الاثنين، 15 نوفمبر 2021

بيان الاعجاز القراني العلمي لمعنى النور


قال الله تعالى " كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّه بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ (17 البقرة)
الضوء له مصدر
تفسير اللغوي الآية :-
(مَثَلُهُمْ:اي مثل المنافقون) ,الامثال القرانية نهج قراني تعليمي للتبسيط في مخاطبة العقل بدليل قول الله تعالى:وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون ) [ العنكبوت : 43 ]
اما  قوله "مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً " فقد شبه حال المنافقين بمن استوقد نارا ليستضيء بضوئها " فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ" فلما أضاءت شاهد كل ما حوله بجلاء - وفي رأي العلم -انعكس الضياء عن المواد المحيطة به فشُوهدت وفجأة " ذَهَبَ اللّه بِنُورِهِمْ" فإذا هو في ظلام دامس لاحظ اأنه لم تنطفئ الإضاءة  بل " ذَهَبَ اللّه بِنُورِهِمْ" اي فقدوا بصرهم ؟ نفهم ذلك بالفصل بين معنى اضاءت ماحولهم وذهب بنورهم هم ولم يذهب نور النار فالنار لا زالت موقده وماذهب هو نورهم لا نورها ...
قوله سبحانه : انه ذهب بنورهم هم أي ببصرهم بدليل ما تكامل به النص القرآني بالإشارة للصمم والنطق والعمى كعناصر متكاملة "صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ" [البقرة : 18] 

اما المراد  بالنور فهو " نور الهدى" أي الإيمان , والمفهوم بالظلمة هو الضلال عن الهدى أي الكفر والضلال, وفي هذا المثل دلالة على أنهم آمنوا ثم كفروا ، كما تبين الآية (كانوا في النور وباتوا في الظلام) بدليل قوله "(ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون) [ المنافقون : 3 ] .

النور
أما أخذ الله بأبصارهم ففكان لشدة عنادهم وما كان الا بعد طول فتنة وقد اختاروا هم الضلال فأضلهم الله وأخذ ببصرهم كنية عن اخذه سبحانه ببصيرتهم , و هو القائل " كَيْفَ يَهْدِي اللّهُ قَوْماً كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [آل عمران : 86]  ذلك لأنهم بإيمانهم اكتسبوا نورا ثم بنفاقهم ثانيا أبطلوا ذلك النور فوقعوا في حيرة عظيمة فإنه لا حيرة أعظم من حيرة الدين .
قوله تعالى :وتركهم في ظلمات) أي ما هم فيه من الشك والكفر والنفاق ( لا يبصرون) لا يهتدون إلى سبل خير ولا يعرفونها ، وهم مع ذلك (صم) لا يسمعون  خيرا ولا نذيرا (بُكم) لا يتكلمون بما ينفعهم (عُمي) لا يرون من الآيات الكونية ما يهديهم للإيمان وبانعدام كافة وسائل الإدراك هذه فلا مصدر معلومات للبصيرة العاقلة (القلب) كما قال تعالى :(فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور[الحج:46]
الإعجاز العلمي :- 
التعريف العلمي للضوء:- 
الضوء هو طاقة مشعة يشار إليها فزيائيا بأنها إشعاع كهرومغناطيسي مرئي للعين البشرية، ومسئول عن حاسة الإبصار 

ومنذ البداية أخذ المسلمين عن اليونان بعضا من النظريات، فأحسنوا فهمها ثم طبقوها على حالات كثيرة متباينة وكان أبرز إسهاماتها على يد الحسن بن الهيثم  التي ظهرت في كتاب المناظر حيث اهتدى الى معرفة طبيعة الضوء, فانتفع بعلمه بالبصريات الكثير من العلماء والفنانون وقد ترجم كتابه المناظر أكثر من خمس مرات إلى اللاتينية، وفيه يؤكد على أن الضوء مستقل عن اللون، وحلل لأول مرة عملية الإبصار، وأشعة الضوء التي ذهب من سبقوه خطئا إلى أن الاشعة تنبعث من العين إلى الأجسام فتراها، في حين قال ابن الهيثم:«إنها تصدر عن كل نقطة من نقاط الجسم فتصل إلى العين، وتنقل منها إلى المخ صورة اللشيء.» إي انه تحدث عن الانعكاس الضوئي الذي هو في تعريف القران فقط مسمى بالنور
كانت هذه المصطلحات القرآنية إعجاز علمي للناس ومصطلح " النور المسمى ترجمته بالانجليزية (the light) " و" الضياء  a shining light"
 ليعلم الناس أن استيراد مصطلحات العلماء لا تجوز على تفسير وفهم آيات القرآن فالعلم المعاصر قال بالضوء the light بينما القرآن قال بالضياء ففسر العلم قول القرآن ( ان الضوء هو مجموعة من الحزم الضوئيةفي حين ان القران استبق العلم البشري مبكرا فقال إنها الضياء لا الضوء,  فاثبت العلم صحة المصطلح القرآني بأنه لا يوجد ضوء منفرد وان اسم ضوء اسم خاطئ والصحيح ضياء ولمن يمكنه التدقيق في المصطلحات القرانية فعليه ان يعلم ان القران لم ياتي مطلقا على كلمة ضوء نهائيا .
قال تعالى "هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً ".. فما الفرق بين الضياء والنور 
أثبت علماء الفلك ان الشمس كتلة ضخمة من النار وان القمر جسم يابس كالارض وهنا نجد ان النار تصدر الضياء (ضياء الشمس التي تضئ الأرض نهارا) وتنعكس على سطح القمر لتكون نورا في الليل.
و في شأن النور قال العلم( بنظرية انعكاس الضوء) فقال القرآن معجزا للعلم بل هو في كلمة واحدة انه النور وليس الضوء
وبيان هذا المثل القرآني كان في تعريف وصف حال المنافقين , حتى لا يلتبس أمر المنافق على الناس ما بين المؤمن والكافر, كون المنافق يُظهر الإيمان ويُبطن الكفر فكان أمره محيرا في الظاهر , ورغم أن الله وصفهم تفصيلا , إلا أنه شاء سبحانه التمثيل لحالهم ورغم أن المثل بسيط للعامة من أهل اللغة إلا إنه بات ذوا معاني مختلفة في عهد العلوم المعاصرة لما كان له من مصطلحات جديدة غير لغوية في تعريف النار والضوء والنور
وبالنظر الى استيقاد النار في قوله" "اسْتَوْقَدَ نَاراً" وهذا الاستيقاظ معروف بكيفيته فان الضوء الناتج عن الاستيقاد والمعروف فيزيائيا الهالة المضيئة للنار, والمختلف عن النور اصطلاحا ومادة , وهذا علم قرآني قديم لم يتوصل إليه العلم البشري إلا مؤخرا بتعريف النور على أنه انعكاس للضوء وليس جزء منه 
ونحن نقول بهذا الكلام لوجود المصطلحات ( النار - النور - الضياء ) في النص القرآني ويعتقد البعض أن لجميعها تعريف واحد, فوجب التنويه.
النور: 
يُعرف عند غير العرب بالضوء ولا تمييز له عن النور, والضوء في القرآن يعتبر مصطلح خاطئ لم يأت في القرآن أي كلمة  بمفرد ضوء أو اسم للضوء .ذكرت الضياء ثلاث مرات فقط في الايات التالية
  1. { هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْءَايَٰتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } [يونس: 5].
  2. { وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَٰرُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ }  [الأنبياء:  48].
  3. { قُلْ أَرَءَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَٰمَةِ مَنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ }  [القصص:  71].
    طبقة الغلاف الجوي الاولى تنعكس خلالها الضياء
    والنور : علميا 
     قيل في فيزياء الألوان ( أن المواد تمتص الضياء الملونة جميعها وتعكس لونا واحدا منها وهو ما تراه العين ),وانعكاس مجموع الضياء عن المادة يكون هو وهو ما  يسمى باللون المرئي وهو ما اسماه القران بالنور 
      نور الشمس قيل هو انعكاس ضياءها المصطدمة بالغبار والأجسام الطائرة مابين الأرض وطبقة اليونسفير مما يفرق ضياءها المباشرة فتكون منعكسة وهي النور ,وضياءها المنعكسة عن اصطدامها بسطح القمر يسمى نورا , فيقال نور القمر لا ضوء القمر, ويقال ضياء الشمس لا نورها , وهذا من بيان الاعجاز العلمي في القرآن من قبل بيان العلوم البشرية.
      ذكر القران كلمة نور 44 مرة منها 13 مرة بلفظ النور وذكرت الضياء 3 مرات فقط ولم تأتي كلمة ضوء نهائيا في القران



    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق