السبت، 20 نوفمبر 2021

الاعجاز القراني في المخدرات والمسكرات

  

  إعداد الباحث : عطية مرجان أبوزر
الحمد لله رب العالمين والصلاة على خاتم النبيين والسلام على الأنبياء جميعهم والمرسلين المُكرمين وبعد:

 حرم الله تعالى بعض الطعام والشراب على الإنسان المسلم خاصة حبا به ومنعا لضرره لان الإسلام حرم الضرر والضرار على المسلمين,وان كان القرآن الكريم لم يفصل في بيان الأسباب لكل تحريم فقد خاطب عقل المسلم داعيا إياه للتدبر العلمي والعقلي في تلك الأسباب حيث قال تعالى : "أفلا يتدبرون القران أم على قلوب إقفالها" (محمد:24)- ومما حرمه الإسلام على المسلمين من الشراب (الخمر) و في ذلك جاء ذكر الخمر في القران ست مرات :
    يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ [البقرة : 219]
    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) المائدة 91.

     
    إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ [المائدة : 91]
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [المائدة : 90]
    وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً... [يوسف : 36]
    مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ ...[محمد : 15]
    وقد قال صلى الله علية وآله وصحبه وسلم في الخمر أيضا : (ما أسكر كثيرة فقليله حرام)
    الأصل في معنى كلمة (خمر) في لغة العرب هو: من الخمار لما تغطي به المرأة رأسها، أي الستر، و سمي به لأنه يستر العقل و لا يدعه يميز الحسن من القبح و الخير من الشر.
     أدرك الإنسان منذ القدم مضار الخمر العامة على سلوك الإنسان وعلى صحته سواء في المعدة أو الأمعاء و الكبد أو العقل و سلسلة الأعصاب و الشرايين و القلب و البصر و الذوق و غيرها مما قال فيه العلماء والأطباء الكثير, وفي هذه الخاطرة سنعرض لأخر ما توصل إلية العلم الحديث حول مضار قليل الخمر لنبين الإعجاز العلمي للقرآن الكريم في هذه القضية.
    الخمر المعروف اليوم هو ما يسمى :- المشروبات الكحولية أو المشروبات الروحية هي المشروبات التي تحتوي على نسبة معينة من الكحول وقد تكون مخمرة (مثل البيرة) أو مقطرة (مثل الويسكي)، سواء كان مصدرها الفواكه، مثل العنب والتمر والزبيب والتفاح والإجاص أو من الحبوب: كالحنطة، والشعير، والذرة.. أو العسل، والبطاطس، والنشا والسكر. والمركب الرئيسي في الخمر هو الكحول الإيثيلي (C_2H_5OH) أو الإيثانول الاسم العلم للكحول وهو سائل طيار عند الحرارة العادية، أقل كثافة من الماء ويختلط بالماء بجميع النسب، كما أنه لاذع الطعم قابل للاشتعال.
    الإيثانول (CH3CH2OH)، هو المكون الفعّال في المشروبات الكحولية، ومن أجل الاستهلاك يتم تكوينه بطريقة التخمر - أي أيض الكربوهيدرات عن طريق بعض الأصناف من الخمائر في حالة انعدام الأكسجين. طريقة زرع الخمائر في ظروف مولدة للكحول تسمى بالتخمر. نفس العملية تنتج ثنائي أكسيد الكربون في نفس الموقع، ويمكن استخدامها في المشروبات الغازية في البيوت، ولكن تترك هذه الطريقة آثار خميرة وفي المصانع تتم عملية صنع المشروبات الغازية بصورة منفصلة.
    المشروبات التي تحتوي على أكثر من 50% إيثانول للحجم تكون قابلة للاشتعال بسهولة. والتي تحتوي على أكثر بكثير يمكن اشتعالها بتعريضها للحرارة بدون لهب، كوضع المشروب الكحولي في كأس شوت دافيء.
    في الكيمياء، الكحول هي كلمة عامة لأي مركب عضوي يحتوي على المجموعة الوظيفية OH والتي ترتبط بذرة كربون، وهي التي ترتبط بدورها لذرات أخرى من الكربون والهيدروجين. الكحول الأخرى مثل بروبيلين غليكول وكحول السكر قد تظهر في الطعام والمشروبات بصورة معتادة، ولكن لا تجعلهم "كحوليات". ميثانول(كربون واحد)، والبروبانول (3 كربونات) والبيوتانول هم كلهم كحولات متواجدة بصورة عامة، ولكن لا يجب أن يتم استهلاك أي منهم كشراب لأنهم يعتبرون سامين.
    يمكن للبشر أيض الإيثانول كمغذي توفير-الطاقة حيث يمكن أيضه إلي أسيتالديهايد وبعدها إلى حمض الأسيتيك والذي يمكن بدوره بمساعدة كوإنزيم أ أن ينتج أسيتيل كو أ وهي الذي يحمل نصف-الأسيتيل إلى دورة حمض الستريك الذي يزود طاقة عن طريق أكسدة نصف-الأسيتيل إلى ثنائي أكسيد الكربون.
    عند مقارنته مع الكحولات الأخرى، للإيثانول قابلية تسميم قليلة جداً، مع أقل جرعة قاتلة معروفة في الإنسان بمقدار 1400مغم/كغم وLD50 بمقدار 9000مغم/كغم (فموية، جرذ). بالرغم من ذلك بإن خطر حوادث الجرعة الزائدة للكحول هو أعلى بالنسبة للنساء، ذوي الوزن القليل، والأطفال. هؤلاء الأشخاص لديهم كمية ماء أقل في جسدهم لذا فيصبح تركيز الكحول فيه أعلى. تركيز الكحول في الدم بمقدار 50 إلى 100 مغم/دسلتر يمكن اعتبارها سكر قانوني (تختلف القوانين بين البلدان والولايات). نسبة التأثير هي 22 مغم/دسلتر.
    تؤثر الكحول أيضاً على مستقبلات حمض غاما أمينوبوتيريك (GABA)، الذين يؤدوا إلى عمل تأثير الكآبة.
    الإفراط من تناول الكحول يؤدي إلى تسمم متأخر بسبب السكرة يسمى بصداع الكحول، بالإنكليزية Hangover (وباللاتينية crapula). العديد من العوامل تؤثر على ذلك، من ضمنه تحويل الإيثانول إلى أسيتالديهايد.بالإضافة إلى الجفاف. يبدأ صداع الكحول بعد أن يختفي تأثير الهذيان الكحولي، عادة في الليل أو في النهار بعد شرب المشروبات الكحولية. ولكن، حتى عندئذ، قد تكون نسبة الكحول في الدم عالية جداً وأعلى من الحدود الموضوعة لسائقي السيارات ومستخدمي الأدوات الخطرة. صداع الكحول يختفي خلال اليوم. يوجد هناك العديد من العلاجات (معظمها علوم زائفة) التي تدعي أنها تستطيع "علاج صداع الكحول". ولكن بالرغم من ذلك، تبقى قيادة السيارة خطرة بعد العلاج لفترة وقتية.
    قد يؤثر الكحول في غدد الجسم ويتسبب الاضطراب لها وللقلب. كم قد يسبب الخمر احتقان الجهاز التناسلي
    المضار  الأخلاقية:
    فهو يشوه الأخلاق عامة ويدفع بالإنسان إلى الفحش، و الإضرار بالذات وبالناس وارتكاب الجنايات، و القتل، و إفشاء السر، و هتك الحرمات، و إبطال جميع القوانين و النواميس الإنسانية التي بنيت عليها أساس سعادة الحياة، و خاصة ناموس العفة في الأعراض و النفوس و الأموال، فلا عاصم من سكران لا يدري ما يقول و لا يشعر بما يفعل. 
    سنتعرض أولا لفهم قوله تعالى: (قل فيهما إثم كبير) فالإثم يقارب الذنب , و هو حال في العقل يبطئ الإنسان عن نيل الخيرات ولعله الذنب الذي يفسد سعادة الحياة. 
    و لم يزل الناس بقريحتهم الحيوانية يميلون إلى لذائذ الشهوة فتشيع بينهم الأعمال الشهوانية أسرع من شيوع الحق و الحقيقة ولذلك فأن الله سبحانه شرع فيهم ما شرع من الأحكام على سبيل التدريج، و كلفهم بالرفق و الإمهال فلم تحرم الخمر على المسلمين في بداية الأمر إلا تدريجيا حيث حرمها الله تعالى حين الصلاة بقوله جل وعلا: (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة و أنتم سكارى)النساء – 43-
    ثم وبعد أن امتنع المصلون عن ذلك جاء التحريم النهائي كما في قوله تعالى: «قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها و ما بطن و الإثم و البغي بغير الحق:» الأعراف – 33- حرم في هذه الآية الإثم تحريما صريحا وكان قد ذكر في الآية السابقة ان الخمر هو أثم كبير… «و يسألونك عن الخمر و الميسر قل فيهما إثم كبير…» إلى قوله تعالى: "فهل أنتم منتهون»؟؟؟ ولعل شرب الخمر الموصوف بالإثم الكبير يساوي الإثم العظيم (الشرك بالله) لقوله تعالى:«و من يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما:» النساء – 47-
    يحاول بعض المجتهدين تذليل التحريم الصريح استدلالا بقوله تعالى" ..فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما اكبر من نفعهما.." فالاستدلال بالنفع يمكن من منح بعض التصريح في رأيهم ؟؟ رغم أنالآية الكريمة صريحة الدلالة على الإثم و هي مدنية قد سبقتها في النزول آية الأعراف المحرمة للإثم صريحا وعلية فلا يبقى عذر لمن علم بالتحريم في آية مكية حتى يجتهد في آية مدنية!. 
    على أن آية الأعراف تدل على تحريم مطلق الإثم و هذه الآية قيدت الإثم بالكبر و لا يبقى مع ذلك ريب لذي ريب في أن الخمر فرد تام و مصداق كامل للإثم لا ينبغي الشك في كونه من الإثم المحرم، و قد وصف القرآن القتل و كتمان الشهادة و الافتراء و غير ذلك بالإثم و لم يصف الإثم في شيء من ذلك بالكبر إلا في الخمر و في الشرك حيث وصفه بالعظم في قوله تعالى: «و من يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما:» و بالجملة لا شك في دلالة الآية على التحريم.
    وقوله تعالى "فهل أنتم منتهون» في ذيل الآية 91 يدل على أن المسلمين لم يكونوا منتهين بعد نزول آية البقرة عن شرب الخمر و لم يجتنبوه نهائيا, حتى نزل قوله تعالى"فهل أنتم منتهون»؟؟؟ وفي الآثم والأثيم بيان كثر في آيات القرآن الكريم لبيان كبر الإثم وارتكابه فقد قال تعالى :«إن شجرة الزقوم طعام الأثيم كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم ذق إنك أنت العزيز الكريم:» الدخان – 49- 
    فماذا يقول العقل البشري والعلم الإنساني الحديث في آخر دراسة عن هذا الإثم الكبير وعن تناول القليل منه ؟
    في دراسة أجرتها الدكتورة Sarah Lewis من قسم الطب الاجتماعي بجامعة بريستول وجدت علاقة قوية بين تناول الخمر وبين ارتفاع ضغط الدم، وقالت إن شرب الخمر يؤثر على ضغط الدم أكثر بكثير مما كنا نتصور سابقاً.
    وقد أكد عدد من الباحثين أن الإنسان حتى لو تناول كمية قليلة من الخمر فإن ذلك سيؤثر سلباً على صحته ويؤدي تدريجياً إلى ارتفاع في ضغط الدم، والذي يسبب الموت المفاجئ لصاحبه إن لم يتخلص من تعاطي الخمر نهائياً.
    تقول الدكتور سارة:إن هذه الدراسة تظهر أن استهلاك الخمر ربما يزيد ضغط الدم لحدود كبيرة جداً أكثر مما كنا نعتقد وحتى لو شرب الإنسان الخمر بكميات قليلة. ويؤكد الباحثون أن الإنسان إذا تناول الخمر ولو كمية قليلة منه ثم تركه سيتبقى في جسده كمية من الخمر لا تزول إلا بعد عشرات الأيام؟؟؟ ولم يحدد الباحثون بالضبط كم يبقى الخمر في خلايا الإنسان بعد تناوله؟؟؟ ولا توجد دراسات دقيقة حول ذلك في العلم الحديث؟؟؟ 
    وما يعجز عنه العلم الحديث يفسره النبي الأمي بصراحة فيقول: "شارب الخمر لا يقبل الله له صلاة أربعين يوماً" فسبحان الله! كأن النبي الكريم قد اجري التجارب العلمية على جسد الإنسان وعلم بالمخبر والأجهزة الحديثة أن تأثيرات الخمر لا تنتهي من الجسم إلا بعد أربعين يوما ؟؟؟
    هذا هو الإعجاز المتحدي لعلماء القرن الحادي والعشرين….فهذا هو العلم يأتي دائماً ليشهد على صدق هذا الدين الحنيف، وأن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم عندما نهى عن شرب الخمر أو أي شيء مسكر، فإنه كان على حق، وصدق الله عندما قال في حقه: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) [النجم: 3-4].فهل علم العلماء وأطباء العصر أن الخمر لا يزول من جسم الإنسان نهائيا إذا توقف عن شربة قبل 40 يوما وهي المدة الزمنية التي حددها رسول الله صلى الله علية وآله وصحبه وسلم لطهارة الجسم من الخمر وقبول صلاته 
    فهل يرسم الراسمون النرويجيون صورا هازئة لذاتهم ولعلمائهم بدل أن يرسموا صورا مسيئة لهذا النبي الأعلم منهم جميعا 
    الكحول في الديانات :-
    لقد تعددت نظرة الأديان إلى الكحول، فمن المعروف أن الأديان التي ظهرت قبل الأديان الإبراهيمية الثلاث، لم تلحظ تحريمًا محددًا للخمر، وسوى ذلك فإن الديانات الإغريقية والرومانية، قد احتوت قائمة الآلهة لديها على إله مخصوص للخمر، يطلق عليه عادةً اسم باخوس، ونرى الكتابات الدينية لدى الإغريق والرومان تدل أن الكحول تساعد في تقوية الشهوة الجنسية والخصوبة؛ بعض الديانات الأخرى تضع قيود على استخدام الكحوليات مثل السيخية والماهايانا البوذية وبعض طوائف الهندوسية.
    في اليهودية
    إن الشريعة اليهودية التي سنّها موسى، سيّما شريعة المسموحات والمحظورات من الطعام والشراب، هي مذكورة في سفر اللاويينوفي سفر تثنية الاشتراع ولا يوجد ذكر للخمر فيها، إلا أن التشريع منع من نذر نذرًا للرب خلال فترة نذره في شرب الخمر أو من نذر حياته بكاملها له، الكهنة مثلاً، طوال فترة حياتهم أو خلال فترة الصوم، وسوى ذلك لا يوجد(تحريم) للخمور بل هناك عدة آيات تدل على أن الشعب اليهودي قد اعتاد شرب الخمر، خصوصًا في احتفالات عيد الفصح اليهودي.
    في المسيحية
    لا تحرّم المسيحية أي نوع من الطعام أو الشراب وفيما يخص الخمر، نرى أن المسيح نفسه وتلاميذه قد شربوا الخمر وكانت أولى العجائب التي اجترحها المسيح حسب الأناجيل، أنه قد حوّل الماء إلى الخمر عندما نفِذ في عرس قانا الجليل ، وفي اليوم الأخير من حياته الأرضية، أخذ كأس الخمر وقدمها للتلاميذ قائلاً، هذا هو دمي وهذا أساس القداس الإلهي الذي لا يزال المسيحيون يقيمونه إلى يومنا هذا؛ لكن المسيحيّة حذرت بشدة من الانغماس في الشهوات، ومنها الانغماس في شرب الخمر أو السُكر بل نرى بولس الرسول ينصح تلميذه باستعمال القليل من الخمر كدواء للمعدة أما فيما يخص رجال الدين، فقد حرّمت الكنيسة الأرثوذكسيّة على رجال الدين شرب الخمر، استنادًا إلى نظرة العهد القديم (التسمية المسيحية للتوراة اليهودية) حول الموضوع، بينما يسمح الكاثوليك وأغلب البروتستانت بذلك، استنادًا إلى توصيات الأناجيل فيما يخصّ الرعاة والكهنة، إذ يطلب من الراعي أن لا يكون مدمنًا للخمر، وليس غير شارب له؛ غير أنّ بعض الكنائس الرديكاليّة البروتستانتية في الولايات المتحدة، تحرم الخمر أو تدعو للابتعاد عنه.
    في الإسلام
    ويعتبر الخمر في الإسلام محرمًا تحريمًا مطلقًا، ويدعى في الفقه الإسلامي التقليدي، بأم الخبائث وقد تمّ تحريمها استنادًا إلى عدد من الآيات الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية وذلك على عدة مراحل، المرحلة الأولى تذكر بأن للخمر إثم ومنافع والمرحلة الثانية تبدأ مع الآية الواردة في سورة النساء بمنع أداء شعائر الصلاة في حالة السكر، أما المرحلة الثالثة، وهي الحاسمة، تشمل تحريمًا مطلقًا:"يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه" ولا يتوقف الفقه الإسلامي عند تحريم شرب الخمر، بل تنزل عقوبة ثمانين جلدة، في حال ضبط أحدهم يشرب خمرًا " وهو تعزير من علي بن أبي طالب باعتبار أن شارب الخمر قد يتفوه بما يعتبرا قذفاً ، لكن كثيرًا من الدول ذات الغالبية المسلمة كسوريا، مصر، تركيا وإندونيسيا، تسمح بتداول الخمور وإنتاجها بعكس بعض الدول الأخرى كالسعودية و إيران والسودان التي تمنع تداول وإنتاج الخمر، أما الإمارات العربية المتحدة فتسمح بتداول الخمور لغير المسلمين فقط؛ بيد أن هذا التحريم، وفي جميع الدول والمناطق، لا يشمل الأدوية التي تحتوي على نسب قليلة من الكحول

    في معظم الدول، لا يسمح بشراء الكحول إلى حد عمر معين كما هي الحالة مع التدخين. في أوروبا، يكون هذا العمر عادة 18، أما في الولايات المتحدة فهو 21. في اليابان هو 20.عاما


    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق