستعانة بها إحقاقا للحق ودفعا للظلم والتزوير وسوء التأويل .
وردت كلمة شفاعة في القران 10 مرات :
  1. وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ [البقرة : 48]
  2. وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ [البقرة : 123]
  3. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ [البقرة : 254]
  4. مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتاً [النساء : 85]
  5. لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً [مريم : 87]
  6. يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً [طه : 109]
  7. وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ [سبأ : 23]
  8. قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [الزمر : 44]
  9. وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [الزخرف : 86]
  10. فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ [المدّثر : 48]
أما كلمة يشفع فقد وردت في القران 8 مرات
  1. اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة : 255]
  2. مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتاً [النساء : 85]   من أمور الدنيا
  3. وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاء ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاء لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ [الأنعام : 94]
  4. هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ [الأعراف : 53]
  5. وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [يونس : 18]
  6. يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ [الأنبياء : 28]
  7. وَلَمْ يَكُن لَّهُم مِّن شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاء وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ [الروم : 13]
  8. أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ شُفَعَاء قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلَا يَعْقِلُونَ [الزمر : 43]
وردت كلمة شفيع في القران 5 مرات في الآيات :
  1. وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ [الأنعام : 51]
  2. وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِباً وَلَهْواً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَّ يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ [الأنعام : 70]
  3. إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ [يونس : 3]
  4. اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ [السجدة : 4]
  5. وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ [غافر : 18]
نحاول أولا فهم معنى كلمة الشفاعة في لغتنا العربية :

الشفاعة لغة : كلمة أصلها مأخوذ من الشفع، والشفع ضد الوتر، وهو جعل الوتر شفعاً مثل أن تجعل الواحد اثنين، والثلاثة أربعة، وهكذا بمعنى ان الشفع هو الازدواجية وهي عكس التفرد .أما الشفع اصطلاحا: فهي "التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة"، يعني أن يكون الشافع بين المشفوع إليه، والمشفوع له واسطة لجلب منفعة إلى المشفوع له، أو يدفع عنه مضرة.ومن هنا كان معنى الازدواجية فيها بتوجب وجود شخصين شافع ومشفوع ودليل ذلك ما جاء في القسم القرآني " وَالشَّفْعِ وَالْوَتْر [الفجر : 3] وهما النقيضين المتكاملين .

إلى هنا ونجد أن الكثيرون من الدعاة والمفسرون قد خاضوا في هذا التعريف وحسموا الأمر بشأن وجوب وجود الشفاعة لكافة أمة محمد مخلصهم وعاصيهم فكفاك أن تكون من أمة محمد لتضمن دخول الجنة وإن بعد حين وكفاك القول بشفتيك " لا اله الا الله" وتنام دنياك عمرا مديدا دون وجل من عقاب يوم الدين وقد خلصوا بعد ركونهم الى هذا الضمان الى تقسيم الشفاعة الى أقسام ووضعوا لها الشروط وانتهى الأمر بسلام حتى استحدث المغرر بهم من عامة الأمة شعارا ركنوا الية فقالوا " افعل ما بدا لك إذا ما صليت على شفيع يشفع لك " وقال بعضهم " افعل ما بدا لك فمحمدك يشفع لك " شعارات متعددة مضمونها واحد جمهورها عريض بعرض الأرض ونهايتها إلى جهنم و بئس المصير.

من أين جاء هؤلاء بهذا الاعتقاد ؟
لم نجد في الآيات الـ 23 التي ذكرناها هنا أي إشارة إلى هذا الادعاء المظلل , ولكننا نجد فيما نُسب لرسول الله إيحاءات كثيرة لهذا المعتقد الباطل ونستعرض هنا ما جاء من أحاديث الشفاعة المنسوبة له صلى الله عليه وسلم :

وللنظر في حقائق القرآن وقصصه الذي جاء للعبرة والفهم قال الله تعالى لنبية نوح "ابو الانبياء" عندما تشفع لولده أن ينقضه الله من الطوفان "قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ [هود : 46] هنا نجد تفسيرا لمعنى قول الله انه يأذن لمن ارتضى وقال حقا , ومحمد عليه السلام لا يعلم حقيقة الانسان من امته امؤمن هو أم منافق فيشفع له بدليل معاتبة الله تعالى لنبيه نوح "  فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ فهنا رفض الله تعالى شفاعة ابو الانبياء وفي موقف آخر رفض شفاعة عيسى عليه السلام علما أن كلا النبيين من أولى العزم فقالعيسى عليه السلام متراجعا عن الشفاعة لبعض قومه بعد ان عرف ان الله لا يقبل الشفاعة في أصحاب الكبائر فقال عليه السلام "إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [المائدة : 118] 

  وحسم القول في قوله تعالى " وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى [الأنبياء : 28] " إلا لمن أرتضى الله عليه وقد قرر القرآن الكريم صفات هؤلاء المرضي عنهم وهم عباد الله المؤمنون المتقون الله تقاته وليس كما ادعى أصحاب الحديث " أصحاب الكبائر" فالله لا يخلف وعده سبحانه ونبيه الكريم لا يخالف ربه في قول أو وعد ,
وكفانا أن نتوجة للمدعين على الرسول الركريم بانه قال انه شفيع مرتكبي الكبائر فهل سيقف الرسول الكريم بشفاعته ليغير أرادة الله في عقاب القاتل مثلا وهو القائل " وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا [النساء : 93] هذا مسلم مرتكب لكبيرة القتل وهذا ربع يعده بالخلود في النار فاين ادعاء محمد - بافتراء المدين - بانه شفيع أهل الكبائر ؟ هل يعقل هذا الاختلاف بين الله تعالى ونبيه ؟ كيف سيقف النبي في وجه الحد الالهي ؟

سبحان القائل لنبيه " أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ [الزمر : 19] فمن ذا الذي يجرؤ على انكار هذا القول أو تغيير معناه
فليخسأ دعاة المعصية الكائدين للحق كيد الشياطين , المدلسون على رسول الله صلى الله عليه وسلم , فاحذر أيها المسلم من الانجرار خلف هذا الكيد العظيم بك وبدينك وبرسولك واتقي الله تقوى ترضيه عنك سبحانه ليأذن لرسوله وملائكته بالشفاعة لك عن صغائر الزلل والخطيئة فتكون من الناجين لا من العصاة المتكبرين ألمتخذي لدين الله لعبا ولهوا وافتراء على الله ورسوله . اللهم نجنا واشفع لنا يا من بيدك الشفاعة جميعا اللهم آمين 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق