الثلاثاء، 9 نوفمبر 2021

تعريف سورة السبع المثاني

عطيه مرجان ابوزر

 التعريف بسورة الفاتحة:سورة الفاتحة بكامل آياتها السبع محكمات لم تتكرر أي من آياتها تكرار بناء حرفي في أي سورة من سور القرآن ونجد آية (والحمد لله رب العالمين" في [الصافات : 182] يسبقها حرف واو لتضاف لما قبلها في السورة ولا تشبه آية 2 في الفاتحة " الحمد لله رب العالمين" فهذه ليست مضافة بل وتر محكمة.وكذلك كان فيه اسم الرحيم , الذي هو أرق الأسماء الحسنى بما يحمله من متعلقات المغفرة والتوبة وما إليها من يرق له القلب والجلد.
مكية النزول : سورة الفاتحة نزلت كاملة بإجمالها .عن أبي سعيد بن المعلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لأعلمنك أعظم سورة في القرآن، ما أنزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في القرآن مثلها " وعلى هذا القوللا في القرآن مثلها ) وقال تعالى فيها" وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ [الحجر : 87]
  التسمية :
  1. أول الأسماء التي عرفت بها هذه السورة هو سورة الحمد وأم القرآن و لم يذكرها نبينا محمد أو أي من الصحابة باسم الفاتحة .
  2. سميت هذه السورة بالفاتحة : للدلالة على أنها فاتحة القرآن : أو لأن ترتيبها في المصحف هو الأول و بها تفتتح تلاوة القرآن , أو كونها السورة التي بها تبدأ كل ركعة في الصلوات.
  3. تسمى أم القرآن لأنها تضم الآيات المحكمات.و لاشتمالها على أصول ما جاء في القرآن من العقائد والعبادات والشرائع والقصص.
  4. سميت في القرآن السبع المثاني نسبة الى آياتها السبع.،قال جل وعلا " ولقد آتيناك سبعاً من المثاني " ( 87 - الحجر ) وثبت في الصحيح عن أبي هريرة - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الحمد لله رب العالمين سبع آيات : بسم الله الرحمن الرحيم إحداهن وهي السبع المثاني والقرآن العظيم وهي أم الكتاب وفاتحة الكتاب " وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم" هذه السورة هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيتلي"
  5. لها أسماء أخرى.منها " الصلاة " لقوله صلى الله عليه وسلم عن ربه " قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله حمدني عبدي.... "
  6. لسورة الفاتحة الكثير من الأسماء قيل أنها بلغت العشرين اسما وذلك دليل على شرفها وفضلها فكثرة الأسماء عند العرب للشيء الواحد يدل على شرف المسمى. ومن هذه الأسماء:"الشافية., الوافية., الكافية ‏وَالأَسَاسُ, الهداية,الاستعانة,الصراط...الخ... ولم يرد في السنة النبوية الشريفة من ذلك سوى أربع أسماء هي : فاتحة الكتاب، وأم القرآن، والسبع المثاني، وأم الكتاب.
  7.  جاء فيها اسم (اللهِ) تبارك وتعالى - وهو أخص أسماءه وأولها، وهو اسم لم و لا يسمى به غيره سبحانه وتكرر مثنى من مثانيها " بسم الله " و " الحمد لله"
  8. ورد فيها اسم (الرَّحْمَنِ) وهو اسم ممتنع لم و لا يسمى به غيرة أيضا ونكرر مثنى من مثانيه " الرحمن الرحيم (1) الرحمن الرحيم (3)
  9. ورد فيها مناجاة الله تعالى بنداء القريب مثنى من مثانيها هما  إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ
  10. ورد فيها ذكر الصراط مثنى أيضا هما " اهدنا الصراط و صراط الذين .


  11.  تتعين قراءة الفاتحة في كل ركعة من الصلاة ولا تجزئ الركعة بدونها ." من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج ثلاثا غير تمام



     في الآية الرابعة : " مالك يوم الدين " نجد المثنى يبدأ بطيب ذكر الملك المبارك العادل بما ترق لذكره الجلود " تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ [الملك : 1] ملك يوم الدين : صفة من صفات الله تعالى التي له منها اسمه العلم المطلق " الملك" وفي ثم يأتي ذكر اليوم الذي  تقشعر منه الجلود وتذهل العقول وتفرغ القلوب يوم الدين وأحداث الساعة المرعبة "وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ [الصافات : 20]
    تقرأ 17 مرة يوميا في الصلوات  الخمس المفروضة.
السورة رقم 1 - رقم الصفحة 1 - الجزء الأول -
   البيان والإعجاز في مضمون السورة: اشتملت سورة الفاتحة على الكثير من المواضيع نذكر منها:
  1. الاستفتاح : في الآية علمتنا كيفية استفتاح القول والعمل الحلال. بقولنا " بسم الله الرحمن الرحيم" وكانت في السورة أول باقة من أسماء الله الحسنى وكانت أولى كلماتها على الإطلاق وهي خمس أسماء ( الله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين) وكلها أسماء علم مطلقة سمى الله تعالى بها ذاته وخاطب بها كأسماء غيب , تبعها بقوله " إياك " بمعنى المخاطبة للحاضر القريب سبحانه.
  2. أخبرتنا الآية 1عن أول باقة من أسماء الله الحسنى ( الله, الرحمن,الرحيم)
  3. فروق المعاني بين الأسماء المشتقة : بينت الآية 1الفرق بين الاسمين المتشابهين" الرحمن والرحيم"
  4. الثناء والحمد: علمتنا الآية 2 كيفية حمد الله والثناء .
  5. علم الكون : في الآية 2 علمتنا أن الكون ليس عالم واحد وأن الخلق فيه عدة عوالم جمعها الصحيح
  6. رب الكون الآية 2 علمتنا أيضا أن لهذه العوالم رب واحد هو " رب العالمين" .
  7. الرحمن ربنا : لآية 3 : أخبرتنا أن ربنا رب العالمين هو الرحمن بالعالمين أجمعين إنسانا وجن وحيوان وطير وجماد ...الخ
  8. الرحيم : الآية 3 أيضا أخبرتنا أن ربنا الرحمن أيضا رحيم رقيق بالمؤمنين.
  9. "يوم الدين" .أخبرتنا الآية 4 : بغيب نهاية العالمين نهاية الحياة بيوم القيامة 
  10. " الملك المالك" .أخبرتنا الآية 4 : بملكية الرب المطلقة لنا كجزء من للعالمين .
  11. " يوم " .أخبرتنا الآية 4 : بان يوم الله بألف سنة مما نعد من سنين الأرض.
  12. فرض العبادة : بينت الآية 5 وجوب عبادة الله فقط دون سواه بقولها "إياك نعبد "  
  13. فرض الاستعانة : بينت الآية 5 كيفية ومصدر الإعانة والاستعانة بالله "إياك نستعين ".  
  14. حقيقة ديننا : تبين السورة في الآيتين 6و 7 حقيقية دين الهدى على الصراط المستقيم .
  15. البلاغة في اللغة كانت في كافة آيات السورة .
  16. الصراط المستقيم" علمتنا الآية 6 بيان كيفية الهداية وتحديد صورتها "وبيان صور أخرى للصراط " كصراط المغضوب عليهم". 
  17. التخيير التشريعي الآية 6 فمنهم الذين أنعم عليهم جزاء إيمانهم ومنهم المغضوب عليهم جزاء ضلالهم.
  18. مثاني المجموعة الرياضية في كامل السورة
  19. النظم والسجع اللغوي فثلاث آيات انتهت بـلحن السجع الجميل (يم) وهي: الرَّحِيمِ, الرَّحِيمِ,المستقيم, وأربع انتهت بـلحن (ين) الْعَالَمِينَ , الدِّينِ, نَسْتَعِينُ , الضَّالِّينَ.
 بيان الإعجاز في سورة الحمد  :
لسورة الفاتحة أهمية خاصة وفضل عظيم , كما أنها لها شرف معلوم عند الله تعالى و كافة المسلمين ومن ذلك :-  الفاتحة سورة عظيمة فيها من العلوم ما هو جدير بالتعلم وفيها من التربية ما يتوجب العلم به وأخذه, عن عائشة رضي الله عنها -حديثا مرفوعا-(من أخذ السبع من القرآن فهو حبرأي عالم في الدين  .نقر نحن المسلمين , ويقر كل من حاول تدبر القرآن الكريم من غير المسلمين (لأي غرض) أن :-القرآن كتاب معجز للعلم والعقل ... وثبتت ضرورة إخضاع العقل لتدبر آياته كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ [صـ : 29] . 
والإعجاز في تعريفه اللغوي الموجز : هو الحال أو الحدث أو القول الخارق للعادة , أو السبق في  العلم و الخبر كقولهم - سبق صحفي -  ومن الإعجاز القرآني ما لم يستطيع العقل تدبره كالغيبيات , ومنه الحاضر المرئي والملموس المعجز بكيفية وجوده وماهيته وكيفيته ...الخ , وهي الممكن تدبرها لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ "..   و التدبر :- واجب شرعي بنص الآية لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ " والتدبر فتنة شرعية فمن عقله آمن بما جاء فيه فكان فائزا , ومن كان غلف القلب واللب فقد ضل وكان من الخاسرين, ولذا نقر نحن المسلمين بالإعجاز القرآني , على اعتبار اعتقادنا العام بأن في كل آيات القرآن معجزات, و لا تخلو آية قرآنية من إعجاز أو أكثر, سواء كان لغوي , نحوي , بيان, تشريع ,قانون, نظم , لحن, عدد , بلاغة , قصة , حكمة ,أخبار... الخ , ونستدل بقول الله جل جلاله: " قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ       بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً [الإسراء : 88]
بحث كثيرون في الإعجاز القرآني لسورة الحمد , فمنهم من توجه إلى البحث في الإعجاز اللغوي أو العددي الرياضي أو العقيدة وما إليه , ونحن هنا نقدم بدورنا ما شاء لنا الله تعالى  من بيان بعض الإعجاز القرآني في هذه السورة لعلنا نضيف إلى جديدا نضيفه إلى رصيد من سبقنا ,أعاننا وأثابنا الله وإياكم.
  1. الإعجاز في النسك : لا صلاة كصلاة المسلمين إذ لا تصح أي صلاة بدون سورة الفاتحة التي هي عمودها وفاتحتها, فسورة الفاتحة تقرأ في كل يوم سبع عشرة مرة في الصلاة المفروضة ؟ خمس صلوات فريضة فيها سبعة عشرة ركعة (ركعتان فجرا,أربع ركعات ظهرا,أربع ركعات عصرا,ثلاث في المغرب,وأربع أخيرة في العشاء) قالت السيدة عائشة رضي الله عنها:"سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كل صلاة لم يُقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج) أي أن كل صلاة من دونها غير كاملة. ويمكن للمصلي أن يكتفي بقراءة الفاتحة فقط في كل ركعة وهي أقل مقدار مسموح به للركعة.
  2. الإعجاز في انفصال نسبها عن القرآن : الفاتحة أوتيت محمد من غير القرآن ." وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ [الحجر : 87]
  3. الإعجاز في خصوصيتها بمحمد وأمته : لم تؤت أي من الأنبياء أو الأمم من قبل.قال صلى الله عليه وسلم" هذه السورة هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيت لي"
  4. الإعجاز في خصوصية تنزلها من السماء :  قال ابن عباس: " بينما جبريل جالس عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه فقال : هذا باب من السماء فتح اليوم، لم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملك فقال : هذا ملك نزل إلى الأرض، لم ينزل قط إلا اليوم، فسلم وقال : أبشر بنورين أوتيتهما، لم يؤتهما نبي قبلك ؛ فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته"
  5. الإعجاز في تسميتها من عند الله  :  " وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ " [الحجر : 87]
  6. أم القرآن الفاتحة هي أفضل سورة في القرآن, فعن أنس بن مالك  قال : ( كان النبي  في سير له ، فنزل ونزل رجل إلى جانبه فالتفت إليه النبي  فقال : ألا أخبرك بأفضل القرآن قال : فتلا عليه ( الحمد لله رب العالمين).
  7. الإعجاز في رقيتها المرضية : الفاتحة رقية ولذلك سميت بالشافية :عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة  قالا :قال رسول الله : - فاتحة الكتاب شفاء من السم.
  8. الإعجاز في فضلها :عن أبي هريرة  : أن النبي  قال : إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) فقولوا آمين فإن الملائكة يقولون آمين وإن الإمام يقول آمين فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه.
  9. الإعجاز في المثاني :- في القرآن الكريم  له معاني جلية بينها القرآن فقد بين الله تعالى في الآية 23 من سورة الزمر أن معنى المثاني يكون في التأثر بالقرآن وآياته الترهيبية والترغيبية فما بين الترغيب والترهيب ومابين النذير والمغفرة تقشعر الجلود والقلوب وتلين وفي ذلك قال الله تعالى:- " اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ (1) تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ (2)  ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ ... [الزمر : 23] وعلى هذا المنهج الرباني نتدبر المثاني في سورة الفاتحة بتوفيق الله تعالى..
وصف الله تعالى سورة الفاتحة بالسبع المثاني في قوله : "وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ" [الحجر : 87]  بهذا المعنى نكون في السورة (آيات سبعة تقشعر لتلاوتها الجلود  ثم تعود وتلين ) وقد وجدنا أن المثاني كانت في كل آية من آيات سورة الحمد تنطبق وتصدق هذا القانون للمثاني :

المثاني القرآنية في (البسملة) 
\مثنى من الشعور بالقشعريرة ثم اللين : فالاستعانة ببسم الله يوجب القشعريرة لأنه يصاحب القول والعمل الإنساني المتطلب عون الله له على إتمامه بسلام , قال نوح عليه السلام وهو يدعو قومه للخلاص للنجاة من الطوفان المرعب الذي أنهى البشرية الأولى برمتها  :".. ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ...[هود : 41] واكتفى وكان ذلك لشدة وعصبية الحدث والموقف وكانت الفتنة الشرعية العظمى فمن اختار الله ورسوله نجا باسم الله ومن اختار قسوة القلب والعناد باد بقدرة الله . وبسم الله نوح لم تلحق بها " الرحمن الرحيم " لما في الحال من غضب لله تعالى لا تتأتى معه ذكر أسماءه الرحمانية من مثل ذلك أننا لا نجد البسملة عند افتتاح سورة براءة لما يترتب على استفتاحها بغضب رباني لا تتأتى معه أسماء الرحمن والرحيم ,أو كما البسملة عند الذبح للأنعام فلا يقال بالرحمن الرحيم بل " بسم الله , الله اكبر"  -  بينما كانت بسملة سليمان عليه السلام كاملة بالرحمن الرحيم لان الحالة اختلفت فهناك حالة من الأمن والمسالمة والمراسلة والهدايا وما إليه , وليس في الحدث غضب ولا قتل كحالة نوح عليهما السلام. فبسملة نوح تقشعر لها الجلود وبسملة سليمان تلين لها الجلود وذلك مثنى الترهيب والترغيب في البسملة ذاتها . أما بسملة الفاتحة فكاملة المثاني أولها " الاستعانة بالاسم الأعظم الذي تقشعر له الجلود ثم الاستعانة به كرحمن رحيم إي بأسماء الرحمة التي تلين لها القلوب. كان الشق الثاني من البسملة أي اسمي الرحمن الرحيم يشتمل على مثنى آخر للترهيب والترغيب ذاتها اسم الرحمن الذي ترهبه كل الخلق في الدنيا والآخرة بدليل قوله تعالى:" رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً [النبأ : 37]  وذكر الرحمن يوجب الخشية :" مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ ... [قـ : 33]. " يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُوَقَالَ صَوَاباً [النبأ : 38] 
المثاني في الآية الثانية " الحمد لله رب العالمين" مثنى آخر من الشعور بالقشعريرة أولا للاستفتاح حمدا باسم الله الأعظم وما في ذكر هذا الاسم من وجوب القشعريرة لما فيه من تطابق اشتمال على كافة الأسماء والصفات التي لا يمكن يكون لعقل مخلوق إدراكها , مع علمنا بان اقرب الخلائق لله تعالى - الملائكة - يحمدون الله خوفا لقوله تعالى :"وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ ...ِ [الرعد : 13] فالتسبيح تنزيه والتنزيه حمد, ,فوجب الشعور مع هذا بالرهبة " وَقَالَ اللّهُ لاَ تَتَّخِذُواْ إِلـهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلهٌ وَاحِدٌ فَإيَّايَ فَارْهَبُونِ [النحل : 51]
أما الرقة واللين في نلك الآية فكان في ذكر رب العالمين لان الربوبية تعنى الرعاية والحنو والرقة قال تعالى في أهل الجنة:" ...وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [يونس : 10] و " تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [الأعراف : 54]

  • في الآية الثالثة " الرحمن الرحيم" سبق بيانه أعلاه
  • في الآية الخامسة " إياك نعبد وإياك نستعين": إقرار بالرهبة والخوف حين الإقرار بالعبادة لله وحدة " إياك يا الله نعبد " ففي ذلك تسبيح والتسبيح من الرهبة للتنزيه عن الشرك والملائكة والرعد يسبحون خيفة. أما الاستعانة تتطلب الذلة والاستكانة, والاستعانة هي من التقوى والتقوى عاقبتها حسن الجزاء:" قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ [الأعراف : 128]
    في الآية السادسة " إهدنا الصراط المستقيم" أولها طلب الهداية رهبة من فتنة الضلال و الخشية سبب رجاء الاستهداء ولا تزول إلا باليقين , ومثنى الشعور الملين هو ذكر الصراط المستقيم الطريق إلى الجنة فهو ذكر مطمئن ملين .
    الآية الأخيرة :" صراط الذين أنعمت عليهم" وهذا صراط المنعم عليهم المرحومين برحمة الرحيم الرقيقة .ومثناها المخيف هم الملعونين من الله " غير المغضوب عليهم ولا الضالين" هذا هو المثنى في الآية 7
    إحصائيات و إعجاز عددي :

     عدد آيات سورة الحمد = 7 آيات وقد ذكرها الله تعالى في القرآن بعددها هذا " وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي... [الحجر : 87]
     حروف البسملة  بسم اللهِ " =  سبعة حروف  عدد مساوي لعدد آيات السورة .
     عدد تكرار البسملة " بسم اللهِ "  في المصحف كان3 مرات و4 مرات "باسم الله" الإجمالي = 7 وهو عدد مساو لعدد آيات السورة أيضا .

    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق