الجمعة، 18 فبراير 2022

ما الفرق بين والشرك والكفر - مصطلحات قرانيه برؤيه معاصره -

   

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.

 الشرك: هو الإيمان بمبدأ الثبات. ولا يلزم في الشرك أن يكون علنياً. وللشرك أنواع عديدة أسوأها شرك التجسيد الذي أشار إليه تعالى بقوله: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً} (النساء 48). والشرك بالله هو أن يجعل الإنسان لله شريكاً في العبادة والدعاء. والشرك لسان حال وليس لسان مقال لأنّه لا يوجد إنسان في الأرض قال أو يقول عن نفسه إنه مشرك.

 فالشرك هو السكون في الفكر والتوقف عن التطوّر كما جاء في قوله تعالى على من أنكر التغيّر وآمن بالثبات: {وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا} (الكهف 35). والثبات على مبدأ الآبائية هو أيضاً شرك كما جاء في قوله تعالى: {… إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ} (الزخرف 23).

 

الكفر: هو موقف علني واعٍ ضد أمر ما، والكفر لسان مقال أي تصرّف وموقف عدواني. فالكفر صفة إضافية لصفة الشرك فالكافر مشرك معلن عن شركه قولاً أو عملاً في قوله تعالى: {… وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنذِرُوا مُعْرِضُونَ} (الأحقاف 3). والكفر جاء معنىً مقيّداً دائماً بالموقف المعبّر فيه عن الكفر، أي بتوضيح الكفر بماذا؟ فالكافر بالله هو المشرك به والمعلن عن ذلك بلسان مقال، والكافر بنبوّة محمّد (ص) ورسالته هو كلّ من اتّخذ موقفاً علنياً عدائياً ضدّه (ص) بتكذيبه ومعاداته والتآمر عليه ومحاربته لقوله تعالى: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} (الأنفال 30)… وفي الحروب يصبح وصف “الكافر” وصفاً يتراشق به الطرفان المتحاربان، فكلّ طرف يطلق على الطرف الآخر لقب “كافر” لأنّه أظهر العداء له، لهذا قال الله تعالى للمؤمنين من أتباع الرسول عن خصومهم الذين حاربوهم: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ} (الأنفال 15). وحتّى موقعة الجمل حصلت بين فئتين كافرتين، لأنّ كلّ واحدة منهما كفرت بأحقية الأخرى في السلطة.

https://alabhth.blogspot.com/p/blog-page_92.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق