السبت، 20 نوفمبر 2021

الاعجاز القراني في فريضة الحج

 

عطية مرجان ابوزر
 الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبية الامين وبعد:-
الحج الركن الخامس من الاسلام .
إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ [البقرة : 158]
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ..." [البقرة : 189]
وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ... [البقرة : 196]
الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ ... [البقرة : 197]
"... وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ [آل عمران : 97]
وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ..." [التوبة : 3]
وردت في القران سورة ياسم سورة الحج رقمها 22 .
ورد لفظ الحج في القران 11 مرة في سبع آيات هي :-
وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ [الحج : 27]
الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام. لقول النبي محمد: « بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا»
الحج فرض ديني موجود من قبل الإسلام، إذ يعتقد المسلمون أنه شعيرة فرضها الله على أمم سابقة كمثل أتباع النبي إبراهيم عليه السلام ،بدليل قول الله تعالى " وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ  " [الحج : 26] فكان الناس يؤدونها أيام النبي إبراهيم ومن بعده، لكنهم خالفوا بعض مناسك الحج وابتدعوا فيها،وذلك حين ظهرت الوثنية وعبادة الأصنام في الجزيرة العربية على يد عمرو بن لحي, وقد قام النبي (ص) بالحج مرة واحدة فقط هي حجة الوداع في عام 10هـ، وفيها قام النبي بعمل مناسك الحج الصحيحة، وقال: « خذوا عني مناسككم»، كما ألقى النبي خطبته الشهيرة بخطبة الوداع والتي أتم فيها قواعد وأساسات الدين الإسلامي.
 والحج فرض عين على كل مسلم قادر لما ذكر في القرآن: "وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ "[الحج : 27] وقد فُرض الحج في السنة التاسعة للهجرة, والحج لا يجب في العمر إلا مرة واحدة فقط، فإذا حج المسلم بعد ذلك مرة أو مرات كان ذلك تطوعا منه، فقد روى أبو هريرة أن النبي محمد قال: « يا أيها الناس، قد فرض عليكم الحج فحجوا». فقال رجل من الصحابة: "أيجب الحج علينا كل عام مرة يا رسول الله؟"، فسكت النبي، فأعاد الرجل سؤاله مرتين، فقال النبي: « لو قلت نعم لوجبت، وما استطعتم»، ثم قال: « ذروني ما تركتكم».
 تبدأ مناسك الحج في شهر ذي الحجة 
تاريخ وقصة الحج :- 
يعود الحج إلى فترة سابقة على بعثة محمد بآلاف السنين، وبالتحديد إلى عهد اسلام  النبي إبراهيم الخليل.وتقول القصة :-
 أن إبراهيم كان نازلا في بادية الشام، فلما ولد له من جاريته هاجر إسماعيل، اغتمت زوجته سارة من ذلك غما شديدا لأنه لم يكن له منها ولد فكانت تؤذي إبراهيم في هاجر وتغمه، فشكا إبراهيم ذلك إلى الله، فأمره أن يخرج إسماعيل وأمه عنها، فقال: "أي رب إلى أي مكان؟" قال: "إلى حرمي وأمني وأول بقعة خلقتها من أرضي وهي مكة"، وأنزل عليه جبريل بالبراق فحمل هاجر وإسماعيل وإبراهيم، فكان إبراهيم لا يمر بموضع حسن فيه شجر ونخل وزرع إلا قال: "يا جبريل إلى ها هنا إلى ها هنا" فيقول جبريل: "لا إمض لا إمض" حتى وافى مكة فوضعه في موضع البيت،وقد كان إبراهيم عاهد سارة أن لا ينزل حتى يرجع إليها، فلما نزلوا في ذلك المكان كان فيه شجر فألقت هاجر على ذلك الشجر كساء كان معها فاستظلت تحته فلما سرحهم إبراهيم ووضعهم وأراد الانصراف عنهم إلى سارة قالت له هاجر: "لم تدعنا في هذا الموضع الذي ليس فيه أنيس ولا ماء ولا زرع؟"، فقال إبراهيم: "ربي الذي أمرني أن أضعكم في هذا المكان"، ثم انصرف عنهم فلما بلغ كدى وهو جبل بذي طوى التفت إليهم إبراهيم فقال: كما ورد في القران " رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ "[إبراهيم : 37] ثم مضى وبقيت هاجر.
لما ارتفع النهار عطش إسماعيل، فقامت هاجر في الوادي حتى صارت في موضع المسعى فنادت: "هل في الوادي من أنيس؟" فغاب عنها إسماعيل، فصعدت على الصفا ولمع لها السراب في الوادي وظنت أنه ماء فنزلت في بطن الوادي وسعت فلما بلغت المروة غاب عنها إسماعيل، ثم لمع لها السراب في ناحية الصفا وهبطت إلى الوادي تطلب الماء فلما غاب عنها إسماعيل عادت حتى بلغت الصفا فنظرت إلى إسماعيل، حتى فعلت ذلك سبع مرات فلما كان في الشوط السابع وهي على المروة نظرت إلى إسماعيل وقد ظهر الماء من تحت رجليه فعدت حتى جمعت حوله رملا وكان سائلا فزمته بما جعلت حوله فلذلك سميت زمزم،.
وكانت قبيلة جرهم نازلة بذي المجاز وعرفات فلما ظهر الماء بمكة عكفت الطيور والوحوش على الماء فنظرت جرهم إلى تعكف الطير على ذلك المكان فاتبعوها حتى نظروا إلى امرأة وصبي نزول في ذلك الموضع قد استظلوا بشجرة قد ظهر لهم الماء فقال لهم كبير جرهم: "من أنت وما شأنك وشأن هذا الصبي؟"، قالت: "أنا أم ولد إبراهيم خليل الرحمن وهذا ابنه أمره الله أن ينزلنا ها هنا"، فقالوا لها: "أتأذنين أن نكون بالقرب منكم؟" فقالت: "حتى أسأل إبراهيم"، فزارهما إبراهيم يوم الثالث فاستأذنته هاجر ببقاء قبيلة جرهم، فقبل بذلك، فنزلوا بالقرب منهم وضربوا خيامهم وأنست هاجر وإسماعيل بهم، فلما زارهم إبراهيم في المرة الثانية ونظر إلى كثرة الناس حولهم سر بذلك سرورا شديدا.
عاش إسماعيل وأمه مع قبيلة جرهم إلى أن بلغ مبلغ الرجال، فأمر الله إبراهيم أن يبني البيت الحرام في البقعة حيث أنزلت على آدم القبة، فلم يدر إبراهيم في أي مكان يبني البيت، كون القبة سالفة الذكر استمرت قائمة حتى أيام الطوفان في زمان نوح فلما غرقت الدنيا رفعها الله، وفق المعتقد الإسلامي،فبعث الله جبريل فخط لابراهيم موضع البيت وأنزل عليه القواعد من الجنة، فبنى إبراهيم البيت ونقل إسماعيل الحجر من ذي طوى، فرفعه في السماء تسعة أذرع. ثم دله على موضع الحجر الأسود، فاستخرجه إبراهيم ووضعه في موضعه الذي هو فيه وجعل له بابين: بابا إلى المشرق وبابا إلى المغرب، فالباب الذي إلى المغرب يسمى المستجار، ثم ألقى عليه الشيح والأذخر وعلقت هاجر على بابه كساء كان معها فكانوا يكونون تحته، فلما بناه وفرغ حج إبراهيم وإسماعيل ونزل عليهما جبريل يوم التروية لثمان خلت من ذي الحجة، فقال: "يا إبراهيم قم فارتو من الماء"، لأنه لم يكن بمنى وعرفات ماء فسميت التروية لذلك، ثم أخرجه إلى منى فبات بها ولما فرغ إبراهيم من بناء البيت قال: "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ [البقرة : 126]
أخذ المؤمنون برسالة إبراهيم وإسماعيل ومن خلفهما من الأنبياء يحجون إلى الكعبة سنويا، واستمر الأمر على هذا المنوال حتى انتشرت الوثنية بين العرب أيام سيد مكة عمرو بن لحي الخزاعي، الذي يعتبر أول من أدخل عبادة الأصنام إلى شبه الجزيرة العربية، وغير دين الناس الحنيفي.
 وقام العرب مع مرور الزمن بنصب الأصنام والأوثان الممثلة لآلهتهم حول الكعبة، وأخذت بعض قبائل مكة تتاجر بها، فسمحت لأي قبيلة أو جماعة أخرى، بغض النظر عن دينها أو آلهتها، أن تحج إلى البيت العتيق. استمر بعض الأحناف والمسيحيون يحجون إلى الكعبة بعد انتشار الوثنية، وبعد بعثة محمد بتسع سنوات، أو عشر، فرض الحج على من آمن بدعوته ورسالته، وذلك في سورة آل عمران: ﴿ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا﴾. لم يحج المسلمون إلى مكة قبل عام 631، أي سنة فتحها على يد الرسول محمد، الذي دمر كافة الأصنام والأوثان، وطاف بالكعبة هو ومن معه وأدوا كافة المناسك الأخرى التي استقرت منذ ذلك الحين على هذا النحو.
شروط الحج خمسة:-
1. الإسلام بمعنى أنه لا يجوز لغير المسلمين أداء مناسك الحج.
2. العقل فلا حج على مجنون حتى يشفى من مرضه.
3. البلوغ فلا يجب الحج على الصبي حتى يحتلم.
4.الحرية فلا يجب الحج على المملوك حتى يعتق.
5.  الاستطاعة بمعنى ان الحج يجب على كل شخص مسلم قادر ومستطيع بدليل قول الله تعالى "وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ [آل عمران : 97] ولقول رسول الله ." وحج البيت من استطاع إليه سبيلا»
 الإحرام " " إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى "
الإحرام للحج والعمرة كالوضوء والتكبير بالنسبة للصلاة. فكما لا يستطيع العبد بدء الصلاة من غير أن يكون متوضئا فهو لا يستطيع البدء في الحج أو العمرة من غير أن يكون محرما. والإحرام هو الامتناع عن ما يسمى ( محظورات الإحرام):وهي :-
التعطر - قص الشعر والأظفار - لبس المخيط وتغطية الرأس بملاصق لها (للرجال) - لبس النقاب والقفازين (للنساء) - المباشرة أو الجماع - صيد البر - عقد النكاح.
وللإحرام مواقيت مكانية (حدود) يجب ألا يتخطاها الحاج أو المعتمر إلا وهو محرم.  وكذلك له مواقيت زمانية بالنسبة للحج فقط , فلا تستطيع الإحرام بالحج إلا في أشهر الحج فقط وهي: شوال وذو القعدة وذو الحجة. أما العمرة فتستطيع الإحرام بها طوال العام. وبقيامك بالإحرام تكون قد بدأت في الحج أو العمرة وحرمت عليك محظورات الإحرام. لذلك فأول شيء تبدأ به الحج أو العمرة هو الاستعداد للإحرام: بأن تقوم بالتنظف والاغتسال والتطيب ، ثم تتخلى عما تلبس من مخيط وتمتنع عن باقي (محظورات الإحرام). ثم تبدأ في حجك أو في عمرتك بالنية وتجهر بها بأن تقول: 'لبيك اللهم حجا' أو 'لبيك اللهم عمرة' أو 'لبيك اللهم حجا وعمرة' وهذا التلفظ بالنسبة للحج أو العمرة مثل التكبير بالنسبة للصلاة.
وبهذا تكون قد دخلت في حجك أو عمرتك وتبدأ التلبية وتستكمل باقي الأعمال.
خطوات الحج ومناسكه :-
1.الاحرام :- من الميقات خلال أشهر الحج (من أول شوال وحتى التاسع من ذي الحجة).يبدأ الحج بـ (الإحرام)  البدء في الحج بأن يقول: 'لبيك اللهم حجا' ويجهر بها،
2. التلبية :- فور إحرامك تبدأ في التلبية بقولك جهرا " لبيك اللهم لبيك ..."، ولا تتوقف عن التلبية إلا بعد رمي جمرة العقبة الكبرى في يوم النحر (يوم عيد الأضحي).
3.طواف القدوم :- يكون هذا الطواف بعد الوصول إلى مكة المكرمة حيث تقصد المسجد الحرام لتطوف بالبيت سبعة أشواط، ثم المكوث بمكة حتى يوم الثامن من ذي الحجة (يوم التروية).
4.التروية :- في يوم الثامن من ذي الحجة (يوم التروية): التوجه صباحا إلى منى للمكوث بها والمبيت بها. ثم في صباح اليوم الثامن من ذي الحجة (ويسمي يوم التروية) تتوجه إلى منطقة (منى) وهي منطقة مجاورة لمكة المكرمة وتقضي اليوم هناك وتبيت هناك وتصلي الصلوات هناك في مواقيتها قصرا دون جمع.
الحجاج في يوم التروية

5.الوقوف بعرفة :- في يوم التاسع من ذي الحجة (يوم عرفة): التوجه من منى الى عرفة صباح يوم عرفة والمكوث بها حتى الغروب. (الوقوف بعرفة).حيث تتوجه بعد الشروق إلى منطقة (عرفة) وهي مجاورة لمكة أيضا ولكن بعد منطقة (مني) بعدة كيلو مترات. وتصلي الظهر والعصر جمعا وقصرا بمسجد نمرة (وهو على حدود عرفة جزء منه فيها وجزء منه خارجها) وتقضي اليوم بعرفة حتى غروب الشمس في دعاء وذكر وابتهال إلى الله تعالى.
6.المبيت بمزدلفة :-  بعد غروب شمس اليوم التاسع من ذي الحجة (يوم عرفة) تنطلق إلى منطقة (مزدلفة) وهي منطقة بين (منى) و (عرفة) ، وتصلي فيها المغرب والعشاء جمعا وقصرا وتبيت الليلة هناك حتى الفجر (وقد رخص النبي صلى الله عليه وسلم للنساء والعجزة في الإفاضة الى المسجد الحرام بعد نصف الليل).
7.  رمي الجمرة الكبرى والذبح والحلق وطواف الإفاضة: بعد صلاة الفجر يوم العاشر من ذي الحجة (ويسمى يوم النحر أو يوم الحج الأكبر) وهو يوم عيد الأضحى المبارك : تتوجه من منطقة (مزدلفة) إلى منطقة (منى) حيث توجد الجمرات الثلاثة. وتأخذ معك عدد (7) حصيات بحجم حبة الفول تقريبا : حيث تقوم برمي الجمرة الكبرى (وتسمى جمرة العقبة) ، ثم تقوم بذبح الهدي ،ثم تقوم بحلاقة رأسك أو تقصير شعرك (والحلاقة أفضل طبعا) وبالنسبة للنساء تقص من شعرها قدر أنملة - وبذلك تكون تحللت من إحرامك التحلل الأول (الأصغر) فتحل لك كل محظورات الإحرام إلا النساء - ثم تتوجه إلى البيت الحرام فتطوف بالكعبة المشرفة سبعة أشواط وهو طواف الحج (ويسمى طواف الإفاضة أو طواف الزيارة أوطواف الحج أو طواف الركن) ، ثم تصلى ركعتين وراء مقام إبراهيم أو في أي مكان من الحرم الشريف ، ثم تتوجه إلى الصفا فتبدأ السعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط تبدأ من الصفا وتنتهي عند المروة. ثم تعود إلى منطقة (منى) للمبيت هناك.
8. المبيت بمنى ورمي الجمرات الثلاث في أيام التشريق الثلاثة: بعد صلاة الظهر من يوم الحادي عشر من ذي الحجة (ويسمى يوم القر أو اليوم الأول من أيام التشريق الثلاثة) تتوجه إلى الجمرات آخذا معك عدد (21) حصاة فترمي الجمرة الصغرى بسبعة حصيات ، ثم تدعو الله عز وجل دعاء طويلا ، ثم ترمي الجمرة الوسطى بسبعة حصيات، ثم تدعو الله عز وجل دعاء طويلا ، ثم ترمي الجمرة الكبرى (جمرةالعقبة) بسبعة حصيات  ثم تنصرف. وتمكث اليوم في (منى) وتبيت بها.
9.في اليوم الثاني عشر من ذي الحجة (وهو اليوم الثاني من أيام التشريق ويسمى يوم النفر الأول) تفعل نفس ما فعلته في اليوم الحادي عشر من ذي الحجة. ثم تعود الى (منى) للمبيت بها إلا إذا كنت متعجلا فتقوم بعد الرمي بالتوجه الى المسجد الحرام لتطوف طواف الوداع ثم تتوجه راجعاً إلى بلدك.
10.إذا لم تكن متعجلا فإنك في اليوم الثالث عشر من ذي الحجة وهو اليوم الثالث من أيام التشريق ويسمى (يوم النفر الثاني) تفعل نفس ما فعلته في اليوم الثاني عشر ولكن لا تبقى للمبيت بمنى وإنما بعد انتهاءك من رمي الجمرات تتوجه إلى البيت الحرام بمكة المكرمة فتطوف بالكعبة سبعة أشواط طواف الوداع وتجعله آخر عهدك بالبيت الحرام ومكة المكرمة فلا تفعل شيئا بعده في مكة من بيع أو شراء أو زيارات.
مراحل رحلة الحج

    وبذلك تكون قد اتممت أعمال حج بيت الله الحرام.
أعمال العمرة:-
العمرة لا تتضمن سوى: الإحرام والطواف والسعي ثم الحلق أو التقصير. وتكون في اي وقت من العام.
1.الإحرام (مثل احرام الحج) ويمكن الإحرام في أي يوم من أيام السنة وليس في اشهرالحج فقط ، ويتم الإحرام أيضا من المواقيت أو الحدود المكانية مثل الحج ، بحيث يجب عليك ألا تتخطى تلك المواقيت أو الحدود ألا وأنت محرم
وبمجرد التلفظ بنية الاحرام يحرم على المعتمر جميع محظورات الإحرام. ويكون المعتمر قد بدأ في العمرة.
2.التلبية: وفور إحرامك تبدأ في التلبية وتستمر فيها وتتوجه الى البيت الحرام ، ولا تتوقف عن التلبية إلا بعد استلامك للحجر الأسود(أو الاشارة إليه) وبدأ الطواف.
 
3.الطواف: بعد الوصول الى مكة تتوجه إلى البيت الحرام فتطوف بالكعبة المشرفة سبعة أشواط تبدأ من الحجر الأسود أو بمحاذاته وتنتهي عنده ، وتكون مضطبعاً (أي كاشفا كتفك الأيمن) خلال الطواف ، وتقوم بالرمل (أي سرعة المشي مع مقاربة الخطوات) خلال الأشواط الثلاثة الأولي ، ثم تصلى ركعتين وراء مقام إبراهيم أو في أي مكان من الحرم الشريف سنة الطواف.
 
4.السعي:ثم تتوجه إلى الصفا فتبدأ السعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط تبدأ من الصفا وتنتهي عند المروة ، حيث تصعد على الصفا وتدعو ثم تبدأ السعي ثم تدعوا عند المروة ثم تواصل السعي. وبالنسبة للرجال فإنهم يهرولون في المسافة بين العلامتين الخضراوين في المسعى. أما المرأة فلا تهرول.
 
5.الحلق أو التقصير: ثم تقوم بحلاقة رأسك أو التقصير. والحلاقة أفضل طبعا لدعاء النبي ثلاثة مرات بالمغفرة للمحلقين. وبالنسبة للنساء تقص من شعرها قدر أنملة فقط.
 وبذلك تكون قد تحللت من إحرامك وأتممت أعمال العمرة
منظر عام لمزدلفه
 توضيح كيفيات قيام المسلم بالعمرة مع الحج
(أنواع النسك):-
يمكن للمسلم أن يقوم بالحج فقط أو أن يقوم بعمرة مع قيامه بالحج:فإذا اراد القيام بالحج فقط (الإفراد) ، فإنه يقوم بالحج كما هو مبين بالبند (ثالثا) أعلاه ، وفي هذه الحالة يسمي (مفردا) أي أنه أفرد الحج أي انه يحج فقط ولا يقوم بعمرة مصاحبة لهذا الحج ولذلك تسمى هذه الطريقة أو النسك بـ (الإفراد). وفي حج الإفراد لا يجب ذبح هدي على الحاج.أما إذا أراد المسلم القيام بعمرة مع قيامه بالحج فإن أمامه أحد خيارين للقيام بذلك:الاول: القيام بالحج والعمرة معا مقترنين ، ويسمى (القران):وهو القيام بالعمرة والحج معا: فيكون طواف العمرة وسعيها هما في نفس الوقت طواف القدوم وسعي الحج ، فهو يطوف ويسعى للعمرة والحج معا ، ثم لا يتحلل بعدهما ولا يحلق وإنما يظل على إحرامه حتى يجيء يوم الثامن من ذي الحجة(يوم التروية) فيتوجه إلى منى (بدون إحرام جديد) ويقوم بجميع أعمال الحج ماعدا سعي الحج ، إلا إذا كان قد أجل السعي إلى ما بعد طواف الإفاضة فيسعى بعده في يوم النحر ثم يكمل باقي أعمال الحج. وفي هذه الطريقة أو النسك يجب على الحاج ذبحهدي واجب.الثاني: القيام بالحج والعمرة ولكنهما منفصلان (التمتع):فيقوم بالعمرة خلال أشهر الحج أولا ثم بعد إتمامها والتحلل منها يقوم بالحج وتسمى هذه الطريقة أو النسك بـ (التمتع بالعمرة إلى الحج). وفيها يقوم بالعمرة كاملة من طواف وسعي وحلق ثم بعد الانتهاء من جميع أعمالها يتحلل منها ويحلق شعره أو يقصره ، ثم يبقى في مكة متحللا حتى اليوم الثامن من ذي الحجة (يوم التروية) ليقوم بالإحرام بالحج ويبدأ في أعمال الحج كاملة كما هو موضح بالبند (ثالثا) أعلاه. غير انه لا يطوف طواف القدوم حيث انه سبق له الطواف عند قدومه للعمرة (والذي يسمى طوافالعمرة) ويجزئه عن طواف القدوم.وهذه الطريقة تسمى 'التمتع بالعمرة إلى الحج' أي انك قمت بالعمرة ثم تحللت من الإحرام وظللت متمتعا حتى موعد الحج (الثامن من ذي الحجة) ثم تحرم للحج وتقوم بالحج. وفي هذه الطريقة أو النسك يجب على الحاج ذبح هدي واجب.
اعداد الاضحية

والثلاث طرق السابقة هي ما يطلق عليه العلماء أنواع النسك الثلاثة: الإفراد والقران والتمتع.
فضل الحج :-
وردت عن النبي محمد العديد من الأحاديث النبوية التي تتحدث عن فضل أداء مناسك الحج وعن الثواب الذي يجنيه المسلم جراء أداء هذا الركن من أركان الإسلام؟ومن أبرز هذه الأحاديث:
1.  ما ورد في سنن الترمذي عن عبد الله بن مسعود أنه قال: أن رسول الله قال: « تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة»
رسم تخيلي لهاجر وإسماعيل في البرية.

2.  وما ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة أنه قال: "أن رسول الله سئل أي العمل أفضل؟ فقال: « إيمان بالله ورسوله». قيل: ثم ماذا؟ قال: « الجهاد قي سبيل الله». قيل: ثم ماذا؟ قال: « حج مبرور»".
3. وما ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة أنه قال: سمعت رسول الله يقول: « من حج، فلم يرفث ولم يفسق، رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه».
4. وما ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة أنه قال: أن رسول الله قال: « العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة»
.5.وما ورد في سنن النسائي عن أبي هريرة أنه قال: أن رسول الله قال: « جهاد الكبير والضعيف والمرأة: الحج والعمرة».
6.وما ورد في صحيح البخاري عن عائشة أنها قالت: قلت لرسول الله "يا رسول الله، نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد؟ قال: « لكن أفضل من الجهاد حج مبرور».
7. وما ورد في صحيح مسلم عن عائشة أنها قالت: أن رسول الله قال: « ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة»

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق