الثلاثاء، 16 نوفمبر 2021

الاعجاز في بسملة الفاتحة

عطية مرجان ابوزر
الحمد لله رب العالمين والصلاة على خاتم النبيين والسلام على الأنبياء جميعهم والمرسلين المُكرمين وبعد:
مفردات:تفسير لغوي -
بسم :وهي (باسم) الاسم مشتق من السمة أي العلامة الدالة على المسمى. بمعنى :- ابتدأ قولي أو فعلي (مستعينا ) بالله وتكون الاستعانة بالله على الشيطان تكون بالاستعادة أي قولك " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "والاستعادة من الفروض الواجبة - في العبادات - بدليل قوله تعالى:- " وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ[المؤمنون : 97] فبسم الله يتصاغر الشيطان, والاستعانة باسم الله  طالع التفسير و الإعجاز لكلمة بسم .
"الله" Allah ، حذفت الهمزة لكثرة الاستعمال انظر تفسير لفظ الجلالة "الله" وإعجازه
بسم الله : أن أول ما تنزل من القرآن كان قوله تعالى " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ [العلق : 1] فكان فرض قراءة القرآن بسم الله تعالى فرض عين واجب.

التفسير العام :
  بسم :الباء :أبدأ , افتتح, استعين. وتأتي رمزا مختصرا لأمر الله تعالى " اقرأ " في قوله الأول لنبيه الكريم "اقرأ باسم ربك " ( 1- العلق ) 
  اسم : الاسم هو أول لفظ تعلمه ونطقه الإنسان على الإطلاق , وقد نطق الإنسان كلمة الاسم في السماء ولم يتعلمها على الأرض, قال تعالى انه بمجرد أن خلق الإنسان ونفخ فيه الروح "وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ [البقرة : 31] وعليه يكون الاسم هو أول علم ونطق للبشرية .
أول الأسماء على الإطلاق وأحسنها هي أسماء الله سبحانه قال تعالى" وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا.... [الأعراف : 180] اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى [طه : 8]
أول اسم من أسماءه جل وعلا جاء في القرآن الكريم هو "الله" في " بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ [الفاتحة : 1]
أول اسم لله جل شأنه تنزل على محمد كان اسم " الأكرم " وهو أحد أسماءه الحسنى الذي جاء في أول آية لقنها الرسول الكريم جبريل لنبي الله محمد صلوات الله حين بادره قائلا : اقرأ , فرد النبي : ما أنا بقارئ, فكرر : اقرأ فرد النبي: ما أنا بقارئ , فلقنه قائلا : اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ [العلق : 1] ثم " اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ [العلق : 3]
ما تبع كلمة "بسم" كان من أعظم الأسماء على الإطلاق , اسمين هما الله والرحمن لا يمكن أن يكونا لغير الله سبحانه ولم يحدث أن تجرأ مخلوق في الأرض ولا في السماء على الادعاء بهما .
لم تسبق كلمة "بسم" أي اسم من أسماء الله الحسنى على الإطلاق فلا يمكن القول مثلا بسم الرحمن أو بسم العزيز رغم أن اسم الرحمن مطلق لله وحده إلا أن هذا لم يثبت في القرآن الكريم نهائيا ولم يذكر على لسان نبيه .ولم يستبدل لفظ الجلالة إلا برديفه الأعظم "ربك" وهو أول ما تنزل من القرآن في قوله سبحانه "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ " و ما تكررت إلا لتسبيح الرب فقط في قوله " فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ" في الآيات [الواقعة : 74] [الواقعة : 96][الحاقة : 52]

لماذا البسملة ؟ بسم الله:
قولك باسم الله هو إخضاع منك للُمذلل لك من الله تعالى بقدرة الله , واعتراف منك بان الله تعالى هو الموكل لك فيما استخفك فيه , فانظر إذا ما كنت وكيلا عن صاحب مزرعة مثلا في ثمارها وشئت بيعها فلا تبيعها إلا باسم مالكها الأصلي وذلك شأن كل عمل أو قول ذي بال أن يكون باسم الله. وقوله الحمد لله في أول سورة الفاتحة كان حمدا لله منك على تسخيره للأشياء باسمه لتذل لك  فيكون " الحمد لله على ما كان من التسخير ويكون الحمد لله على ما سينتج من توفيق بسم الله..لان كل ما في الأرض هو ملك لله , ولان علاقتك مع الأرض وما فيها معاشا فأنت مقدم على فعله هو في الأصل ملك الله تعالى ولا تقوى على شيء من أملاك الله إلا باسمه , كقولنا : أنت لا تمتلك حق قطف ثمار مزرعة فلان من الناس إلا باسمه أو وكالته أو بتصريح منه , فإذا ما فلحت وزرعت الأرض فما أنت مجبر الأرض على الإنبات إلا بإذن مالكها " الله" وإن مشيت فلا تمشي إلا بإذن خالق قدميك وأصلحها للمشي وما إن نطقت إلا باسم خالق نطقك إن ما أكلت فما أكلت إلا من رزق الله ....الخ . فالله له ما في السموات وما في الأرض سخرها لك وأودعها أمانة لديك بدليل قوله " إني جاعل في الأرض خليفة" ولا يجوز التصرف في أمانته إلا باسمه سبحانه.
قال صلوات الله عليه (كل عمل لا يبدأ بسم الله فهو أبتر) أي لا ثواب عليه إن خيرا وهو مضاعف الجزاء إن كان شرا لان فاعله لم يذكر رحمة الرحيم ليُغفر له بقوله " بسم الله الرحمن الرحيم" . و عدم البسملة فيه إنكار لنعمة الله وخيانة ممن أستخلفه الله في تعمه . وفي ذكرها اعترافا من المبسمل بهذه النعم وحُفظت عليه أمانته. عملا بقول رسول الله ( إنما الأعمال بالنيات)
للمبسمل ثوابان عند ربه أوله في عمله الذي بسمل له وثانية يوم الحساب. واعتراف المبسمل بان عمله مراقب من الرقيب العتيد يمنعه من ارتياد العصيان, فتكون البسملة في كل أمر خير ذو بال حتى في إتيانك زوجتك لتنال ثواب هذا الإتيان لأنك إن أتيه زانيا عوقبت وإن جئته حلالا أُثبت. لقول رسول الله مجيبا على سؤال (أيأتي الرجل منا أهلة ببسم الله ؟) فقال ( أرأيت لو وضعه في حرام ...) الحديث
 البسملة آية أصيلة من آيات القرآن الكريم ( رغم نفي ذلك لدى بعض علماء وأئمة الأمة ) ونعتقد أنها من أفضل آياته , كون القرآن لم يكن بين أيدينا الآن لولا بسملة محمد علية الصلاة والسلام قبل تلقينه أولى آيات الكتاب من الوحي سواء أخذنا بالأحاديث المبينة لقصة الوحي أو أخذنا ببيان قصة " أقرأ باسم ربك".أو أخذنا بالمروي من الحديث النبوي المتواتر, وسنبين بالاستدلال القرآني كل ما ندعيه بالشأن كما سنعرض لبيان الخطأ عند غير المعتقدين بقرآنية البسملة في سورة الحمد.
1. ورد في قصة ركوب نوح - القرآنية - عليه السلام للطوفان العظيم : " وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا...[هود : 41]  وبهذه الكلمات أخبرنا ربنا سبحانه عن حدث من أعظم الأحداث التي جرت في تاريخ البشرية , وهي حادثة الطوفان العظيم التي أنتجت البشرية الثانية التي من ذرية نوح (عليه السلام) ومن حمل معه , وتبين الآية أن هذه الحادثة بدأت " بسم الله" منهية قرون وأمم برمتها , فبسم الله ركب نوح ومن معه سفينته, و"بسم الله" جرت وما على ظهرها وما في باطنها طافية فوق بحر الطوفان المتلاطم و" بسم الله" رست على "الجودي " وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [هود : 44] 
- في هذه القصة ( التربوية ) كان الإعجاز ظاهرا في استعانة نوح عليه السلام بربه هاتفا باسمه " بسم الله " وكان الإعجاز كائن في قوة الاستعانة باسم الله المستعان به أو كما قال يعقوب عليه السلام مستعينا بربه على كذب أولاده في قصة يوسف عليه السلام " وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ [يوسف : 18]أو كما علمنا ربنا في سورة الحمد أن نقول "... إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ".

الإعجاز الثاني في الآية كان إخباري تاريخي, :- الإخبار عن حادثة لم يوثقها مؤرخ و لا بشر من قبل , وإن كانت وردت في كتب سماوية سابقة للقرآن فقد رفعت عنها صفة الإعجاز بسبب تحريفها والعبث بها واللجوء للأخذ من الأساطير لتفصيلها, فبقيت من معجزات القرآن الصحيحة الكاملة, وإذا ما اعتبر البعض هذا القول تحيزا للقرآن أقول بل تحيزا لنبينا محمدا عليه السلام الذي أتهمه أعداءه بأنه هو من كتب القرآن فإن كان كذلك فمن أين أتى هذا الكاتب " الأمي" بهذا الإعجاز الإخباري التاريخي الذي لم يشهده ولا علم له به لا هو ولا آباءه , لهذا - وبهذا نثبت الإعجاز الإخباري القرآني رغم أنف المنكرين.
في قصة قرآنية أخرى والمعروفة بقصة سليمان عليه السلام وملكة سبأ جاء : أن سليمان أرسل إلي ملكة سبأ باليمن بكتاب - رسالة - بدأه محررا بالبسملة كاملة "إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ [النمل : 30]فيخبرنا القرآن عن حدث عظيم آخر من الأحداث الأقدم في التاريخ مع بيان إعجاز الاستعانة باسم الله رغم القوة المعروفة لسليمان وجيوشه التي تضمنت أشرس الحيوانات ومعها الجن والطير ...الخ, ليكون البيان الثاني لعظمة إعجاز قول "بسم الله " في ذاتها , فلم يغتر سليمان بقوته وجيوشه ولم يدعو الملكة وجيشها ورعيتها للدين طلبا لمزيد من الملك بل دعاهم لله بسم الله , فكان لاسم الله الأثر الأول والآخر في إسلام أهل اليمن قال سليمان في كتابه "أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ [النمل : 31] , وعندما أسلمت قالت"َ...ََأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [النمل : 44] " هذا الدخول في الإسلام كان ببسم الله الرحمن الرحيم لا بالحرب ولا بالقوة , وفي ذلك إعجاز عظيم يدلل على قوة الفعل في باسم الله .
أما الإعجاز الثاني في هذه الآية - فكان الإعجاز الإخباري - كان فيما أخبر به ربنا العظيم نبيه محمد الأمي عليه السلام , أخبره بحدث كان عنه من الغافلين أو العارفين فمحمد ليس بمؤرخ و لا قاص ,قال الله تعالى " نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ [يوسف : 3]

الإعجاز القرآني العلمي - الطبي الحديث في البسملة :-
أثبت عدد من المختصين وجود الإعجاز العلمي والطبي في تأثير اسم الله سبحانه على الحيوان والماء وغيرها من المخلوقات ومن ذلك نأتي على ثلاث حقائق معاصرة:
إعجاز البسملة في استسلام الذبائح للسكين مع ذكر اسم الله عليها : " وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ....َ [الحج : 34] 

الإعجاز : ردا منه على حكومة بلادة الكافرة قام رجل مسلم أعجمي - بعرض فيديو نشرة على شبكة الانترنت - أثبت فيه أن البهيمة المحلل ذبحها لا تتأثر ألما بالسكين, ولا تخاف عند ذبحها على الطريقة الإسلامية , في وقت شرع فيه البرلمان الهولندي وبعض الحكومات الغربية منع الذبح على الطريقة الإسلامية بحجة - الرفق بالحيوان - , مدعية ظلما وبهتانا على الإسلام بالوحشية , فقام هذا الرجل بإحضار نعجة صغيرة ( بالتصوير الحي والشهود) وبدأ بالقول " بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء ... بسم الله , الله أكبر" مع ترديد هذه الكلمات كانت النعجة تهدأ رويدا رويدا حتى استسلمت تماما وأرخت جسدها ومددت رقبتها للسكين , ولم تبدي أي حراك وقد استسلمت تحت ملمس أصابع يد واحدة لهذا الرجل, وقد كرر الرجل استعراضه فجيء له بنعجة ثانية وثالثة استسلمت جميعها معا تحت أصابعه.
وإمعانا في التأكيد ستعرض الرجل تجربة أخرى له أتى بخروف كبير الحجم كان يقاوم بعنف حتى تمكن منه مع زملاء له , كان لهذا الحيوان الكبير الجسد القوي الشكيمة ذات النهاية تأثرا بذات الكلمات. فكان البيان الرائع والتحدي الصادم للمدعين على الإسلام . حيث ظهر الإعجاز العظيم لآيات الله تعالى الموجبة على المسلم أن لا يذبح إلا باسم الله : "فَكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ [الأنعام : 118] وأن لا يأكل إلا مما ذكر عليه اسم الله " وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ.... [الأنعام : 121] وتثبت الآية 34 من سورة الحج أن فريضة الذبح مع ذكر اسم الله على المحلل من الأنعام لم تفرض على أمة محمد فقط بل لكل الأمم , لقوله تعالى " وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَام..." وأن أصحاب الديانات السماوية الذين قرروا منع هذا التشريع الرباني قد عصوا ربهم وخالفوا عقائدهم ولم يبق على الحق إلا أمة محمد عليه السلام.
الإعجاز في لحوم الذبائح التي ذكر عليها اسم الله فهما لقوله تعالى : "وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ ....َ [الأنعام : 121] .
وفي بيان الفسق نتلو قوله تعالى "حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ .... [المائدة : 3] فكان كل ما كان ذكره في الآية فسق وكان الفسق من المحرمات .

الإعجاز : بينت الآية أن أكل اللحوم غير المبسمل عليه لا تختلف عن آكل الميتة والدم ... لما في ذلك من ضرر الدم الذي في الجثة لهذه الأنواع من اللحوم النطيحة والمنخنقة وغيرها على صحة الإنسان.
وفي بيان آخر قال تعالى:"...فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً ...[الأنعام : 145] وقالت العرب أن الرجس هو القذارة.
الإعجاز : أثبت فريق من الأطباء المسلمين السوريين تصديق العلم لقول القرآن بفعل الفسق لآكل اللحوم التي لم يذكر عليها اسم الله عند ذبحها , وإثبات صحة وطهارة وفائدة اللحوم المكبر عليها باسم الله , حيث قام هؤلاء الأفاضل بذبح نماذج من الحيوان والطير الحلال , ذبحت النماذج الأولى مع ذكر اسم الله عليها وذبحت الثانية دون ذلك فكانت الفحوصات المخبرية المتكاملة تثبت الإعجاز القرآني العظيم وصادمة لأعداء القرآن
  وردت البسملة في سورة الفاتحة تحمل ثلاث أسماء من أحسن أسماء الله الحسنى "الله الرحمن الرحيم" وبتدبر أمر تكامل هذه الأسماء الثلاث مع بعضها البعض يشهد المتدبر بالإعجاز الروحي العظيم لهذه الباقة من أسماء الله الحسنى ,
مع الاسم الأول : " الله " يمكنك ملاحظة الإعجاز الكامل لذكر هذا الاسم منفردا " بسم الله " كما ورد سابقا مع استسلام الذبائح للذبح راضية هادئة , إذ لا يجود القول بكامل البسملة " بسم الله الرحمن الرحيم" ويكتفي بالقول "بسم الله" ولذا قال أولوا العلم من السلف الصالح أن سورة براءة لم تبدأ بالبسملة " بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ [التوبة : 1] لما في هذه السورة من غضب رباني ولما فيها من نقض للعهود التي أمر الله بالوفاء بها فريضة من فرائضه العظيمة.
كذلك ثبت أن لحوم الذبائح ( أثبته الفريق المسلم السوري)  الغير مبسمل عليها باسم الله تكون غير صالحة للأكل .
كذلك ثبت تأثر المياه المبسمل عليها ببسم الله وكيفية تشكلها , وعلى علماء المسلمين فحصها من الناحية الصحية وبيان الفروق فيما بينها وبين المياه غير المبسمل عليها.   طالع أيضا الإعجاز القرآني للفظ الجلالة "الله"
يذكرنا الله تعالى بأعظم أسماءه و صفاته بعد ذكر اسمه الأعظم الذي أخبرنا به في القرآن "الله", لا يوازيه تكرار أي اسم من أسماءه الحسنى الأخرى,  فبدأ أولى كلمات القرآن به "الله" ثم قال "الرحمن" ثم قال "الرحيم"  كان هذا أول درس يلقنه الرب سبحانه وتعالى للناس عامة هو بيان رحمته العامة بكل ما خلق, فقال أنه هو "الرحمن" رحمن سواء بالعاص أو المهتدي, بالإنسان والحيوان ,فكانت الألوهية أولا "الله" والرحمة الشاملة رحمة " الرحمن" ثانيا ويبقى الرحمن رحمانا يوم قيام الساعة " يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً [النبأ : 38], و الرحمن : اسم ممتنع على غير الله سبحانه لا يجوز للمخلوق أن يتسمى به ,وكان مسيلمة الكذاب قد أدعى به لنفسه - ادعى أنه الرحمن-  فكانت " الرحيم" مكملة كاسم مركب أعجز الكذاب عن التسمي به وننكر على القائلين قولهم أن "الرحيم "نزلت بعد ادعاء مسيلمة بأنه الرحمن اسما, لثبوت وجود الرحمن الرحيم بناءا متكاملا منذ عهد سليمان عليه السلام أي من قبل الكذاب عليه لعنة الله, فكانت "الرحمن الرحيم " قد أعجزت المدعي الكذاب أن يدعيهما معا لنفسه لعجزه عن التفريق في المعنى و القصد الاعجازي  ما بين الرحمن والرحيم . طالع اسم الرحمن
Flag Counter"الرحيم" بمن اتقى فتاب إليه فيرحم برحمة الرحيم من يخرجه من النار آنذاك, وهو رحيم الدنيا " الرحيم" فكانت "الرحمن الرحيم" ليكون الإعجاز الأعظم في تعليم كيفية وصف الترتيب من الأعظم الى الأعظم  حيث الله - الإله - أعظم مهيمن على الخلق بالربوبية - ثم الأعظم بالرحمة الشاملة لكل الخلق - ثم الأعظم في الرحمة الخاصة للمتقين له سبحانه .و الرحيم كان بيانها في قوله سبحانه." إِلَّا مَن رَّحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ [الدخان : 42]  ومنها بيان 
التخصيص بالرحمة من العزيز الغفور سبحانه "...إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر : 53] 
    الإعجاز العددي في آية البسملة :
عدد آيات السورة التي منها البسملة = سبعه آيات قال تعالى " وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ [الحجر : 87] منها
أول كلمة في البسملة هي بسم وأصلها باسم كلمة تكررت في المصحف سبع مرات وهو عدد مساوي لعدد آيات السورة السبع .
كان بناء " بسم الله " أول بناء لجملة كاملة في المصحف , يتكون من عدد سبعة حروف  مساوي عدد آيات السورة .
عدد اسم الرحمن الوارد في البسملة مكرر في المصحف 48 مرة وهو رقم من مضاعفات العدد 7 
عدد اسم الرحيم وصفة رحيم الخاصة بالرب تعالى = 114 كلمة هو العدد المساوي لعدد سور القرآن الكريم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق