السبت، 27 نوفمبر 2021

سورة الرحمن -الاية 2 علم القران

   

الرحمن الأية 2

 عطية مرجان أبوزر
عَلَّمَ الْقُرْآنَ
    انتهينا في خاطرتنا السابقة من خواطرنا في سورة الرحمن الى بيان سبب الرد على منكري الرحمن في سورة الفرقان الذين قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا ؟.... وتدبرنا الصورة القرآنية العامة لبناء سورة الرحمن حتى حل الرد على أولئك المنكرين الجاحدين فقلنا نعم اسجدوا للرحمن الذي توعد بأن ينزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عليه عِتِيّاً فمن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيبشر بإن يَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً .... فمن ذا الذي اتخذ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْداً يَوْمَ يحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إليه وَفْداً ... يوم يحشر الكفارَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ يُوزَعُونَ ...َيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ .... يوم يأتي كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ للرَّحْمَنِ عَبْداً هذه بعض من علوم الرحمن التي علم القرآن وخلق الإنسان وعلمه البيان ... فهل علمتم ما الرحمن ؟ ما الرحمن ؟ الرحمن هو الذي اكتفى باسمة المهيب في كل سورة الرحمن فلم يذكر فيها إي اسم أخر من أسماءه ليطرق به على العقول الغافلة طرقا متلاحقا مذكرا بالايه التي كان أولها " علم القران " ولم يقل : حفظ القران ولا إحصاء الحروف المقروءة من القران على قاعدة القراءة التجارية له ... القاعدة التي أساسها : ان لك في كل حرف تقرأه حسنه ...وان الحسنة بعشر أمثالها فتلك أجرتك المدفوعة مقابل كل حرف تقرأه ... سبحان الله ... فإذا كان الله غني عن العالمين وغني عن عبادتهم برمتهم فهل تتصور ايها العاقل انه يقايضك بتلاوة حروف قرانه مقايضة ؟ لقد أمر الرحمن عباده بتدبر القران لا بتصفحه وعد حروفه , والانشغال بحساب عدد الحسنات التي تعجز الحاسبات الالكترونية عن عدها ... كل حرف بعشرة حسنات ... أتلاوة القران تجارة ... ام أن تدبر القران والعمل به هو التجارة ... كم هو مؤذ للنفس أن تسمع ازيز في المسجد لجماعة يلهثون وهم يقرأون القران , يلهث القارئ منهم خلف الحروف يسابق الزمن ليجمع اكبر عدد ممكن من النقاط ... وإذا ما استوقفته للحظة سائلا له : اخبرني من فضلك ما الآية التي تلوتها ... تجده يعود بناظريه إلى المصحف ليرى ما كانت ؟ فهو لا يعلمها ولا يدبرها ولا يتذكرها لأنه مشغول بجمع النقاط لا بالقران... وان سألته ما علمت من هذه الآية ؟ أجابك : أني أحاول ختم المصحف ؟ استحلفك أيها العاقل سائلا : لو انك لو عجزت عن الإجابة علة سؤال ما فهل يشفع لك جموع الناس بأنك قرأت كتابك المدرسي ألف مرة ان تنال علامة واحدة على ذلك ؟ ما دمت لم تتمكن من الإجابة على سؤال واحد مما قرأت فكيف تظنون بالله الظنون أي يجزيكم عشر علامات على كل حرف تقرؤونه بهدف جمع النقاط ؟ دون احترام وتقدير وتدبر ... هل تقبل أيها المدرس ان يحفظ تلميذك محاضرتك حرفيا دون ان يفهم منا معلومة واحدة ام تقبل أيها الشاعر ان يحفظ الناس قصيدتك عن ظهر قلب دون يتلمسوا فيها بيانا, فكيف تصدق ان الله يقبل منك قراءة قرءانه قراءة الببغاء للكلمات ... اتقوا الله يا هواة جمع الحسنات وتدبروا القران وقدروه حق قدره وكفى استخفافا بأعظم آلاء الرحمن . اتقوا الله واخضعوا العقل للنقل ولا تجعلوا من كتاب آلة حاسبة ...أو ليس هو القائل سبحانه "أنا أنزلنا إليك هذا الكتاب مباركا ليدبروا آياته " فأطيعوا الرحمن يا عباد الرحمن و قدروا كتاب الله حق قدره ... الرحمن ... علم القران "خلق الإنسان علمه البيان " قال الرحمن هذا الكلمات مكتفيا بالامتلاء لما في البيان لأولي الألباب .... أولم تكن أول آلاء الرحمن عندما خلق أول إنسان أنه علمه البيان ... علمه النطق والتعبير عن حاجته وكيفية تواصله مع أخيه الإنسان... أو ليس هو من َعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا التي لم تكن تعلمها الملائكة انه البيان...الذي علمه الرحمن للإنسان فمن أسوأ ممن ينكر أن القران كتاب علم وان أول آلاء الله للناس كانت هي العلم بالقرآن بوصفه المنة الكبرى على الإنسان . المنة التي سبق ذكرها في السورة ذكر خلق الإنسان ذاته ..سبحانك ربي الرحمن ما أعظمك ... اذن طرق دوي اسم الرحمن بسرعة هادرة على عقول السائلين المنكرين القائلين " ما الرحمن " لثلاث مرات سريعة شلت الحواس واستوقفت المدارك عند حدود المعجزات فكانت ثلاثا وترا " علم القران خلق الإنسان علمه البيان .... كانت ثلاث ألاء في ست كلمات كونت ثلاث آيات تضمنت ملايين المعجزات ... فأي عقل بشري يدعي امتلاكه كامل علم القران آو اي عقل بشري يدعي علما كاملا بخلق الإنسان او أي مدع باكتمال علمه بكامل البيان... قطعا لا يدعي ذلك إلا فاقدا للب تافه جبان ؟؟؟ فتلك ثلاث أخبار طوارق دكت أسوار عقول السائلين باستنكار عن الرحمن ... وبعد هذه الأخبار الثلاث المدوية تبدأ السورة بفتح صحائف الوجود الناطقة ببيان آلاء الرحمن ..واحدة تلو الأخرى ...وبهدوء فيه سكينة المذهول تذهب الآيات التالية الى التخفيف في الوتيرة لتبدأ بعرض البيان تدريجيا رحمة من الرحمن بعقل المخاطب مع الارتفاع في وتيرة خطاب الرحمن الغاضب وهو يذكر للمنكرين ألاء الرحمن تواليا فيأتي على تعداد الشمس والقمر والنجم والشجر والسماء المرفوعة . والميزان الموضوع . والأرض وما فيها من فاكهة ونخل وحب وريحان . والجن والإنس . والمشرقان والمغربان . والبحران وما بينهما من بينهما برزخ لا يبغيان . وما يخرج منهما وما يجرى فيهما . سبحان ربي الرحمن ...فانظر يا عبد الرحمن كيف تهدر الاصوات والاجراس والطبول من فورها في سورة الرحمن فبعدما تعرض السورة عظائم الاء الرحمن تستوقفك فجأة لتقرع عقلك مرة أخرى بعرضها لكيفية فناء كل هذه ألاء التي عرضتها لك .... انه المشهد الثاني لهذا المعرض الكوني ... مشهد إسدال الستارة , وقد ساد الظلام الدامس على المكان ... مشهد مرعب للفناء ... فناء الصحائف وال آلاء العظام ... فناء مطلق للخلائق والوجود في ظل الوجود المطلق لوجه الرحمن .. الذي تتوجه اليه جميع هذه الخلائق مجتمعة بعد الفناء الرهيب الذي يحل بها .... ليتصرف بأمرها بما يشاء وكما يشاء. وما بين الفناء المطلق للمخلوق والبقاء المطلق للخالق يجيء التهديد المروع والتحدي الكوني للجن والإنس :الان وبعد اسدال الستارة وسط هدير الانفجار الأعظم الان ( سنفرغ لكم أيها الثقلان . فبأي الآلاء ربكما تكذبان) انه مشهد النهاية . مشهد القيامة .مشهد مروع رهيب ترتسم فيه صورة السماء الحمراء السائلة ، ومشهد العذاب للمجرمين ، والثواب للمتقين.... مشهد تلين له القلوب تارة وتقشعر له الجلود تارة أخرى ... على انغام المثاني النظمية القرآنية البلاغية والبيانية في تطويل وتفصيل واعجاز عظيم لا يأتيه جمع أدباء الجن والانس وإن اجتمعوا على مثله انه الرحمن .... الذي تضمن اسمه العظيم كل هذه الرهبة والجبروت والقهر مع ضدها من ال آلاء والنعم وروعة الوعيد للمتقين ينزل البرد بعد كل هذا التهويل ليطمئن المتقين لتكون النهاية الرائعة لهذه السورة التي بدأت باسم الرحمن لتنتهي بمباركة اسم الرحمن ( تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام ) . تبارك اسم الرحمن الذي بدأت به السورة فبعد 78 اية يعود الرحمن ليذكرك باسمه الحق الممتنع ليباركه برحمة الرحمن ورهبة الرحمن قائلا ( تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام ) كانت هذه أحبتي في الله مقدمة منا لبدء تدبر آيات سورة الرحمن في خاطرتنا التالية بإذن الله فالي لقاء آخر في الخاطرة الخامسة من خواطرنا في سورة الرحمن فحتى نلتقي هذا سلام عليكم من الله ورحمة من الرحمن ...

    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق