الثلاثاء، 9 نوفمبر 2021

الاعجاز القراني في لفظ يوم الدين

عطية مرجان ابوزر
الحمد لله رب العالمين والصلاة على خاتم النبيين والسلام على الأنبياء جميعهم والمرسلين المُكرمين وبعد:

 يوم الدين - يوم القيامة -يوم البعث -  اليوم الآخر - يوم الفصل - يوم الحساب -  يوم الجمع - يوم الوقت المعلوم - يوم البعث - يوم الآزفة - يوم التغابن - يوم التلاق - يوم الحسرة - اليوم الموعود - يوم الظلة - يوم الوعيد- يوم التناد - يوم الخلود - يوم الخروج - يوم الفتح  - يوم الفصل - اليوم الحق - يوم الجمع - يوم الرجع 

يبين لنا القرآن الكريم التعريف الشرعي لكل من : ( الساعة ويوم الدين والدار الآخرة )

 الساعة : ورد ذكر الساعة في القران في 34 اية قرانية انظرها هنا ان شئت
 الساعة : الواردة في القران هي:-  وقت معلوم بتعريفه بالإلف واللام. مستدل عليها بالعلامات والاشراط والأحداث الواردة في القران والمستدل على وقتها وزمنها بانها الوقت الأول من يوم البعث قال تعالى "وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ...َ " كما جاء في الآيات التالية [الروم : 14][الروم : 12][غافر: 46] [الجاثية : 27] ونرى كلمة يوم في كل الآيات المشار إليها  قد جاءت قبل ذكر السَّاعَةُ  ثم قوله تعالى تَقُومُ السَّاعَةُ , وذلك دليل على أن قيام الساعة يكون في زمن من يوم وليس اليوم كله . 
و ليست الساعة هي يوم الدين وليست هي الآخرة بل هي أصغر جزء زمني فيهما ,فما هي إلا ساعة من يوم الدين تدل على أوله و تظهر فيها أشراط قيامه ونستدل على دعوانا هذه بقوله سبحانه : "حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةًأَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ " وفي الآية بيان للفصل بين تعريف الساعة واليوم العقيم , وللساعة علامات وأشراط  وفيها أحداث كثيرة فصل فيها القرآن وميزها عن أحداث باقي اليوم الذي هي منه وهو أول أيام الآخرة , كما سنبين كل منها .
 
الساعة : جزء يسير من يوم الدين و نتبين مدتها من تعريف اصطلاحات القرآن حيث نجد في قوله تعالى : ".... وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ [الحج : 47] ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ[السجدة : 5] وإذا ما قمنا بعملية حسابية بسيطة لمعرفة المدة الزمنية للساعة في الآخرة قلنا 1000سنه أرضية = 1 يوم سماوي   إذن السنة السماوية = 365000 سنة أرضية.
إذن السنة الواحدة من سنوات دار الآخرة 365000 أرضية   عليه تكون مدة يوم القيامة = 1000 سنة أرضية  فتكون كل ساعة من ذلك اليوم = 50 عاما من سنوات الأرض . 
الساعة : بزمنها السماوي حوالي خمسون سنة من سنوات الأرض وفي هذه السنوات الخمسون تقع أحداث الساعة وأشراط قيام يوم الدين الكبرى كقوله تعالى"  إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ [الحج : 1] وتبدأ الساعة من بدء يوم القيامة إلى آخره حيث وقت استقرار أهل الدارين فيهما. 
اليوم :- 
اليوم الأرضي في القرآن: هو وقت محدود - من طلوع الفجر إلى غروب الشمس - حدد القران يوم الصيام بقوله "حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ" فلا يحدد اليوم القرآني بالساعة الوضعية البشرية فقد يكون اليوم الصيفي 20 ساعة في بقعة ما بينما يكون اليوم الشتوي 5 ساعات ويعتمد ذلك على المدة الزمنية الواقعة ما بين الفجر والغروب. 
النهار القرآني لا يشتمل الليل زمنا إذ أن النهار قطعة زمنية منفصلة تطول وتقصر اعتماد على انسلاخ النور من الظلمات أو العكس ونستدل على ذلك بالآيات : " سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ ... [الحاقة : 7]   وَآيَةٌ لَّهُم ْاللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ... [يس : 37] "....َ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ [سبأ : 18] 
اليوم والليل لا يقاس أيهما بالساعة بل بتدرج لون النور 
اليوم السماوي - أيام الله - ليس كيومنا في الأرض استدلالا بقوله تعالى :- "..ُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ [الحج : 47] " ...يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ [السجدة : 5] ويكون مقداره التقريبي = 365000 يوم ارضي من أيامنا . وتكون ساعته خمسون عاما . 
الإعجاز : كان الإعجاز القرآني إخباري غيبي أخبرنا عما لا يمكن معرفته مهما بالتدبر العقلي او الفلسفي ولا يمكن لغير الله تعالى إخبارنا به وهو الفارق الزمني بين اليوم السماوي واليوم الأرضي وهذا بدأ علماء الفلك محاولات فهمه بايجاد ما يعرف بسرعة الضوء والأبعاد الفلكية .وقضية معرفة أن اليوم السماوي بالف عام أرضي ليس لها من وسيط لمحاولات الفهم سوى قول الله تعالى " .يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ" وقد ربط الفلكيون فعل العروج اي الصعود من الارض للسماء بسرعة الضوء . 
يوم الدين :
 اسم علم مطلق تكرر في القرآن وقد سمي بيوم الدين يوم الدين لانه اليوم الذي يدان الناس فيه بأعمالهم خيرها وشرها.أي يوم وفاء الديون لله "  يَوْمَئِذٍ يُوفيهم  اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ"ُ 
أول لفظ قرآني أشار إلى وقت الرجعى هو لفظ يوم الدين الذي جاء في سورة السبع المثاني - سورة الحمد - الآية الرابعة " ملك يوم الدين"  ولتعريف يوم الدين بالاصطلاح القرآني وجب معرفة كافة الأسماء الرديفة لهذا الاسم والتي منها  يوم الدين - يوم القيامة -يوم البعث -  اليوم الآخر - يوم الفصل - يوم الحساب -  يوم الجمع - ..... الخ , والتي سنأتي عليها جميعا بالبيان والتفصيل ما وفقنا الله تعالى إليه :
 
يوم الدين : اسم علم مطلق  تكرر في القرآن (13 مرة) جاءت على الوجه التالي :

  1. علقت الآيتان 2و3 " وَإِنَّ عَلَيكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ [الحجر : 35] وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ [صـ : 78] " ببيان الزمن الذي يبقى فيه إبليس -عليه لعنة الله - على الأرض ملعونا أي منذ طردة من الجنة بعد أن غوى آدم وحواء عليهما السلام إلى يوم الرجعى - يوم الدين -. 
  2. تعلقت الآية 5 بمنكري هذا اليوم أي من كفروا به فتصف حالهم معه بالإنكار بينما كانوا في الدنيا "  يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ [الذاريات : 12]  بينما تصف الآيتان 6 و 7 حال اعترافهم به وهم قائمون مبعوثون في ذات اليوم المشهود" وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ [الصافات : 20] وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ [المدّثر : 46 
  3. الآية 13 " تعلقت أيضا بكلام الله تعالى مالك اليوم وملكة ولكن للمؤمنين بهذا اليوم قائلا إن المصدقين بهذا اليوم ليسوا من الهلوعين فقال"  إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً (19) .... إلا المصلين.....َوالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ [المعارج : 26] 
      الآيات التي ذكر فيها اسم يوم الدين 

      [الفاتحة : 4  [الحجر : 35] [الشعراء : 82][الصافات : 20][صـ : 78][الذاريات : 12][الواقعة : 56][المعارج : 26][المدّثر : 46][الانفطار : 15و17و18] [المطففين : 11]   = ( 13 مرة)
      سبب تسمية يوم الدين قال تعالى :"  يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ و لأن - الدين - هو الأمانة التي قبل الإنسان حملها طوعا عندما خيره الله بحملها ولم يجبره قائلا " إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً [الأحزاب : 72]  وبناء علي ذلك استخلفه الله في الأرض مؤتمنا إياه عليها ألا يفسد فيها كما توقع الملائكة عندما أخبرهم ربهم أنه سيخلف ادم في الأرض"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا... [البقرة : 30] فكان الدين هو القانون أو- التشريع - الذي حمله الإنسان أمانة , والتي لها موعد محدد لردها وهو يوم - الدين -  كأنك تقول استدنت مالا وحان موعد سداد الدين, أو يوم سداد الدين واختصارا يوم الدين هذا على اعتبار الأمانة دين , وبإخراج آخر يمكن القول أن الدين هو التشريع الذي وضعه المُستَخلّْف ( الله صاحب التشريع ) للخليفة ( الإنسان المَستخَلَف ) فيما تطبيق القانون - التشريع - الذي فرضه صاحب الوديعة (الله) على المستأمن ( الإنسان ) لتطبيقها فيما استخلفه فيها - الأرض-   وفي نهاية الزمن , نهاية فترة الاستخلاف - يكون يوم الدين أي المحاسبة على ما تم تطبيقه فيجزي عليه وما لم يتم تطبيقه فيعاقب عليه فيما فرط في قانون الاستخلاف الذي هو عقد الأمانة فيوم الدين هو يوم الحساب أو الفصل فيما كان من استحقاق الأمانة ( التشريع الرباني للإنسان في الأرض) . 

      تفسير معنى كلمة الدين :  كلمة "الدين" يوم الدين هو اليوم  الذي يدان الناس فيه بأعمالهم خيرها وشرها.

      في قوله سبحانه  " يوم الدين" معنى خاص لكلمة " دين" مستقلة بذاتها وتعني هنا : الجزاء والحساب أو هو ما يستوفيه الله سبحانه من حساب لعباده المكلفين يوم الحساب  كما قال تعالى :" يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ ...[النور : 25] 

      ويظهر في قول الله تعالى"...إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ [البقرة : 132]  فكان معنى الدين هنا " الإسلام " 
       وفي الحديث :(الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت) أي حاسب نفسه لنفسه .فيكون معنى يوم الدين جليا بناء على تعريف الرسول له " يوم الحساب" 

       ويقول صلى الله عليه وسلم:- :(سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ الْإِمَامُ الْعَادِلُ وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ أَخْفَى حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ) 

      يوم القيامة : وهو أشهر الاسماء التي سمي بها هذا وقد وردت في القران سبعين مرة.
      يوم الرجعى: اسم علم مطلق لم يتكرر في القران فكان وترا ممتلئ كاف بدلالته وصفته , ولم يأت إلا في قول الله تعالى " إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى [العلق : 8] 
      هو يوم من أيام الله لا كيومنا الأرضي ومدنه ألف سنه من أيام الأرض مبتدأ بالساعة , والساعة هي الوقت الأول منه وتقدر بـ  8,760,000 ساعة أرضية . 
      سبب التسمية : 
      يوم الرجعى هو اسم من أسماء يوم الدين ينتقل فيه الناس من الأرض - دار الشهادة - إلى دار الرجعى أي الرجوع إلى الدار التي نزل منها أبوهم ادم من السماء للأرض . وهو يوم الفصل والحساب يفصل فيه الأمر فيما يساوي ألف عام من سنواتنا الأرضية. 

      اليوم الأخر:اسم علم مطلق يدل على أول أيام الدار الآخرة وهو اسم من أسماء يوم الدين تكرر في القرآن 26 مرة .

      يوم البعث:  اسم علم مطلق يدل على يوم الدين تكرر في القرآن مرتان في اية واحدة " وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ [الروم : 56] 
      كلمة البعث المذكورة في الآية يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ... [الحج : 5] دالة بالاسم والصفة على ذات يوم البعث . 
      سبب التسمية البعث هو إعادة إحياء الناس بعد قبضهم - والإحياء يكون لأجساد فقدت الروح التي كانت هي سر حياتها - فباتت أجساد إما فانية تماما لا بقايا لها تجمع وإما بقايا جثث من قطع عظام متناثرة فيكون البعث في معناه العام إعادة الخلق وليس الجديد للخلق بل بعث من كان مخلوقا ومات للحساب على ما كان منه في حياته . 
      ماهية البعث البعث حدث مفعول له فاعل باعث هو الله ( وليس من أسماءه تعالى الباعث ) وله فعل وهو البعث ذاته أي الإحياء  وله مفعول به وهو المبعوث كذلك له مكان وهو حيث وجود المبعوث في الأرض وكذلك له زمان هو يوم البعث ذاته .  
      الإعجاز : اقترنت كلمة البعث عند ذكرها بالخلق الأول أو بالموت , مما يبين معناها المتعلق بإعادة بعث الميت من الخلق :قال تعالى فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ .....ٌ [البقرة : 259] و قال تعالى " ...إن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَالْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ .."  وقال " ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [البقرة : 56] 
      لا يجوز إطلاق اسم الباعث كاسم من الأسماء الحسنى استنباطا من اسم فاعل لأفعال البعث فكلمة البعث في القرآن جاءت بمعاني مختلفة غير معنى إحياء الموتى فكانت بمعنى أرسل كقوله "فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ " فَبَعَثَاللّهُ غُرَاباً " يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً " ولم يأتي القرآن نهائيا على اسم الباعث , ولا كمال لحسن في هذا الاسم ولم يصف الله تعالى به ذاته باعثا ولا في أي موقع من القرآن فكان أطلاقة على الله الذي لم يسمي به ذاته افتراء والعياذ به 
      يوم الفصل :- اسم علم مطلق تكرر في القرآن (6 مرات )  [[المرسلات : 13و14و28]الصافات : 21] [الدخان : 40] [النبأ : 17] ( + لفظ الفصل بمعنى الوعد في [الشورى : 21] ) 

      سبب التسمية  سمي يوم الدين بيوم الفصل لان معنى الفصل يعني إصدار الحكم الفاصل النهائي الغير قابل للاستئناف في قضية جرميه قائمة استكملت شروطها القضائية وكافة أركانها مع بيان الجرم والمجرم ( الجرم هو:  تكذيب وعد الخالق ) والمجرم ( مخلوق جرى بيان وتفصيل الوعد له بالكامل منذ خلقه وحتى مماته فكذب وغوى بهذا الوعد ) - والوعد هو وعد الخالق للمخلوق بمعاقبته إذا ما كذب بيوم العقاب أي هذا اليوم وهو يوم الفصل في الحق -والحق هو ما تصرف به الإنسان في الامانه التي حملها إبان خلافته للأرض -  وقد جاء نص الوعد صريحا في قول الخالق " .... وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ...[الشورى : 21] وكان اليوم المكذوب للفصل في قوله تعالى " هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ [الصافات : 21] أما ميعاد المحاكمة أو ميقات الجمع للفصل في القضية : " إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ [الدخان : 40 

      يوم الحساب اسم علم مطلق تكرر في القرآن ( 4 مرات):[صـ : 16و26و53][غافر : 27]  جاءت كلمة حساب تدل على حدث الحساب الواقع في يوم الحساب 33 مرة . وجاء وصف الله تعالى - سريع الحساب - ثماني مرات في القران وكان من صفاته أيضا - أسرع الحاسبين - و عليه نذكر أنه لا يجوز قطعا إطلاق اسم الحاسب آو المحاسب أو أسرع الحاسبين كاشتقاق من هذه الصفات وسحبه على الأسماء الحسنى ..لان هذه صفات مقيدة لا مطلقة عامة ولا يجوز إطلاق المقيد من الصفات كأسماء لله تعالى.
      سبب التسمية : يوم الحساب اسم من أسماء يوم الدين جاء معبرا عن الحالة القائمة في ذلك اليوم وهو حساب الناس على تفريطهم أو عهدهم في أمانة خلافتهم للأرض وما نفذوا فيها من دين وما كان من إيمان وتقوى أو كفر وشرك وفساد...وفي تعريف الحدث الجاري يوم الحساب قال تعالى "لِيَجْزِي اللّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ [إبراهيم : 51] ونجد كلمة الحساب مقترنة بالكسب غالبا وكأنه بيوم مراجعة حسابات من قبل محاسبين قانونيين كما يقال ( التمثيل للتوضيح لا للتشبيه) ونستدل بقوله تعالى " أُولَـئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ [البقرة : 202] والمحاسب فيه متعدد الأوجه ومنه " وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ [آل عمران : 19] يوم الجمع : اسم علم مطلق تكرر في القرآن ( 2 مرات )[التغابن : 9] [الشورى : 7] 
      سبب التسمية : استدلالا بقوله تعالى " " يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ " نجد سبب التسمية بهذا الاسم لحدوث حدث الجمع لكل من خلق فمات فبُعث فجُمع للحساب . 
      يوم الجمع : هو اسم من أسم من أسماء يوم الدين والتي منها يوم التغابن بدليل قوله تعالى" يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِيوم الجمع : يجمع فيه الخلق ثم يُقصل في شأنهم بدليل قوله " ...َ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ [الشورى : 7  
      الوقت المعلوم اسم علم مطلق تكرر في القرآن ( 2 مرات ) فتكررت الآية بنصها الكامل مرنتين في المصحف , إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ "[الحجر : 38] [صـ : 81]  
      سبب التسمية : استدلالا بقوله تعالى " "  إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ  " للتثبيت علمية الناس بيوم التغابن أو يوم القيامة كان هذا الاسم  , تأكيد الإيمان بالغيب المعلوم من القرآن للمؤمن ,المعلوم بالبلاغ وجودا وقياما والممنوع علم زمنه بدليل قوله تعالى "وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ " . 
      يوم التغابن: اسم علم مطلق  لم يتكرر :" يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ..[التغابن : 9]  . 
      سبب التسمية : الغبن والتغابن حالة من حالات الإبدال (استبدال شيء بشيء مضاد ) كاستبدال الخبز بالمال أي بيع الخبز مقابل المال,والمعنى في الآية هو تعريف من ابتاع أخرته بدنياه أو من ابتاع دنياه بآخرته , كمثل قولك دفع فلان ماله في صدقه فاشترى بما دفع مكانه في الجنة , ودفع فلان ماله ليزني بامرأة فاشترى بماله مكانه في النار. قال تعالى {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى}.ويوم التغابن يوم وفاء الحقوق فيوفى كل مخلوق بما ابتاع في الدنيا .قوله تعالى " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ...[الأنفال : 36] فكان البيان جليا ببيان سبب الحسرة وهو إنفاق المال للصد عن سبيل الله , وحال الحسرة كان التغابن و الندم على الخسران للمال أولا والعذاب القائم بسبب الصرف البائس لهذا المال وهو من التغابن . 

      سبب التسمية : اليوم الموعود اسم من أسماء يوم القيامة رديف لاسم يوم الوقت المعلوم وقيل الموعد لتكرار الوعد الرباني بقيام هذا اليوم في الوقت المعلوم عند الله زمنا والمعلوم عند الناس بالنذير منه في القرآن وما سبق من الرسالات السماوية , وسبب تسميته بالموعود لان الوعد به أو بالرجعى جاء تكرارا في القرآن وكان الإيمان بهذا الوعد من الفرائض كوعد حق من الله الحق قال تعالى " إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللّهِ حَقّاً ....[يونس : 4]و"لقوله تعالى في هذا اليوم "وَعْدَ اللّهِ حَقّاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً [النساء : 122] وقوله  "إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآتٍ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ [الأنعام : 134] 
      يوم الوعيد اسم علم مطلق  لم يتكرر إلا في الآية  :وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ[قـ : 20] وهو اسم من أسماء يوم القيامة , كمثل اليوم الموعود والوعيد غير الموعود فالوعيد هو النذير منه والموعود من المعلوم وعدا به , أي النذير من اليوم المعود . 
       سبب التسمية : يوم الوعيد اسم من أسماء يوم القيامة وقيل الوعيد لتكرار النذير الرباني بقيام هذا اليوم في الوقت الموعود ومن ذلك النذير القرآني قوله تعالى"...وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً [طه : 113] وقوله " فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ [قـ : 45] 

      سبب التسمية : يوم التلاق اسم من أسماء يوم القيامة  " رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ [غافر : 15] وسبب تسميته بهذا الاسم للتذكير بالنذير القرآني المكرر للجن والإنس بيوم اللقاء وتصديقا لقوله تعالى " يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَـذَا ...؟ [الأنعام : 130] والتلاق هو تلاق الخلائق بعضها ببعض في يوم التلاق بدليل الآية "وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ ... [الأعراف : 47]  وتلاقيهم جميعا مع رب العالمين بدليل قوله تعالى" لَّعَلَّهُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ [الأنعام : 154]  كذلك يكون اللقاء باليوم ذاته لقوله تعالى "  وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَـذَا..." فيكون معنى ومضمون ثلاثيا : تلاق الخلائق بيوم التلاق ذاته , ثانيا لقاء الخلائق بعضهم ببعض , ثالثا لقاء الخلائق بخالقهم وباعثهم من بعد ممات .

      سبب التسمية : يوم الحسرة اسم من أسماء يوم القيامة وقيل الحسرة خاصة بالظالمين وفي بيان سبب التسمية نستدل على المقصود بالحسرة وزمنها وأسبابها من قوله تعالى " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ [الأنفال : 36] فكان البيان جليا ببيان أهل الحسرة أولا وهم الذين كفروا , وبيان سبب الحسرة ثانيا وهو إنفاق المال للصد عن سبيل الله , وحال الحسرة ثالثا ببيان الندم على الخسران للمال أولا والعذاب القائم بسبب الصرف البائس لهذا المال وهو من التغابن ,وتكون الحسرة في يوم الحسرة على القرآن الذي لم يؤمن به الظالمون " وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ [الحاقة : 50] 

      يوم التناد اسم علم مطلق  لم يتكرر " وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ [غافر : 32] 
      سبب التسمية : يوم التناد اسم من أسماء يوم القيامة وأصل سبب التسمية وجود النداء الرباني الأول بعد الحشر بدليل قوله "فَحَشَرَ فَنَادَى [النازعات : 23] ولما يكون بعد الحساب واستقرار أهل الدارين وما يكون من التنادي بين بينهم حيث يكثر فيه نداء أصحاب الجنة أصحاب النار وبالعكس و التناد هو تبادل الكلام عن بعد بين أهل الدارين قبل أن يضرب بينهم " بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ [الحديد : 13] ومن صور التناد التي صورها لنا القرآن :
      نداء أصحاب الجنة لأصحاب النار : " وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً ؟ قَالُواْ نَعَمْ ....َ [الأعراف : 44]
      نداء المنافقون لأصحاب الجنة ..يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ " .." قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً .."
      نداء أصحاب الأعراف لأصحاب النار  " وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَا أَغْنَى عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ [الأعراف : 48]
      نداء أصحاب النار لأصحاب الجنة " وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ ؟ ...قَالُواْ إِنَّ اللّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ [الأعراف : 50]

       يوم الخلود اسم من أسماء يوم القيامة وأصل سبب التسمية يدل على استقرار أهل الدارين خاصة أهل الجنة الذين هم بالوعد الحق خالدون - وكلمة الخلود كلمة لا مكان ولا معنى لها على الأرض إذ لا خلود في الأرض - و نجد القرآن الكريم لا يأتي على أي استثناء في خلود أهل الجنة لكنه يأتي على الاستثناء في خلود أهل النار لان منهم العاصي لا الكافر الذي يستوفي حسابه ويخرج بمشيئة الله ونستدل بقوله تعالى " ... قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَليمٌ [الأنعام : 128] أما الفائزون فخلودهم كائن أبدا بلا استثناء فلا خارج من الجنة أبدا " قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُخَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً .... [المائدة : 119]  ومن أهل النار الكفار الخالدين أبدا ولا يقع فيهم شفاعة ولا استثناء قال تعالى " إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيراً [النساء : 169]

      يوم الخروج اسم علم مطلق  لم يتكرر "...ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ [قـ : 42]

      سبب التسمية : يوم الخروج اسم من أسماء يوم القيامة وأصل سبب التسمية يدل على البعث , قال تعالى " يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ [قـ : 42] فكان اسم اليوم مشتق من أحدى أهم أحداثه وأولها على الإطلاق وهو البعث من الموت وخروج المبعوثين من قبورهم للجمع والحشر .وقد صور القرآن لنا كيفية خروج الناس من قبورهم بخروج النبات من بذرة ميتة تحت التراب فقال" ...ِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً كَذَلِكَالْخُرُوجُ [قـ : 11]

      يوم الفتح اسم علم مطلق  لم يتكرر ".. يَوْمَ الْفَتْحِ...َ [السجدة : 29]
      سبب التسمية : يوم الفتح اسم من أسماء يوم القيامة وأصل سبب التسمية نفهمه من البيان القرآني بمعنى - الحكم او القضاء في الأمر فصلا فيه - كما في قوله تعالى " .... فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ... [المائدة : 52] وقوله تعالى " إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَاءكُمُ الْفَتْحُ وَإِن تَنتَهُواْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ .... [الأنفال : 19] وقوله تعالى " وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ [السجدة : 28] بينت الآيات معنى الفتح بأنه القضاء والفصل في الأمر فكان يوم الفتح بمعنى يوم الفصل ويوم الحساب ويوم التغابن ....
      اليوم الحق اسم علم مطلق  لم يتكرر  "ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ ... [النبأ : 39]
      سبب التسمية : يوم الحق اسم من أسماء يوم القيامة وأصل سبب التسمية بالحق كونه يوم الفصل في حق الخالق على المخلوق فيما خلقه فيه " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات : 56] وفي ذلك اليوم يفصل ملك يوم الدين في حقوق الناس بعضهم من بعض فيقال أن الله تعالى يغفر التقصير في حقوقه على عبادة لمن يشاء ويوقف المغفور له فلا يدخل الجنة لحقوق الناس عليه من ديون أو غيبة أو ظلم ...الخ.
      كذلك يكون إظهار الحق فيما اختلف فيه الناس قال تعالى " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ [آل عمران : 71] ومن أسباب تسميته بيوم الحق كونه اليوم الذي يحاسب فيه من آمن بالحق ومن كفر به والحق هو كل ما نزل من عند الله من نذير وبشير للناس والقرآن من ذلك " فَقَدْ كَذَّبُواْ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُمْ ..َ [الأنعام : 5]
      يوم الدين بصفات أخرى بدون العلمية :
      الحشر : ليس هذا اسما من أسماء يوم الدين , بدليل عدم وروده في القرآن نهائيا لا باسم العلم ولا بصفته , وكل ما جاء فيه هو وصف حدث الحشر أحد أحداث يوم الدين " وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ... [الأنعام : 22)
       يوم عَظِيمٍ  : صفة من صفات يوم القيامة: ليس اسما من أسماء يوم الدين لأنه غير معرف وليس بعلم ورد في القرآن وصفا بأنه مشهد من مشاهد يوم القيامة " ... فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن مَّشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ [مريم : 37]
      يَوْمٍ أليم : صفة من صفات يوم القيامة: ليس اسما من أسماء يوم الدين لأنه غير معرف وليس بعلم وفيه وصف للعذاب الذي يكون أليما قال تعالى "فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ "[هود : 26][الزخرف : 65]
      الغشي :  لم يأتي علم معرف في القرآن جاء صفة حدث من أحداث يوم القيامة " يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ "[النور : 40] وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ [إبراهيم : 50][الدخان : 11]
      يَوْمٍ عَقِيمٍ  لم يأتي علم معرف في القرآن بل جاء صفة  لحدث العذاب قي يوم القيامة " عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ [الحج : 55]
      يَوْمٍ مُّحِيط ٍ لم يأتي علم معرف في القرآن بل جاء صفة لإحداث تقع يوم القيامة كإحاطة العذاب وإحاطة جهنم بأصحابها"عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ [هود : 84] وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ [العنكبوت : 54][التوبة : 49]
      يَوْمٌ مَّشْهُودٌ صفة من صفات يوم القيامة لم يأتي علم معرف في القرآن وكان الاسم المشتق منه يوم الجمع ".. ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ [هود : 103]
      يَوْمٍ كَبِيرٍ صفة من صفات يوم القيامة لم يأتي علم معرف في القرآن بل وصف منه حالة العذاب الواقعة فيه " عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ [هود : 3]
      يوم الشهادة " جاء صفة حدث من أحداث يوم القيامة وهو الحدث المعجزة العظمى الصادمة للناس حيث تتكلم أعضاء أجسادهم فتنطق شاهدة على ما اقترفت : يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [النور : 24]
      يوم العدل: صفة حدث من أحداث يوم القضاء العادل قال تعالى  " لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ...[غافر : 17]
        الأحداث التي تكون في يوم الدين : الوضع العام :
      أشراط الساعة : انطلاق أشراط قيام الساعة الكبرى كالزلزلة والبعث والجمع والنفخ في الصور
      الاستقرار : بعد انتهاء الحساب يجري الفصل بين من قام فيهم الحساب فيذهب كل إلى مستقره " (1) فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ و(2) َفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ [الشورى : 7] هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ [الواقعة : 56 
      التنادي : وهي مرحلة متأخرة تكون من أحداث الآخرة ولعلها تكون فيما بعد يوم القيامة ذاته واستقرار أصحاب الدارين كل في داره فيكون التنادي بينهم حتى يضرب بينهم بسور له باب .

       ب:  للخاسرين 
      الرعب وعدم القدرة على النطق : عند بدء حساب الظالمين لأنفسهم في الدنيا يكون من حالتهم النفسية  (1) إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ (2) كَاظِمِينَ  [غافر : 18]

      الوحدة وعدم النصرة : ومن وضعهم الاجتماعي أن لا صديق ولا حبيب ولا نصير ولا شفيع يؤذن له بالشفاعة فيهم " (1) مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ (4) وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ [غافر : 18]
      أمنياتهم :-  " يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثاً "

       يوم الدين في الكتب المقدسة:
      يوم الدين جاءت في الإنجيل - سفر أيوب الإصحاح 24 باسم " يوم الدينونة" و" اليوم الآتي " حيث يقول:- لكنهم لا يرون يوم الدينونة هذا الذي فيه يعاقب الله الأشرار ويظهر عدل الله , وجاء في ملاخي 1:4( فهوذا يأتي اليوم المتقد كالتنور وكل المستكبرين وكل فاعلي الشر يكونون قشا ويحرقهم اليوم الاتي , ...)

      وجاء في التوراة بذات الاسم ( اليوم الأتي وباسم اليوم المتقد كما- في ملاخي 1-4 ( فهوذا ذا يأتي اليوم المتقد كالتنور وكل المستكبرين وكل فاعلي الشر يكونون قشا ويحرقهم اليوم الآتي . قال رب الجنود فلا يبقى لهم أصلا ولا فرعا ( ملاخي 1:4
      يوم الآزفة اسم علم مطلق تكرر في القرآن ( 2 مرات )وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ ... [غافر : 18]  ونقول أزف الموعد أو أزفت الرحيل أي حان الموعد - موعد الآزفة - ورغم قول المفسرين بان الآزفة هي القيامة وهذا صحيح على اعتبار الآزفة اسم من أسماء يوم القيامة ولكننا إذا ما قبلنا بالمعنى ( أزف اقترب , الآزفة المقتربة) فلا يصح هذا مع الإعجاز القرآني في النظم فلا يصح القول اقتربت المقتربة تفسيرا لقوله تعالى " أَزِفَتْ الْآزِفَةُ [النجم : 57] والأصح أن  نقول ما قال أهل اللغة من أن ( تآزف القوم ) تدانى بعضهم من بعض, فيكون معنا الجمع أي اقترب ودنا يوم الجمع للحساب مع وصف الحالة القائمة للمجموعين لتمييز المعنى فيقول العرب ( تآزف ) ضاق صدره و ساء خلقه ( الأزف ) الضيق و سوء العيش, وهذا القول تطابق مع مضمون الآية التي قالت "يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ" فيكون المعنى الأكمل لسبب التسمية بيوم الآزفة ( يوم جمع الظالمين للحساب وقلوبهم قد ارتفعت من مكانها من شدة الرعب كاظمين رعبهم هذا لعلمهم أن لا عذر ولا كذب هنالك وأن العذاب لواقع ). 
      اليوم الموعود اسم علم مطلق  لم يتكرر في المصحف إلا في قوله تعالى :" وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ [البروج : 2] 
      يوم التلاق اسم علم مطلق  لم يتكرر في المصحف إلا في الآية :"...ِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ [غافر : 15]  
      يوم الحسرة اسم علم مطلق  لم يتكرر في القرآن عدا الآية  :" وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ[مريم : 39]  

      ليست هناك تعليقات:

      إرسال تعليق