السبت، 20 نوفمبر 2021

معنى الغيب بمفهوم القران

تدعمه Google ترجمةترجمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة على خاتم النبيين والسلام على الأنبياء جميعهم والمرسلين المُكرمين وبعد:
الغيب هو :- (الغيب : ما غاب عن الناس ، والشهادة : ما شهدوه وأبصروه وعاينوه ، فهو الباطن من الأخبار اللامعلومة للإنسان والتي هي من علم الله وحده و يعلم بعضه بخبر الأنبياء ـ عليهم السلام. و التي هي عنده سبحانه:" وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ .." والغيب مسطور محفوظ عند الله سبحانه فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ [الأنعام : 59] ونعلم بحمد الله أن العالم الذي خلقه الله عز وجل يقسـم قسمين: 
 1- عالم غيبي.
غيب المستقبل: مثل العلم بالموجودات قبل إيجادها، وعلم وقت قيام الساعة، ومواقيت حدوث الموت. 
عالم الغيب أيضاً قسمين  :- قسم استأثر الله بعلمه و قسم يمكن أن ينتقل من عالَم الغيب إلى عالَم الشهادة
 

ماذا لو علم الإنسان الغيب :وعالم مشهود. 
  فكل شيء يقع تحت حواسنا - عالم مشهود - ، كالمرئيات، والمسموعات، والمشموم ، وكل شيء يقع تحت حواسنا الخمس أو تدركه حواسنا فهو عالم مشهود.لكن هناك عالماً لا تدركه حواسنا ولكننا نستطيع أن تتبين أثره، كمثل الكهرباء فنحن لا نستـطيع أن نـراها بـالعين، لكن دوران المروحة وإضاءة المصباح أثر من آثار الكهرباء، والمذياع والتلفاز، وما دمنا قد أدركنا آثارها فإننا نحكم بوجودها، وهناك أشياء موجودة لا تستطيع حواسنا إدراكها لكن آثارها دالة عليها, وهذا عالم آخر غابت عنا ماهيته، وظهرت لنا آثاره، فنحن نحكمُ بوجوده.انه عالم الغيب .وهو المُخبرعن دلالاته من الله تعالى للناس بالصفات دون الاطلاع على الماهية والكيفية والزمنية بدليل قوله سبحانه "... وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ.." [آل عمران : 179] وعلم الله تعالى بالغيب يحتوي على على كل ذرة من الخلائق "قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ   الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ [سبأ : 3] كذلك هو عالم ما في الصدور وكل البواطن " إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ [فاطر : 38]
وينقسم الغيب من حيث الزمان إلى: 
غيب الماضي: كالعلم بأحداث القرون التي مضت. 
غيب الحاضر: مثل تسجيل الملائكة الأعمال، وما يدور في النفوس. 
    كما ينقسم الغيب من حيث علم المخلوقين به إلى قسمين: غيب حقيقي، وغيب إضافي.  
       قال الله تعالى: (وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا في البَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إلاَّ يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ في ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إلاَّ في كِتَابٍ مُّبِينٍ) (الأنعام: 59)
      ولفهم قضية الغيب , وهذه قضية قرآنية بحته , نأخذ مثلا قطعتان من الحديد ( بقياس واحد، وحجم واحد، ووزن ولون وتشكيل واحد) ، إن العين ترى القطعتين بحجميهما ولكنها لن تستطيع التفريق بينهما من حيث الشحن المغناطيسي الكامن فيهما , فنقول أن  إحداهما مشحونة بقوة مغناطيسية والثانية غير مشحونة، فإذا قربنا قطعة معدن صغيرة من القطعة المشحونة تجذبها، إذاً نحكم بوجود قوة في القطعة الأولى، ونحن بحواسنا الخمس لا نستطيع أن ندرك هذه القوة، ولكن نستنتج أن في هذه القطعة قوة قطعية الثبوت ولكننا لا نستطيع بحواسنا الخمس أن ندركها، إذاً فالعالَم عالَم مشهود، وعالَم غيبي، ووجود العالم الغيبي ليس أقل من وجود العالم المشهود، بل ربما كان العام الغيبي أكثر وجوداً من العالم المشهود، فالحيوانات تتعامل مع العالم المشهود، لكن الإنسان بما أُوتي من فكر يستطيع أن يتعامل مع العالم الغيبي، وقد قال ربنا عز وجل في كتابه العزيز:" الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُون"َ قال ديكارت كلمة: أنا أفكر فأنا موجود، استنتج حقيقة وجوده من تفكيره , وعن عَامِرٍ أَوْ أَبِي عَامِرٍ أَوْ أَبِي مَالِكٍ  ((أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَمَا هُوَ جَالِسٌ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ أَصْحَابُهُ جَاءَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلام فِي غَيْرِ صُورَتِهِ يَحْسِبُهُ رَجُلاً مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلامَ ثُمَّ وَضَعَ جِبْرِيلُ يَدَهُ عَلَى رُكْبَتَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الإِسْلامُ فَقَالَ أَنْ تُسْلِمَ وَجْهَكَ لِلَّهِ وَأَنْ تَشْهَدَ أَنْ لا إِلَهَ إلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَتُقِيمَ الصَّلاةَ وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ قَالَ فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ أَسْلَمْتُ قَالَ نَعَمْ ثُمَّ قَالَ مَا الإِيمَانُ قَالَ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَالْمَوْتِ وَالْحَيَاةِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَالْحِسَابِ وَالْمِيزَانِ وَالْقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ قَالَ فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ آمَنْتُ قَالَ نَعَمْ ثُمَّ قَالَ مَا الإِحْسَانُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنَّكَ إِنْ كُنْتَ لا تَرَاهُ فَهُوَ يَرَاكَ قَالَ فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ أَحْسَنْتُ))( أخرجه الإمام أحمد في المسند)
      حضيت صفة العلم في نصوص القرآن بمكانة خاصة ؛ لأنها مرتبطة ارتباطاً شديداً بمسؤولية الإنسان، ووقوفه أمام الله جل وعلا ، وما ينبني عليها من الإحساس بمراقبة الله على أعمال الإنسان الظاهرة والباطنة ، ولذلك نجد الإشارة إليها تتخلل آيات القرآن من أوله إلى آخره ، مع التركيز على علم الله لأفعال العباد وتأتي الآيات الكثيرة في كتاب الله لتذكر بأن ّالله عالم بالعباد ، وآجالهم وأرزاقهم وأحوالهم وشقائهم وسعادتهم ، ومن يكون منهم من أهل الجنة ، ومن يكون منهم من أهل النار قبل أن يخلقهم ويخلق السموات والأرض ولذلك كان من أسماءه الحسنى اسم " عالم الغيب والشهادة" اسم علم متضمن كامل الصفات العليا من القدرة والوحدانية والعزة والحكمة والرحمة وكل ذلك نستدل عليه من الآيات القرآنية المتعلقة .
      الإعجاز للمشككين في قوله تعالى:
      (إنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا في الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (لقمان: 34)
      أثار المشككون الشغب حول تفسير علم ما في الأرحام بعمومه على أنه أحد الغيوب الخمس التي لا يعلمها إلا الله، وقالوا لقد بات العلماء  يعرفون ما في الأرحام من ذكورة الجنين أو أنوثته،والتشوهات الخلقية فيه، وهو في بطن أمه بأجهزة التصوير والتحاليل الدقيقة! وأصبح في مقدور العلماء إنزال المطر من السحب، بواسطة بعض التقنيات العلمية! فأثاروا البلبلة في أذهان الكثيرين من العوام، وعند غير الراسخين في العلم بهذا الموضوع! وهب بعض العلماء المعاصرين يدفعون الشبهة وينافحون عن تفسير النص القرآني، لكنهم للأسف أخطئوا طريق الدفاع الصحيح! فلم يحرروا محل النزاع بدقة، ولم ينظروا إلى النصوص الواردة في الموضوع مجتمعة، ولم يدرسوا الأمر دراسة موضوعية، فطاشت سهامهم! وبقيت الشبهة حية في عقول وأفواه  الكثيرين من الناس.
      وسيلة الإخبار بالغيب :- الإخبار الإلهي للناس على دلالات الغيب يكون بواسطة (الوحي ): بدليل قول علام الغيوب ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيك.... [آل عمران : 44]
      الإيمان بالغيب شرط من أشراط الإيمان الستة بدليل قوله " الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ .."[البقرة : 3] وقد ارتبط بالصلاة المفروضة "الَّذِينَ   يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ[البقرة : 3]
      1. فمثالا نقول ما كان للإنسان قبل الصعود إلى القمر أن يعرف شيئا عن وجه القمر الآخر  فلما هبطت المركبة الفضائية على الوجه الآخر للقمر والتقطت صوراً له، انتقل هذا الغيب المعرفي من عالم الغيب إلى عالم الشهادة بالنسبة للمعرفة الإنسانية ، وعليه فإن هناك أشياء كثيرة تنتقل من عالم الغيب إلى عالم الشهادة حسب الاكتشافات العلمية والتقدم العلمي، وهذا لا يمنع أن نفاجأ بكشفٍ من قبل من عالم الغيب، فأصبح الآن في عالم الشهود.
      2. من المعلوم أيضا أن الأشياء الغائبة أحيانا تُعرف بأضدادها: إنّما نعرف النور لأنّ هناك ظلمة، فالنور قد يوجد وقد لا يوجد فهو محدود بمكان وزمان. و قد يكون هناك أشياء بالنسبة إلينا من عالم الغيب، فالجن بالنسبة لنا من عالم الغيب، فقد أخبرنا الله بوجوده، أما الجن فبالنسبة لبعضهم هو مِن عالم الشهادة، أي إن هناك أشياء إذا قيست بالنسبة للإنسان فهي مِن عالم الغيب، وإذا قيست بالنسبة للجن فهي من عالم الشهود، فالعالَم الغيبي بعضه يمكن أن يصبح من عالم الشهود، وبعضه مما استأثر الله بعلمه وهو ما سيكون، أما الكائن فهو معروف..
      من أنباء الغيب المُخبر عنه بالوحي :-" ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ .... [آل عمران : 44]
      1. الذات الإلهية : من الغيب الواجب الإيمان بها , والمعلومة بتدبر آيات الله , وبالوحي المنزل والله هو علام الغيوب سبحانه وهو القائل".... إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ...[البقرة : 33]
      2. الروح : هناك علم يُدعَى العلم الاستدلالي,، وبه نستدل على الغيبيات القريبة كالروح  فالروح أقرب شيء لنا من العالم الغيبي.وللاستدلال على الروح ننظر إلى ميت وزنه 70كلغ مثلا وقد خرجت منه روحه فهل نجد أن وزنه قد قل ولو غراما واحدا؟ يقل وزنه غراماً واحداً،  فما الذي فَقَدَه ؟ هو الروح، ومع أن الروح موجودة بالبداهة في يقين كل منا فلا نستطيع أن نلمسها بيدنا ولا أن نراها، ولا أن نسمع صوتها ولا نشمَّها، لا صوت لها ولا رائحة ولا شكل، ومع ذلك فهي موجودة.
      3. الساعة : - وقد أخبر الله تعالى بها وببعض أشراطها دون الأخبار عن زمنها ومكانها وكيفيتها رغم وصف بعض أحوالها - الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَهُم مِّنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ [الأنبياء : 49]
      4. يوم القيامة : أخبر الله تعالى به وببعض أحواله دون الأخبار عن زمنه فكان من الغيب -
      5. الملائكة :- أخبر الله تعالى عنهم وأخبرنا عن أسماء بعضهم كجبريل عليه السلام ووصف بعضا من أوصافهم فكانوا من الغيب الذي لم يراهم الناس إلا الأنبياء والرسل -
      6. الجن :- أخبر الله تعالى عنهم وأخبرنا عن علاقتهم ببعض الناس وقص علينا من قصصهم ولكنهم بقوا من الغيب الغير معروف لعموم الناس, وحول اعتقاد بعض الناس أن الجن يعلمون الغيب فذلك منكر تماما في القرآن بدليل ما كان منقصة الجن مع موت سليمان عليه السلام "فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ [سبأ : 14]
      7. الجنة - دار السلام - :- أخبر الله تعالى عنها وأخبرنا عن بعض أحوالها وأهلها  " جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً [مريم : 61]
      8. النار - دار الخسران - :-  أخبر الله تعالى عنها وأخبرنا عن بعض أحوالها وأهلها 
      9. الأعراف : من ديار الآخرة أخبر الله تعالى عنها وأخبرنا عن بعض أحوالها وأهلها أخبار ما قبل الخلق وخلق الكون وأحواله كخلق السموات والأرض ".إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [الأعراف : 54]  
      10. أخبارا لخلق الأول , كخلق آدم وحاله في الجنة ونزوله للأرض كمثال الآية " وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ     خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ [البقرة : 30]
      11. أخبار القرون والأمم الفانية و الإشارة إلى آثارها وقصصها مثال قصة أهل الكهف :" سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِراً وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً [الكهف : 22]
      12. أخبار مكر المنافقين وما كانت تكنه أنفسهم ومكرهم الباطن ,’ التي أخبرها الله تعالى لنبيه " ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ[يوسف : 102
      13. أخبار الأنبياء والرسل وما أوتوا من معجزات , لقد أحتوى القرآن على تفصيل تأريخي للأنبياء والمرسلين السابقين وهو     التاريخ الذي لم يكن يعرف العرب عنه شيئاً سوى الأحبار اليهود والرهبان النصارى ، وكانوا هؤلاء على خلاف فيما بينهم ، أما أمة العرب فقد كانوا أميين لا يعلمون شيئا عن تلك الأخبار، فلما جاءهم النبي محمد(ص) بتاريخ الرسل والأنبياء مفصلاً، أعترف به الرهبان والأحبار وصدقوه فيما روى عن ربهِ ، وخرج الكثير منهم من دين كانوا علماءه وتبعوا محمداً(ص). قال تعالى:- " تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـذَا ...)، سورة هود آية 49.
      14. علوم بواطن الأرض والسموات والبحار : وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ [الأنعام : 59]
      ومن هذه الأنباء :-
      1. ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ [آل عمران : 44] انظر قصة مريم عليها السلام
      2. قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ [البقرة : 33] انظر قصة آدم عليه السلام.
      3.  وقال تعالى " ]يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُل لاَّ تَعْتَذِرُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [التوبة : 94]
      4. سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِراً وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً [الكهف : 22] انظر قصة أهل الكهف " قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً [الكهف : 26]
      5. وقد جاء في القرآن أن أحسن بيان للكشف عمن يؤمنون بالغيب فقال تعالى أنه الابتلاء " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ [المائدة : 94]   ِنَّمَا     تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ [يس : 11]
      كانت إجابة هذا السؤال على لسان النبي الكريم بتعليم من الله تعالى له : فقال " قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [الأعراف : 188]
      وكذلك ورد في القول المشهور المنسوب لأمير المؤمنين علي عليه السلام: "لو كُشف لي الغطاء ما ازددت يقيناً.
      الإيمان بالغيب هو بالضبط النقطة الفاصلة الأولى بين المؤمن والملحد، ومن هنا كان الإيمان بالغيب أول سمة ذكرت للمتّقين. المؤمنون خرقوا طوق العالم المادي، واجتازوا جدرانه، إنّهم بهذه الرؤية الواسعة مرتبطون بعالم كبير لا متناه. بينما يصرّ معارضوهم على جعل الإنسان مثل سائر الحيوانات، محصوراً في موقعه من العالم المادي. وهذه الرؤية المادية تقمّصت في عصرنا صفات العلمية والتقدمية والتطورية! و لو قارنّا بين فهم الفريقين ورؤيتهما، لعرفنا أن: «المؤمنين بالغيب» يعتقدون أن عالم الوجود أكبر وأوسع بكثير من هذا العالم المحسوس، وخالق عالم الوجود غير متناه في العلم والقدرة والإدراك، وأنّه أزليّ وأبديّ. وأنّه صمّم هذا العالم وفق نظام دقيق مدروس. ويعتقدون أنّ الإنسان ـ بما يحمله من روح إنسانية ـ يسمو بكثير على سائر الحيوانات. وأنّ الموت ليس بمعنى العدم والفناء، بل هو مرحلة تكاملية في الإنسان، ونافذة تطل على عالم أوسع وأكبر.
      بينما الإنسان المادي يعتقد أن عالم الوجود محدود بما نلمسه ونراه. وأن العالم وليد مجموعة من القوانين الطبيعية العمياء الخالية من أي هدف أو تخطيط أو عقل أو شعور. والإنسان جزء من الطبيعة ينتهي وجوده بموته، يتلاشى بدنه، وتندمج أجزاؤه مرّة أخرى بالمواد الطبيعية. فلا بقاء للإنسان، وليس ثمّة فاصلة كبيرة بينه وبين سائر الحيوانات !
      الرؤية الأولى - رؤية الإيمان بالغيب- تربّي صاحبها على أن ينشد الحق والعدل والخير ومساعدة الآخرين. والثانية، لا تقدّم لصاحبها أي مبرّر على ممارسة الأمور اللهم إلاّ ما عاد عليه بالفائدة في حياته المادية. من هنا يسود في حياة المؤمنين الحقيقيين التفاهم والإخاء والطّهر والتعاون، بينما تهيمن على حياة الماديين روح الاستعمار والاستغلال وسفك الدماء والنهب والسلب. ولهذا السبب نرى القرآن يتخذ من «الإيمان بالغيب» نقطة البداية في التقوى.

      ليست هناك تعليقات:

      إرسال تعليق