السبت، 27 نوفمبر 2021

الابة 5 سورة الرحمن - القمر بحسبان

   

 عطية مرجان أبوزر
الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ
 الآية الخامسة من هذه السورة المباركة التي هي عروس القران : وسنحاول تدبر بعض علوم القران في القمر استكمالا للآية " الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ"
المعنى العلمي للنص الكريم:
 علم الرحمن في القران عن القمر جاء في 26 أية قرآنية وهذه الآيات يمكن تصنيفها في تسع مجموعات كما يلي:
 آيتان تصفان القمر في رؤيتين من رؤي أثنين من رسل الله أحدهما إبراهيم والآخر يوسف على نبينا وعليهما من الله السلام، واحدي هاتين الرؤيتين كان في حال اليقظة والأخرى في حالة المنام 
إن تكرار ذكر القمر في القرآن الكريم واعتباره آية من آيات الله فيه إشارة عظيمة على وجوب التفكر والتأمل في هذا الكوكب الدري الذي يأخذ نوره من أشعة الشمس ثم يعود فيعكس هذا النور على الأرض يقول الله سبحانه وتعالى ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًاَ ﴾ فالضياء الذي ذكره الله عن الشمس هو النور الذي فيه إشراق وإحراق وأما النور الذي وصف به القمر فهو النور المحض الذي هو إشراق بغير إحراق ....  ثم ذكر الله جل جلاله وعز كماله في هذه الآية أنه جعل القمر منازل لتعلموا عدد السنين والحساب وفي آية أخرى يقول الله ﴿َ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴾
القمر الذي له صفات الكمال والجمال و نظام الحركة البديع والدقة الكاملة في احتلاله المنازل المتنوعة والمراحل المختلفة التي يمر بها في كل ليلة من لياليه يبدأ هلالاً وليداً حتى يصير بدراً منيراً وقمراً متكاملاً وما ينشأ عنه من ظواهر الليل والنهار والشروق والغروب والخسوف والكسوف كل هذا وغيره فيه من الدلائل الربانية والمعجزات الإلهية ما يدهش العقول ويحير الألباب ويوجب التأمل
لقد قرن الله جل جلاله في بداية هذه السورة العظيمة بين اقتراب الساعة وانشقاق القمر ليوحي لنا بأن انشقاق القمر ووقوع هذه الآية العظيمة دليل على اقتراب الساعة وبداية النهاية لهذه الحياة.

وقد أنصف الأعرابي الأول ووعى الحقيقة حين قال: الأثر يدل على المسير، والبعرة تدل على البعير، وسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج وبحر بأمواج ألا يدل على اللطيف الخبير؟. ولعل الوقت قد حان لكل بعيد عن القريب أن يقف لحظة في خلوة، ويُعمِل عقله، لأن الغفلة لن تدوم، وها أنت قد علمت تسخير الكون لأجلك فكن مع السائرين، ولا تركب الهوى فتردى، وعد إلى مولاك الذي ناداك، وقل إني على عهدك ووعدك ما استطعت.
كيف يكون القمر في الحساب والحسبان ؟

من معاني تسخير كل من الشمس والقمر ضبط حركة كل منهما لما فيه صلاح الكون واستقامة الحياة علي الأرض.
ومن معاني أن كلاً منهما يجري إلى أجل مسمى: أن الكون ليس بأزلي ولا بأبدي، بل كانت له في الأصل بداية تحاول العلوم المكتسبة تحديدها، وكل ماله بداية لابد وأن ستكون له في يوم من الأيام نهاية؛ لها من الشواهد الحسية في كل من الشمس والقمر ما يؤكد علي حتميتها
لننظر أولا فيما بين علم الرحمن الذي علم في القران و مابين علم الإنسان وشتان ما بين علم الإنسان الذي أرعبه مشهد القمر فكاد أن يعبده كما كان الحال مع إبراهيم عليه السلام فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي و مابين علم القران الذي قال وَجَعَلَ َالْقَمَرَ حُسْبَاناً والذي قال ان َالْقَمَرَ يَجْرِي لأَجَلٍ مسمى وان القمر مسخر من الرحمن لمصلحة مخلوقاته...
 آيتان تصفان الشمس والقمر مرة بأنهما حسبانا (أي وسيلة لحساب الزمن) والأخرى بأنهما بحسبان (أي يجريان بحساب دقيق مقدر معلوم) 
 إحدى عشرة آية تتحدث عن خلق كل من الشمس والقمر وسجودهما لله تعالى وتسخيرهما بأمر الله سبحانه وتعالى ليكونا في خدمة خلق الله إلى أجل مسمي واعتبارهما آيتين من آيات الله و تنهي عن السجود لهما وتأمر بالسجود لخالقهما وحده،
 آيتان تؤكدان طبيعة كل من الشمس والقمر وتفرق بينهما بأن الشمس ضياء أو سراج، والقمر نور، وهو سبق علمي لم يدركه الإنسان إلا بعد تنزل القرآن الكريم بقرون طويلة،
 ثلاث آيات تتحدث عن منازل القمر وأطواره أو عن أحد هذه الأطوار
آية واحدة تشير إلى دوران كل من الشمس والقمر في مدار محدد له
 آية واحدة تثبت معجزة حدثت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ألا وهي معجزة انشقاق القمر
آيتان كريمتان يقسم فيهما ربنا تبارك وتعالى بالقمر، وربنا غني عن القسم لعباده، ولكن تعظيما لشأن القمر 
آيتان تتحدثان عن نهاية القمر في يوم القيامة
فكان  القمر آية عظيمة من آيات الرحمن يدل دلالة بليغة على عظمته فكانت  ثلاث آيات قرانيه تحدثت عن منازل القمر وأطواره‏ ومراحله و آيتان تصفان الشمس والقمر بأنهما حسبانا‏ أي وسيلة لحساب الزمان وآيتان تذكران الفرق بينهما بأن الشمس ضياء والقمر نورا وآيتان يقسم الله فيهما بالقمر ﴿ كَلَّا وَالْقَمَرِ ﴾ ﴿وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا ﴾ وآيتان تتحدثان عن نهاية القمر ﴿ وَخَسَفَ الْقَمَرُ وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ﴾ و آية واحدة تثبت معجزة انشقاق القمر و آية أخرى تشير إلى دوران كل من الشمس والقمر  وهناك آيتان تصفان القمر في رؤيتين لنبيين من أنبياء الله عليهما السلام إحداهما في حال اليقظة لنبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام  والأخرى في حال المنام لنبي الله يوسف عليه السلام
فنجد من علومه قضية السباحة القمرية في الفلك المحدد له   وقضية الأجل المسمى لجريان القمر وقضية النور القمري المختلف عن قضية وهج الشمس السراج وقضية ولوج الليل بالنهار ورديفها المتعلقان برؤية القمر   وقضية منازل القمر والعرجون القديم  وقضية جريان القمر ارتباط بالشمس وقضية معجزة انشقاق القمر  وقضية الخسوف والكسوف وقضية اتساق القمر ... فضايا فيزيائية معقدة باصطلاح العلم البشري والفلكي  وعلوم معجزة من علوم الرحمن في القران وما سنعرض له في لقاءنا هذا أيسر ما تيسر من علم القران في شأن الحسبان الرحماني للقمر وليس الحساب البشري التزاما منا بنص الآية التي نستظل بظلالها هنا
الحسبان كما قلنا في الحلقة السابقة عندما تحدثنا عن الشمس هو حسبان الرحمن لتدبير النظم الرحمانية لخلقه التي منها الشمس والقمر ومن حسبانه للقمر سبحانه ما لا يمكن ان تدبره علميا وعقليا بدليل قول الرحمن وَجَعَلَ َالْقَمَرَ حُسْبَاناً...ومن الحسبان قضية انطفاء القمر وزمنه وارى ان نحاول تدبر ما يتعلق بالحساب وهو الممكن وترك غير الممكن لمالك الغيب الرحمن سبحانه مع محاولة فهم المنظور من هذا الحسبان كقضية الجاذبية القمرية المتعلقة بحياتنا على الأرض 

.القمر في علوم الفلك:
القمر كوكب  تابع صغير للأرض وهو على هيئة شبه كرة من الصخر غير كاملة الاستدارة إذ لها شكل البيضة التي تتجه بنهايتها الصغيرة تجاه الأرض، وتقدر جاذبيته بحوالي سدس جاذبية الأرض. ويدور القمر حول الأرض في مدار شبه دائري  ويدور حول محوره  ليتم دورته الاقترانية حول الأرض ولا يظهر لسكان الأرض من القمر إلا وجه واحد لأنه يدور حول الأرض في نفس الزمن الذي يكمل فيه دورته حول محوره، وسطح القمر معتم بصفة عامة، وعلي الرغم من ذلك فإن الله تعالى قد جعل له القدرة على عكس  أشعة الشمس الساقطة عليه، وبذلك ينير القمر سماء الأرض بمجرد غياب الشمس بمراحله المتتالية من ولادته حتى فترة المحاق.
فقد بتنا نعلم إن مع منذ منتصف القرن الثامن عشر ان حركة البحار المعروفة حاليا بـ المد والجذر الناتجة عن تأثيرات الجاذبية الشمسية والقمرية على الأرض كسبب من أسباب هذه الجاذبية وقد قرر الفلكيون والفيزيائيون ان أثر هذه الجاذبية لايظهرعلى الأرض الصلبة واضحاً ، إلا أن تأثيرها يبدو واضحاً على سطح المحيطات والبحار من خلال ارتفاع منسوب المياه وانخفاضه المعروف بالمد والجزْر ، فللقمر جاذبية تقوم بجذب مياه البحار والمحيطات ، ولكن لأن هذه الجاذبية القمرية هي جاذبية ضعيفة بالمقارنة بجاذبية الأرض التي تقاومها ، تقوم جاذبية الأرض بإعادة المياه مرة أخرى ، ومن هذا الشد والجذب بين الجاذبتين تحدث حركة المياه في البحار والمحيطات والتي بدونها لا يمكن للحياة أن تستمر في الكرة الأرضية بأكملها ، فمياه البحار والمحيطات إذا ركدت سيؤدي هذا إلى ركود آلاف الأطنان من الملح الموجود بهذه البحار والمحيطات ، وركود هذه الكميات الضخمة من الأملاح سيؤدي بدوره إلى تعفن المياه ، وهذا التعفن يؤدي إلى موت جميع الأحياء المائية الموجودة بهذه البحار والمحيطات وتعفنها هي الأخرى ، ومن جراء تعفن هذه الكميات الضخمة من الأحياء المائية ، سيمتلئ سطح الكرة الأرضية بالبكتريا وستنتقل مختلف أنواع الميكروبات الحاملة لمختلف الأمراض وتنتشر في سرعة مخيفة قاضية على كل كائن حي تقابله ، وتختفي الحياة من على وجه الكرة الأرضية تماماً ...
فسبحان الرحمن الذي علم في القران هذا العلم قبل اكتشاف المنكرين لعلم القران له ... فاين السائلين باستنكار عمن يكون الرحمن من هذه العلوم
كشفت علوم الأحياء البحرية مؤخرا أن تصرفات تلك الأحياء في حياتها مثل السعي بحثا عن الغذاء والتوالد والهجرة والنمو ، مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بتعاقب الليل والنهار ومنازل القمر ، وخاصة عندما يكون بدراً ...
فكثير من الأسماك والقشريات التي تعيش في أعماق البحار تصعد إلى سطحه عندما يكون بدراً ، والنباتات تنمو بسرعة أكبر خلال الليالي التي يكون القمر فيها مكتملاً. وبصورة عامة فإن جميع الأحياء تتأثر بضوء الشمس ونور القمر من خلال ساعات داخلية بيولوجية في كل منها ...فسبحان الرحمن الذي علم القران
علم الرحمن في القران سورة كاملة في القران تحمل اسم القمر بدأها بمطلع باهر وبداية مثيرة بذكر آية عظيمة من آيات الله ألا وهي انشقاق القمر فقال سبحانه وتعالى ﴿ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ﴾
لقد كان كفار مكة يظنون أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي يضع المعجزات ويأتي بها وليس الله فأرادوا أن يتحدوا الرسول صلى الله عليه وسلم فقالوا نطلب منه آية سماوية فاتفقوا على انشقاق القمر وتواعدوا معه على ليلة من الليالي فلما جاء الميعاد قال الرسول صلى الله عليه وسلم أنظروا فنظروا جميعاً فانشق القمر شقين نزلت كل واحدة لوحدها فقال النبي صلى الله عليه وسلم " اشهدوا" فقالوا لقد سحرنا محمد إن هذا سحر مستمر فقال الله ﴿ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ﴾.
منازل القمر:
لوحظ من القدم أن القمر في دورته حول الأرض يتحرك في كل ليلة من ليالي الشهر القمري بين ثوابت من النجوم التي يسمي كل منها منزلا من منازل القمر، تعرف العرب على منازل القمر من قبل البعثة المحمدية المباركة  وعرفوا أهميتها في تحديد الزمن، وفي إعداد التقاويم الزراعية، وسموا الشمالية منها باسم المنازل الشامية، والجنوبية منها باسم المنازل اليمانية.
وبات معروفا اليوم في علم الفلك إن عدد منازل القمر هو 28 بعدد الليالي التي يري فيها القمر، ولما كان القمر في جريه مع الأرض حول الشمس يمر عبر البروج السماوية الاثني عشر التي تمر بها الأرض: فإن كل منزل من منازل القمر يحتل مكانا معينا في كل برج من هذه البروج البرج الواحد يقع فيه أكثر من منزل من منازل القمر، ويعتمد ذلك على مساحة البرج في السماء.
ويشير القرآن الكريم إلى منازل القمر حيث يقول الرحمن {والقمر قدرناه منازل} (يس: 39). ويتضح من تلك الآية الكريمة مراحل تطور شكل القمر بالنسبة لأهل الأرض  ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ 
مراحل شكل القمر بالنسبة للأرض:
يدور القمر حول الأرض في مدار شبه دائري وفي أثناء هذه الدورة يقع القمر على خط واحد بين الأرض والشمس فيواجه الأرض بوجه مظلم تماما، وتسمي هذه المرحلة مرحلة المحاق  وتستغرق ليلة واحدة إلى ليلتين تقريبا، ثم يبدأ القمر في التحرك ليخرج من هذا الوضع الواصل بين مراكز تلك الأجرام الثلاثة فيولد الهلال الأول) الذي يحدد بمولده بدء الشهر القمري، ويقع هذا الهلال في أول منازل القمر، وباستمرار تحرك القمر في دورته حول الأرض تزداد مساحة الجزء المنير من وجهه المقابل للأرض بالتدريج حتى يصل إلى التربيع الأول في ليلة السابع من الشهر القمري، ثم الأحدب الأول في ليلة الحادي عشر، ثم البدر الكامل. في حدود ليلة الرابع عشر من الشهر القمري وفيه تكون الأرض بين الشمس من جهة والقمر من الجهة الأخرى على استقامة واحدة، وبخروج القمر عن هذا الخط المستقيم في دورته حول الأرض تبدأ مساحة الجزيء المنير من وجهه المقابل للأرض في التناقص بالتدريج فيمر بمرحلة الأحدب الثاني. في حدود ليلة الثامن عشر من الشهر القمري، ثم التربيع الثاني في ليلة الثالث والعشرين، ثم الهلال الثاني في ليلة السادس والعشرين من الشهر القمري والذي يستمر لمدة يومين أو ثلاثة حتى المحاق في آخر ليلة من الشهر القمري حين يعود القمر إلى وضع الاقتران بين الأرض والشمس.
﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ 
من الظواهر المصاحبة لحركة القمر:
ظاهرة خسوف القمر، فينتج من توسط الأرض بين القمر والشمس مما ينتج عنه إظلام القمر لوقوعه في منطقة ظل الأرض. يتكرر خسوف القمر لأكثر من أربع مرات في السنة ويبتدئ على الجانب الشرقي من القمر لأن القمر يدور حول الأرض من الغرب إلى الشرق، وقد يكون خسوف القمر كليا إذا دخل في منطقة ظل الأرض، وقد يكون خسوفا جزئيا إذا دخل في منطقة شبه الظل للأرض ويسمي هذا الخسوف الجزئي باسم الاحتراق، لأن القمر يبدو فيه أحمر نحاسي اللون. وللقمر عدد من الحركات الحقيقية والظاهرية والتي يمكن إيجازها فيما يلي:
أولا: الحركات الحقيقية للقمر:
1- دورة القمر حول محوره وتتم في كل شهر عربي دورة واحدة ينتصف ليل لمدة أسبوعين ونهار لمدة أسبوعين.
2- دورة القمر حول الأرض وتتم في 29.5 يوم بالنسبة للأرض 
3- دورة القمر مع الأرض حول الشمس بسرعة تقدر بنحو 30 كيلو مترا في الثانية وتتم في سنة شمسية مدتها اثنا عشر شهرا ينزل القمر فيها منازل الشمس الاثني عشر (شهرا بعد شهر).
دورة القمر مع المجموعة الشمسية حول مركز مجرتنا
- دورة القمر مع المجرة ومع التجمعات الأكبر من ذلك بالتدريج حول مراكز متدرجة في الكون الفسيح إلى نهاية لا يعلمها الا الله.
ثانيا: الحركات الظاهرية للقمر:
1- دورة القمر الظاهرية حول الأرض مرة في كل يوم، نتيجة، لدوران الأرض حول محورها.
- دورة القمر الظاهرية في منازله التي بالسماء مرة كل شهر.
- دورة القمر السنوية ووقوعه في برج من بروج السماء واحدًا بعد الآخر.
اوجه الإعجاز:
رأينا كيف أن الشمس مصدر النور والدفء لهذه الأرض، ولولا فضل الله على عباده في خلقها وتسخيرها لعاش الناس في ظلام دامس، ولتجمد كلّ شيء في هذه الأرض، ولا استحالت الحياة على سطحها، فلو ابتعدت الشمس عن الأرض لتجمد كلّ شيء عليها، ولو اقتربت منها لتبخّرت البحار، واستحال عيش الأحياء عليها ولكن الله جعلها تجري في نظام عجيب كفل به عدم حصول أي تغيير يؤدي إلى خلل في مهمتها.
كما رأينا آية القمر وعلاقته بنظام الأرض، والنور وحركة المجموعة الشمسية، ولو اقترب القمر أكثر ممّا هو عليه الآن; لاندفعت مياه البحار (المَدُّ) متأثرة بجاذبية القمر، بقوة هائلة تزيح الجبال، وتغرق الأرض. لذا يوضح القرآن أن حركة الشمس والقمر؛ وقربهما وبعدهما من الأرض، إنّما يجريان وفق حساب علمي دقيق، وبعلم الخالق العظيم، لا تستطيع الصدف ولا الطبيعة الصماء ولا مجادلات الملحدين تقديرها بهذا الشكل..
والمتأمل في نظام الشمس والقمر والأرض، لا يلبث أن تأخذه الدهشة والذهول من تلك الأجرام المتحركة في تقدير عجيب وتوافق غريب، وما ينشأ عن ذلك من ظواهر الليل والنهار، والشروق والغروب، وتطورات الهلال من محاق إلى هلال إلى بدر، ثم ظواهر الخسوف والكسوف، فمن هذا الذي خلق هذا الكون كله وقرر أنظمته وقدره تقديراً،؟! سيقولون الله، فقل أفلا تتقون؟.
فكل ما خلق الله سبحانه من شمس وقمر، وزرع وشجر، وسماء وأرض وبحر، بعيدة عن العجز والنقصان، والخلل والطغيان.
يقول سبحانه: ﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ [يس: 38-40].
الحسبان في العلوم البشرية :
هو من علوم الرياضيات الحديثة ويعرف بحساب التفاضل والتكامل أو الحسبان (باللاتينية: Calculusوهو فرع من فروع الرياضيات يدرس النهايات والاشتقاق والتكامل والمتسلسلات اللانهائية، وهو علم يستخدم لدراسة التغير في الدوال وتحليلها.
ويدخل هذا العلم في العديد من التطبيقات في الهندسة والعلوم المختلفة ،وعادة ما يُدرس بعد دراسة أساسيات الجبر والهندسة وحساب المثلثات، ومن الموضوعات الرئيسية في هذا العلم هي النهايات والكميات الموحلة في الصغر.
الحسبان في اللغة العربية هو تَدْبِيرُ الأمر تَدْبِيراً دَقِيقاً كما جاء معناها في هذه الآية التي نعيش في رحابها الان ... وقد جاء ذكر هذه الكلمة في سورة الكهف بمعنى الصواعق في قول الرحمن "  وَيُرْسِلُ عَلَيْها حُسْباناً مِنَ السَّماءِ " وللحسبان معنى آخر في اللغة وهو "البَرَد  " وعليه يمكن القول ان معناها الوارد في سورة الكهف هو البرد وقد كانت الصواعق من البرد ... ونقول في كلامنا " لم ذلك الأمر في الحسبان " أي أننا لم نسبقه بالتدبر الدقيق , ويأتي بمعنى ان ما وقع لم يكن متوقعا ..وضدها قولنا " وضَع في حسبانه كذا : أي انتبه له وجعله محلّ اعتبار وتدبره قبل وقوعه ...
 وقد سبق أن أوضحنا أن الحسبان القرآني شأن رباني معجز لازال يجاهد علماء البشر لفهمه وقلنا أن الحسبان ليس هو الحساب ولا منه فالحساب عملية رياضية يمارسها العقل البشري أما الحسبان فعملية تتعلق بربوبية الرحمن في إدارة نظام عرشه والذي منه الشمس التي هي محور هذه الآية ومن هذا الحسبان نعطي مثالا من علم القران فنذكر قوله جعل وعلا " لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ"
جاءت ألفاظ الحسبان في القرآن الكريم بألفاظ متعددة منها: لفظ مواقيت، حسبان، حساب، كما في قوله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ " فذلك من الحسبان الرباني الذي علم حسابه للناس .
وقوله سبحانه ﴿وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾ فكان تفسير الكلمة ظاهرا جليا في الآية بقوله تقدير فكان حسبان الله تقديرا من الرحمن لأزمنة ومسارات وبداية ونهاية الشمس والقمر تقدير حسبان رباني معجز
وقال الله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ...َ﴾ وهذه صورة قرآنية بديعة من صور الحسبان الرحماني تتمثل في تقدير حسبان مشهود في السماء عرفه الإنسان وحسبه منذ القدم والمتمثل في حساب منازل القمر التي اشرنا اليها في خاطرتنا السابقة عند تحدثنا عن منازل القمر
وقال الله تعالى: ﴿الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ﴾ [الرحمن: 5].

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق