السبت، 27 نوفمبر 2021

الاعجاز القرآني الكامن في سورة الناس العجيبة The Quranic miracle inherent in Surat Al-Nas wonderful


                                                                                                             عطية مرجان ابوزر

تعريف سورة الناس :- من قصار سور القران، وهي آخر سورة في الجزء الثلاثين وآخر سورة في القرآن الكريم من حيث الترتيب لا النزول وكلماتها 20 كلمة جاءت فيها كلمة الناس 5 مرات , بدأت بأمر رباني صريح لنبيه أن " قل يا محمدا للناس".
كلماتها :
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2)إِلَهِ النَّاسِ(3)مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ(4)الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ(5) مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ(6) 
 2. هي سورة  مكية، 
3. عدد آياتها ست، نزلت بعد سورة الفلق .
4. ترتيبها في النزول السورة رقم21
5. .ترتيبها في المصحف رقم 114
6. سبب النزول :- قيل أن سبب نزول هذه السورة كان بسبب او بمناسبة ما كان من قصة لبيد بن الأعصم الذي سحر رسول الله في مشط بإحدى عشر عقدة, فأنزلت عليه المعوذتان, فجعل كلما قرا آية انحلت عقدة ووجد في نفسه خفة محمد حتي انحلت العقدة الأخيرة فقام فكأنما نشط من عقال.
ونعتقد والله اعلم بالحق انه ليس لسور القرآن أو آياته أسباب نزول تجعل من السورة أو الآية محددة بسبب النزول مما يفقدها سبب الاستمرارية حتى قيام الساعة بل ان كل اية في القرآن لها هدفها والعبرة منها فما أدراك بالأمر الرباني مثل " قل" وهذه السورة من عظام السور النافعة في الوقاية من وسوسة الشيطان وهي من السور الشافية التي يرتقي بها مرضى المسلمون " رقية شرعية"
7. اسم السورة : 
 سميت السورة بثلاث أسماء اثنتان منهما ارتبطا بسياق الحال التداولي وهما المعوذتين (الناس والفلق) والاسم الثالث "الناس" الذي ارتبط بمقتضيات التعبير. 
وسميت سورة (الناس)، لأن الناس نقطة ارتكازها، فهي تحاول تصعيد معنوياتهم، واستعلائهم على الوساوس والشكوك. فالإنسان أقوى من مصادرها، حتى ولو كانت هي (الجنة) و (الناس). لأن الله يساند القوى الخيرة، ولا يساند القوى الشريرة. 
8. موضوع السورة :-  
هو ( الوسواس ) فقد يستهين به بعض الناس ويحسبونه أمرا هينا ، وقد يقول أحدهم ليس الخوف من الوسواس والوسوسة وإنما الخوف من تخلي البعض عن التمسك والالتزام بالدين ، وغاب عن أذهان هؤلاء- ولم يجهلوا - أن أول معصية من البشر كانت عن طريق الوسوسة إذ وسوس ابليس لأبو البشرية آدم فعصى آدم ربه، قال تعالى :" فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ ..."
أما طريقة الوسوسة لادم فكانت أن " قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاَ يَبْلَى ""وقال سبحانه : " فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا "  أما الوسوسة فلا تكون من الشيطان الذي يستطيع اختراق هالته الحامية 

9.عرض لمضامين ما في سورة الناس :-
 هذه السورة من السور التربوية، التي تعالج مشكلة كبيرة من مشاكل الحياة، معالجة نفسية. فالإنسان ـ فور ما يبدأ بممارسة الحياة ـ يشعر بأنه في زحمة مواجهة شرسة ضد طاقات مخيفة، تغالبه في كل كلمة وخطوة، وتكيد له بوسائل عادية وغير عادية، ويمكن أن تصطدم به في أية لحظة. وإذا اصطدمت به، فستضعفه وتؤثر في حياته المادية و المعنوية. فالإنسان معرض للبلايا كما هو معرض للنعم التي لا تحصى وإن لا أكبر النعم قد تكون أخطر البلايا. فــ (الماء) الذي هو مادة الحياة، كم تحول إلى طوفان مدمر؟ و(الأرض) التي هي أم الإنسان، كم انخسفت فابتلعت ما فوقها ؟! وكم انفجرت براكين فأحرقت؟! وكمن اهتزت الأرض وزلزلت فنقضت ما حولها من الحياة والأحياء؟! و(الهواء) الذي لا يستغني عنه شيءٌ من الأحياء، كم اهتاج فاكتسح؟! وكمن نقل من أشعة فسمم؟! و(الحيوانات المفترسة)، و(السامة) و ـ حتى ـ الأليفة .... الخ
وعلى صعيد الناس والمجتمع فذلك الإنسان وزوجه وولده كم صبت عليهم الناس من ويلات الناس؟! من الاغراب والاقارب سواء وكم قادوه إلى المخازي والنكبات؟! وكم نغصوا عليه الحياة؟! وصدق الله القائل "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ ...  [التغابن : 14] فلا يطمئن الإنسان إلى شيء ويحاول أن يسند إليه رأسه، إلا ويتوجس تحوله إلى خطر داهم. وهو يعلم أن طاقاته محدودة فتتراقص أمامه المخاوف والأوهام. وكلما توسعت خبرته في الحياة، اكتشف مكامن جديدة للخطر. فأصبح كالأعزل في حقول ألغام، وهنا... تأتيه النجدة القرآنية :- توجيهه إلى السند الإلهي ،فاستعن به و تبديد قلقه من الاحتمالات، ابتداء بإحصاء مصادر الخوف تمهيداً لتصنيفها، وهي كما وردت في الآية :- 

1ـ القوى المستورة المشككة. كالشياطين التي تهتم بإثارة الضباب حول الخيرات، حتى لا يسعى إليها روادها.

2ـ القوى البشرية المشككة، شياطين البشر التي تحاول إجهاض المواقف البناءة، فتتستر بالمظاهر البريئة، من: حبّ الخير، والحرص على مصلحة الآخرين، والقرابة، والفن، والعلم، والدين، والوطن، والنظام... فتعمل من وراء الكواليس، فجميع مصادر الشر تتلخص في هذه الأصناف الستة. وكلها تزامل الإنسان في دائرة الخلق، و كلها متهافتة أمام ( التعوذ منهم برب الناس)، والذين اسماهم القرآن المنافقون, انهم شياطين الناس أو لم يقل فيهم ربهم جل وعلا "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً ... [الأنعام : 112]

10. فضل سورة الناس :
 يعتقد المسلمون ان هذه السورة ذات الايات السته ذات فضل عظيم ترتبط بقول الله تعالى " وفيه شفاء للناس" وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ...[الإسراء : 82] فهذه السورة من سور الرقية الشرعية وهي رغم قلة عدد كلماتها إلا أن العقل البشري لا يستوعب عظم فضلها وعلو قدرها فمن ذالك ما رُوي عن النبي إذ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- " أَلَمْ تَرَ آيَاتٍ أُنْزِلَتِ اللَّيْلَةَ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) وَ (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) »
ومن حديث ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - [ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا فَقَرَأَ فِيهِمَا ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) وَ ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) وَ ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ].
 عن معاذ بن عبد الله بن خبيب بن أبية قال : خرجنا في ليلة مطيرة وظلمة شديدة نطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي لنا ، قال : فأدركته فقال : قل فلم أقل شيئا ثم قال : قل فلم أقل شيئا قال : قل فقلت ما أقول ، قال : ( قل هو الله أحد ) والمعوذتين حين تمسي وتصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء [ رواه الترمذي 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا عقبة ألا أعلمك سورا ما أنزلت في التوراة و لا في الزبور و لا في الإنجيل و لا في الفرقان مثلهن ، لا يأتين عليك إلا قرأتهن فيها قل {هو الله أحد } و {قل أعوذ برب الفلق } و {قل أعوذ برب الناس }
Flag Counter

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق