الثلاثاء، 9 نوفمبر 2021

المغضوب عليهم و الضالين

 المغضوب عليهم و الضالين
 
عطيه مرجان ابوزر

وردت كلمة المغضوب عليهم مرة واحدة في القران في سورة الفاتحة فمن هم هؤلاء؟ لنرى أسباب الغضب وموجبات الغضب الرباني ,لنتنين كل حالة ومرتكبها فنجد أولئك عليهم لعنة الله أنواع كثر وهم:
الضالون والمغضوب عليهم
المغضوب عليهم 
المغضوب عليهم في القرآن الكريم هم من غضب الله تعالى عليهم، بدليل قوله تعالى :"وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ "[البقرة: 61] و[آل عمران: 112] وأولئك هم اليهود بتعريف القرآن،
فهل اليهود فقط هم المغضوب عليهم ؟
الأسباب الجالبة لغضب الله سبحانه : -
  1. قتل المؤمن عمدا - فالقاتل المتعمد مغضوب للمؤمن عليه: - "ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزآؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه اعد لة عذابا عظيما [النساء: 93]
  2. الظن بالله ظن السوء يستوجب غضب الله: وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِوَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً [الفتح : 6]
  3. المتولى هاربا من الجهاد: المتولي من الجهاد مغضوب عليه " ومن يولهم يومئذ دبره الا متحرفا لقتال اقتراحات للمتحيزا القمة فئه فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير [الأنفال: 16]
  4. الزنا وخيانة الزوجية توجب غضب الله الزوجه الزانية المنكرة" وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ [النور : 9]
  5. المرتد ومن طغى مؤمن فأكفره كان مغضوبا عليه: " مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَـكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [النحل : 106]
  6. الطغيان في نعم الله تستجلب غضبه سبحانه: "[ كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى"طه: 81]
    المحاجون في الله سبحانه - الملحدون وغيرهم: "وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِندَ رَبِّهِمْوَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ [الشورى : 16]
  7. تسمية الله تعالى بأسماء لا تقدره حق قدره ومنهم اليهود وبعض فرق المسلمين من الخوارج كالمعتزلة وغيرهم "قال قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب أتجادلونني فى أسماء سميتموها انتم وآباؤكم ما نزل الله بها من سلطان فانتظروا إني معكم من المنتظرين [الأعراف: 71]
  8. الطغاة في رزق الله وابوابها كثيرة كالسارق والمرتشي " كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى [طه : 81]
  9. اليائس من الاخرة "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ [الممتحنة : 13]
  10. من أقنع مسلما او تسبب في ردته عن الدين "مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَـكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [النحل : 106]
  11. المتخذ من المغضوب عليهم أولياء:أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [المجادلة : 14]
  12. اليهود قتلة الأنبياء : "و بآؤوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون"
  13. أصحاب العجل - اتباع السامري- والمشركون بالله مغضوب عليهم: " آن الذين اتخذوا العجلسينالهم غضب من ربهم وذلة فى الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين [الأعراف: 152]
فالضلال في القرآن : هو عدم الاهتداء الى الصراط المستقيم ، الى الحق, بدليل قوله تعالى " إهدنا الصراط المستقيم "أي هو التيه الناتج عن عدم معرفة الحق قال تعالى في نبيه الكريم" ووجدك ضالا فهدى [الضحى: 7] " إشارة الى ما كان عليه قبل النبوة من ضلال أي عدم معرفة بالهدى المؤدي للإيمان، فالضال هو غير المهتدي.
    أما في الضلال والضالون : -
    الضالون: -
    إحصاء : وردت كلمة الضالين - الضالون في القرآن تسع مرات وترددت كلمة ضلال 47 مرة وكلمة يضل - تضل ترددت 58 مره = 114 مرة بعدد سور القرآن الكريم. قال تعالى: " صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين [الفاتحة: 7]
    الضلال في كلام العرب :- هو الذهاب عن سنن القصد وطريق الحق، وهو موافق للتعريف الشرعي، ولنرى معا معنى الضالين في القرآن العظيم بالادلة القرانية : -
    1. النبي إبراهيم عليه السلام يبحث بفطرته عن ربه و يقول أن عدم معرفة الرب هو الضلال بدليل ما قال تعالى فيه: -  فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين [الأنعام: 77]
    2. وهذا إبراهيم عليه السلام يدعو ربه أن يغفر لأبيه ويقر انه كان من الضالين - بمعنى أن عبادة غير الله هي الضلال -]واغفر لأبي إنه كان من الضالين" الشورى (86).
    3. وهذا موسى علية السلام يقول لفرعون الطاغية أني حين اقترفت فعل القتل فقد كنت من الضالين  قال فعلتها إذا وأنا من الضالين " [الشعراء: 20] أي أني مارست ما هو مخالف للطبيعة والأخلاق والشرائع بينما كنت ضالا في صباي...
    4. وذلك قول الله تعالى: " وأما إن كان من المكذبين الضالين" الواقعة (92) يدل على أن المكذبين هم الضالين وبدليل آخر ومنهم من حقت عليه الضلالة فسيروا فى الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين [النحل: 36] والمكذبين في كل حاله هم المكذبون بالدين فيكون الضال هو الكافر بالمعنى العام.
    5. قال تعالى للمزمل - أي محمد صلى الله عليه وسلم: - "وذرني و المكذبين أولى النعمة ومهلهم قليلا وهؤلاء هم أهل مكة المتنعمون الذين كفروا بمحمد ورسالته. 
    6. وأولئك قوم موسى الذين عصوه في سيناء - هم يهود وتكرارا يبين القرآن: " وبآؤوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة .. "[آل عمران: 112] . اليهود مرة أخرى وأخيرا هم يهود قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَـئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ[المائدة : 60] فهم من كان منهم القردة والخنازير بعد السبت والعياذ بالله. "إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة "[الأعراف: 152]
      هم العادون الملحدون والمشركون عصاة رب العالمين .
    الضالون والمغضوب عليهمولبيان الضالين نجد صفاتهم فى القرآن المجيد: -

    1. الشرك بالله ضلال كبير [" ... ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا [النساء: 116]
    2. الكفر بالله تعالى ضلال: " إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله قد ضلوا ضلالا بعيدا [النساء: 167]
    3. الجهل وعدم العلم بالدين من الضلال "..وإن كنتم من قبلة لمن الضآلين[البقرة: 198]
    4. من كفر بعد الإيمان وازداد كفرا فهو ضال "آن الذين كفروا بعد إيمانهم ثم ازدادوا كفرا لن تقبل توبتهم وأولئك هم الضآلون [آل عمران: 90]
    5. عدم الاهتداء بالفطرة إلى الخالق سبحانه " فلما راي القمر بازغا قال ربي هذآ فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين [الأنعام: 77]
    6. القانط من رحمة الله ضال" قال ومن يقنط من رحمة ربه الا الضآلون "الحجر: 56]
    7. غلبة شقوة الإنسان على الهدى ضلال "قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين [المؤمنون: 106]
    8. فعل الخطيئة عن علم بها ضلال "قال فعلتها إذن وانا من الضالين[الشعراء: 20]
    9. تكذيب الرسل ضلال " واما آن كان من المكذبين الضالين لواقعة: 92] " ثم :"إنكم أيها الضالون المكذبون  [الواقعة: 51]
    10. ولاية الشيطان ضلال: "فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون انهم مهتدون[الأعراف: 30]
    11. الضلال هو ما كان ضدا للحق"فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق الا الضلال فإني تصرفون [يونس: 32]
    12. اتباع الشهوة من ضلال: " وقال نسوة فى المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا إنا لنراها فى ضلال مبين[يوسف: 30] 
    13. استحباب الدنيا الآخرة  ضلال: " الذين يستحبون الحياة الدنيا علي الآخرة و يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا أولئك فى ضلال بعيد[إبراهيم: 3]
    14. الظلم ضلال "أسمع بهم يوم يأتوننا وأبصر لكن الظالمون اليوم فى ضلال مبين[مريم: 38]
      فهل غير اليهود؟
      سبع فئات أخرى من الناس نالوا غضب الله فكانوا مع الضالين: -


      1. نعم فهنا مغضوب عليه فردا أو جماعة من غير اليهود ينال غضب الله لغير كفر أنه قاتل المؤمن قال تعالى: - " ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزآؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه ... [النساء: 93].
      2. ومن المغضوب عليهم أيضا عبدت الطاغوت: - من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت  "[المائدة: 60].
      3. الهارب من ساحات الجهاد سبيل في الله: - "ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير[الأنفال: 16]
      4. وأيضا المنقلبون عن الدين: - من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم[النحل: 106]
      5. الطاغين في التصرف بنعم الله من مرتشين وعابثين بأموال وحقوق الناس، طغاة ضالين: - "كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى"[طه: 81].
      6. الزوجة الخائنة الزانية من الضالين: - "والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين[النور: 9].
      7. المنافين أيضا مع الضالين ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم اعد لهم جهنم وساءت مصيرا "الفتح: 6]

      وعليه نقول والله المستعان أن الضالين هم كل من خرج الصراط الحق أي الصراط المستقيم " قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل"وهم كثر ذكرنا منها مستدلين بالقرآن: - 
      اليهود - والنصارى كأمم خرجت عن الحق بتحريف الكتب السماوية وعدم الانصياع لخاتم النبيين بدخولهم الإسلام.
       وشملت كل الملحدين والمشركين وعبدت الطاغوت على سبيل العقيدة الضالة.
      ومن الضالين كل من باء بغضب الله ومنهم:

      المتهرب من الجهاد سواء من دخله وهرب أو من لم ينوي الجهاد أصلا، المسلم
      إذا انقلب عن الإسلام، الطغاة في الحكم والمرتشين وآكلي حقوق الناس،
       الزوجة الخائنة لزوجها، المنافقين بكل فئاتهم.الفاسقون الذين يرمون المحصنات، الزوج الذي يرمي زوجته بالفاحشة كاذبا ،لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء فإذ لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون[النور: 13].
      .. والله سبحانه أعلم وأصدق.

      ليست هناك تعليقات:

      إرسال تعليق