السبت، 20 نوفمبر 2021

المثاني في اية البسملة

 


عطية مرجان أبوزر
الحمد لله رب العالمين والصلاة على خاتم النبيين والسلام على الأنبياء جميعهم والمرسلين المُكرمين وبعد

 المثاني القرآنية في (البسملة) مثنى من الشعور بالقشعريرة ثم اللين : فالاستعانة ببسم الله يوجب القشعريرة لأنه يصاحب القول والعمل الإنساني المتطلب عون الله ( ذو القدرة المطلقة) له على إتمامه بسلام , قال نوح عليه السلام وهو يدعو قومه للخلاص من الطوفان المرعب الذي أنهى البشرية الأولى برمتها  :".. ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ...[هود : 41] واكتفى وكان ذلك لشدة وعصبية الحدث والموقف وكانت الفتنة الشرعية العظمى فمن اختار الله ورسوله نجا باسم الله ومن اختار قسوة القلب والعناد باد بقدرة الله . وبسم الله لم تلحق بها " الرحمن الرحيم " لما في الحال من غضب لله تعالى لا تتأتى معه ذكر أسماءه الرحمانية كما نجد عدم البسملة عند افتتاح سورة براءة لما يترتب على استفتاحها بغضب رباني لا تتأتى معه أسماء الرحمن ,او كما البسملة عند الذبح للأنعام فلا يقال بالرحمن الرحيم بل " بسم الله , الله اكبر"  -  بينما كانت بسملة سليمان عليه السلام كاملة بالرحمن الرحيم لان الحالة اختلفت فهناك حالة من الأمن والمسالمة والمراسلة والهدايا وما إليه , وليس في الحدث غضب ولا قتل محالة نوح عليهما السلام. فبسملة نوح تقشعر لها الجلود وبسملة سليمان تلين لها الجلود وذلك مثنى الترهيب والترغيب في البسملة ذاتها .
 أما بسملة الفاتحة فكانت كاملة المثاني أولها " الاستعانة بالاسم الأعظم الذي تقشعر له الجلود ثم الاستعانة به كرحمن رحيم إي بأسماء الرحمة التي تلين لها القلوب. كان الشق الثاني من البسملة أي اسمي الرحمن الرحيم يشتمل على مثنى آخر للترهيب والترغيب وذلك كامن في ذات أوصاف الاسمين : ذكر اسم الرحمن الذي ترهبه كل الخلق في الدنيا والآخرة بدليل قوله تعالى:" رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً [النبأ : 37]  وذكر الرحمن يوجب الخشية :" مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ ... [قـ : 33]. " يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً [النبأ : 38] وكذلك كان فيه اسم الرحيم , الذي هو
 أرق الأسماء الحسنى بما يحمله من متعلقات المغفرة والتوبة وما إليها 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق