الاثنين، 15 نوفمبر 2021

الإعجاز القرآني : تعريف وقواعد


عطية مرجان ابوزر
﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾ سورة الإسراء:88
الإعجاز القرآني : تعريف وقواعد:
 لله رب العالمين والصلاة على خاتم النبيين والسلام على الأنبياء جميعهم والمرسلين المُكرمين وبعد:
بدأ الإعجاز القرآني العظيم يظهر جليا في مئات الآيات التي طالما عصيت فهما على السلف من الناس, وبات العلم المعاصر يقف منتصرا لإعجاز القرآن وشاهدا على عظمته, فبات العلم البشري الحديث مع توفر وسائل التدبر العلمي التي ساعدت كثيرا على تدبر الإعجاز العلمي الكامن سرا في القرآن الكريم بعد مضي ما يزيد على 1435 علم على تنزيله, فبات الكثير من علماء الغرب غير المسلمون الذين ينقبون عن فجوة أو خطأ أو شبهة يهاجمون من خلالها القرآن والنبي الكريم, تشكيكا في كتاب حيرهم وأحرجهم وهم يعاندون , مما نبه عدد من علماء المسلمين الذين أطلقوا العنان لأبحاث علميه عميقة وتنقيب دقيق في هذا القرآن طلبا لفهم أسراره والاهتداء بعلومه بعدما عفا الزمن على هجران هذا النوع من البحث والتنقيب وقد ألف السلف الصالح آلاف الكتب في تفسير القرآن تفسيرا لغويا ونحويا , وأخضعوا الغيبيات فيه إلى القصص المروي عن الرسول الكريم وصحابته, فاستهلك هؤلاء الأفاضل كل وسيلة وقلم لتوريث ما بعدهم من الأجيال كنوز من العلوم القرآنية, ولكن قصور الوسيلة العلمية في عهود مضت لم تمكنهم من التنقيب والتدبر الاعجازي العلمي للقرآن كما هو اليوم , فعمل العلماء المسلمون المعاصرون بأسلوب آخر فكانت صحوة مشكورة لعلماء الأمة  فان انطلاقه علم الإعجاز القرآني باتت انطلاقة قوية مشهود لها وإن كانت بعد في طور الطفولة.

 في خضم صراع مرير يقوده اليهود والنصارى ضد الإسلام والقرآن ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم , بات من واجب كل المسلمين القادرين العناية بهذا الأمر ومن المؤسف أن نجد عشرات المحطات التلفزيونية الفضائية توجه أنظار المسلمين الى سفاسف الأمور في ظل عالم المال الذي سيطر على النفوس الضعيفة فدفع بالبعض للتجارة في الدين وتسخيف قضاياه .
 بعض علماء المسلمين ممن فتح الله عليهم بات همهم الكبير تفسير وتدبر قول الله تعالى :-"قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً" [الإسراء : 88] .
 فتدبر القرآن الكريم بات ميدانه مخاطبة العقل والعلم , وقد مضت السنوات وقراننا مهجور يتلى على أرواح الأموات , ولا يتدبره إلا قلة قليلة من الذين تفضل الله تعالى عليهم بالخصوصية, بينما لم يستكين الكثيرون من باحثي الغرب ينقبون في قرآننا عن خطأ يخدم رغبتهم في التشكيك بديننا وقراننا ونبينا.
التعريف الشرعي للإعجاز:- 
ومن حكمة الله تعالى أنه كلما أعطى رسولا معجزة كانت موافقة للمجال الذي برز فيه قوم هذا الرسول وتمكنوا منه. فقوم عيسى عليه السلام كانوا مهرة بالطب فكانت معجزة عيسى كذلك  بأنه يحيي الموتى ويبرئ الأكمه والأبرص بإذن الله، كانت معجزاته تفوق قدراتهم جميعا و لا يستطيعون معها إلا الإذعان للحق الذي جاء به. كذلك كانت معجزات موسى عليه السلام تحديا لقوم تميزوا بالسحر، فجاءت معجزته مبطلة لهذا السحر، حيث كانت عصاه ثعبانا عظيما يلتقط سحرهم، وكذلك كانت معجزة كل نبي في مجال امتياز قومه.
عًرف العرب في قبل الإسلام و بعده بفصاحة اللسان، وقدرتهم العظيمة على تطويع لغة هي من أصعب لغات العالم , فقد كانوا مولعين بالفصاحة والبلاغة والشعر,فكانت لهم الملاحم و المعلقات الشعرية فجاء القرآن الكريم بلسان عربي " وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ [النحل : 103]  "...َ أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً..[طه : 113] ولم يستطيع أبلغ بلغاء العرب من الوقوع على خطأ لغوي واحد فيه فكان المعجزة اللغوية الأعظم لكل ناطق بالعربية " قُرآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ [الزمر : 28]
فلما بدأت دعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم كانت معجزته، هي كتاب فيه من البلاغة والفصاحة وجمال الأسلوب اللغوي ما عجز فطاحله العرب من الرد عليه والإتيان بمثله حتى عندما دعاهم لذلك تحديا: " وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [البقرة : 23]  وبقى هذا التحدي الى يومنا وسيبقى الى يوم الدين . انه الإعجاز القرآني العظيم.
ما معنى الإعجاز
وبقي ذلك التحدي قائماً، منذ ذلك الوقت ليومنا الحاضر وسيبقى قائم إلى يوم الدين,وقال العلامة ابن خلدون في الإعجاز البلاغي اللغوي للقرآن( الإعجاز تقصر الإفهام عن إدراكه وإنما يدرك بعض الشيء منهُ من كان له ذوق بمخالطة اللسان العربي وحصول ملكته، فيدرك من إعجازه على قدر ذوقه).
وكما أن الله أيد أنبياءه ورسله بالآيات المعجزات، فقد أنعم الله على رسوله محمد بمعجزات كثيرة رآها الذين عاصروه، فآمن من آمن وكفر من كفر، وترك محمد المعجزة الخالدة الباقية، كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، القرآن.وظهرت آيات بينات في إعجاز القرآن من الناحية اللغوية والبلاغية بينها الكثير من علماء اللغة قديما وحديثا وكتبوا المتون وألفوا الأسفار، ولم تزل هذه المعجزة القرآنية باقية تتحدى كل البشر على أن يأتوا بمثله.
وظهرت مؤلفات إسلامية كثيرة في العصر الحالي بينت أوجه الإعجاز من الناحية العلمية وسميت بالإعجاز العلمي للقرآن لكونها تفسر الآيات من الناحية العلمية الحديثة كما يفهمها الناس الآن لكون العلم هو لغة العصر الحالي.
 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق