السبت، 20 نوفمبر 2021

العلم يثبت أن النمل يتكلم


 

عطية مرجان أبوزر


 

مستعمرات النمل يمكن أن تعمر طويلا. والملكات يمكن أن تعيش لمدة تصل إلى 30 سنة، ويعيش العمال الذكور من 1 إلى 3 سنوات. وينشط النمل طوال العام في المناطق الاستوائية، ولكن في المناطق الأكثر برودة فيخضع النمل إلى السكون في فصل الشتاء, .

يقول بعض العلماء الغربيون أن النمل يتواصل بواسطة إشارات كيميائية تسمى "الفيرومونات " بينما يؤكد خالق النمل سبحانه أن النمل يتكلم وله لغاته وقد سجل بعض الباحثين ملاحظات مهمة حول استخدام النمل إشارات صوتية خاصة يطلقها أثناء إحساسه بالخطر، فنجد أن إحدى النملات تتولى مهمة التحذير، فتطلق نداءً تستقبله صديقاتها وتفهمه، وتستجيب له على الفور، استمع معي إلى صوت النملة وهي تحذر بقية النمل من خطر ما وهذا صوت لنملة أثناء حياتها الطبيعية في حالة العمل والحركة وجمع الطعام،

الملكة وهي رأس السلطة وهي الأنثى الخصبة، و دورها هو وضع البيض وإدارة الحكم في المملكة.

الذكور الملقحة : وهم ذكور خصبة، ودورها هو تلقيح الملكة فقط.

الشغالات (العاملات): وهي إناث عقيمة، تقوم بكل أعمال المملكة، بتوزيع دقيق، كل حسب قدرته.

العساكر (الجنود): وهم ذكور عظيمة، ويعتبر الجناح العسكري للمملكة.

و من روائع الإعجاز في النمل :

{ قَالَتْ نَمْلَةٌ }: عن قتادة أنه دخل الكوفة فالتف عليه الناس فقال : سلوا عما شئتم فسأله , أبو حنيفة رضي الله عنه وهو شاب عن نملة سليمان أكانت ذكراً أم أنثى؟ فأفحم فقال أبو حنيفة رضي الله عنه : كانت أنثى. فقيل له : بماذا عرفت؟ فقال : بقوله { قالت}

وعليه يكون هنا خبر علمي قرآني آخر مفاده أن الملكة تكون على رأس جنودها في ميدان العمل ولا تركن للجلوس على عرشها الوثير .

{ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ }:ليس القول" ادخلن مساكنكن" فنسب للنملة المتكلمة إدراك الخطر وفهمه و رد الفعل الطبيعي بالنداء على أبناء مجتمعها, والطلب لهم دخول المساكن لتأويلها خشية أن يحطمها سليمان وجنوده بلا شعور أو قصد منهم, والجديد في المعلومة الاعجازية العلمية القرآنية بهذا الشأن هو :

أن الفئة المقوده أي تقودها النملة الملكة إلى ميدان العمل الخارجي هم الذكور وهذا خبر لم يأت عليه العلم البشري المعاصر بعد. بدليل القول "ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ" فهو أمر موجه إلى ذكور .

أن النمل لا يقيم في مسكن واحد بل عديد المساكن , مما يدل على التخصيص في المستويات أو التمييز الاجتماعي حيث تقيم المتآلفات نوعا ودرجه في مسكن يجاوز مسكن آخر لمئتلف آخر, أو لعلها مساكن تضم أعدادا محدده من السكان في كل مسكن , أو لعلها مساكن زوجيه عائلية ... ذلك ما ننتظر أنت يخبرنا به العلم المختص وهو إعجاز التحدي في القرن 22م.

لَا يَحْطِمَنَّكُمْ }:لا يكسرنكم، لا يهشمنكم (والتحطم): الكسر لشيء صلب, فقد أخبرنا العلم البشري المختص بأنه عند كسر أي جزء من الهيكل ( جسم النمل) تنزف محتويات الجسم جميعا وتخرج عن آخرها، ثم يصيب هذا الجسم الجفاف، وتنتهي حياته... فالكسر هنا غير قابل للجبر، ولكنه يؤدي إلى تحطيم الحشرة تماماً وموتها...

في زمن نزول القرآن لم يكن لأحد علما بشأن معنى " يحْطِمَنَّكُمْ " ولكن في العصر الحديث عصر البحث والبرهان والدرس العلمي وبعد دراسات كثيرة تأكد العلماء أن للنمل هيكل عظمي خارجي صلب جداً يسمى exoskeleton وهي مادة أشبة بالسيلكوز الذي يدخل في صناعة الزجاج , ولذلك فإن النملة لدى تعرضها لأي ضغط فإنها تتحطم، ولذلك قال تعالى على لسان النملة (لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ) وبالتالي فإن كلمة (يَحْطِمَنَّكُمْ) دقيقة جداً من الناحية العلمية, ومن الإعجاز العلمي للقرآن.وهذا علم إعجازي قرآني لم يدركه العلم البشري إلا بعد 1300 عام على تنزيل القرآن.

{ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ }:اعتذرت النملة عن النبي سليمان عليه السلام بقولها أن هناك احتمال أن يدوس سليمان وجيوشه على النمل دون أن يشعروا وهنا إشارة واضحة لتبرئة النبي عليه السلام من قصد التحطيم للنمل لو شعر به.

خبر علمي قرآني آخر مفاده :

 الذهنية الأخلاقية للنمل , فالنملة الممثلة لجموع النمل ألمتحدثه باسمه أعلنت براءة النبي من الرغبة في الاعتداء عليهم , فقالت " وهم لا يشعرون" في بيان للفارق الهائل بين حجم القادم وحجم المتحدث, كذلك البيان لذهنية الطرفين وأخلاقياتهم فلو شعر النبي أن سيحطم النمل فلن يفعل وحين تخبر النملة جيشها عن النبي فإنها تذكر فيه علمها ومعرفتها .

يبقى الإعجاز الرباني للإنسان في الخبر الأهم , فالله سبحانه وتعالى هو الذي يُسمع، فكما أسمع الله سليمان عليه السلام قول النملة وأفهمه إياه على بعد مسافة ما، أسمع سارية الجبل قول عمر رضي الله عنه رغم بعد المسافات...وتلك قصة معروفة, وهكذا المؤمن الحق، يسمع ويرى بنور الله، ومن القصص الرائع حول هذا أنه: خرج رجل على عثمان بن عفان رضي الله عنه يوماً فقال له: ما لي أرى أثر الزنا في عينيك،( وبهذا شاهد عثمان رضي الله عنه هذا الأثر في الرجل ففاتحه دون أن يسأل أو يستقصي, إنها فراسة المؤمن ) فقال الرجل: أوحيٌ بعد رسول الله يا بن عفان ؟ ( أي أن الرجل استهجن على عثمان اتهامه له وشاء أن يشكك فيما أدعاه عليه فأجاب بسؤال استهجان هل أوحي اليك ياعثمان وهل هناك من يٌوحى إليه غير رسول الله ومن بعده) قال: بلى، اتقوا فراسة المؤمن فإنه يرى بنور الله...( وفي ذلك ثقة عثمان في أدعاه على الرجل ثقته بربه وثقته بإيمانه فجاء جوابه تحذيريا من كل فراسة مؤمن )

الحشرات والإعجاز العلمي القرآني :

أكدت الأبحاث العلمية الخاصة بالحشرات على اختلافها أن الحشراتً كائنات تتمتع بقدر عالي من الذكاء وحسن التصرف في إدارة حياتها وممالكها وتربية صغارها وفي معالجة المواقف الصعبة ودرء المخاطر، بل يصح القول بشهادة العلم والبرهان إن بعضها يعتبر مٌعلماً للإنسان، فمنها من تميز في بناء ممالكه ومساكنه حتى الإنسان كالتفوق في علم الهندسة، ليس ذلك فحسب بل إنها تتمتع بالمعيشة في مجتمع متحضر للغاية يفتقر إليه معظم سكان الأرض من البشر، إذ أن لها نظامها الصارم في العمل والبناء والمواصلات وتخزين الغذاء والإنتاج ، حتى أنها برعت في حروبها - التي تشنها بعضها على بعض أو ضد الغرباء- حروب صراعي منظمة جداً، فأنك تجد في هذه الممالك القادة والجنود وتجد طاعة للأوامر من الجندي للقائد رغم أن كليمها مجتمعات أنثوية لا ذكورية في كل منها يكون الأمر والنهي للملكة لا للمك فلا ملك فيها , هذه الملكة هي الأم وهي المنتجة وهي القائدة والزعيمة واضعة للخطط موجه للأوامر.
 

الآيات 17 و18و19 من سورة النمل

في سورة النحل { وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ } [النمل:19].

الآيات الكريمة فيها إعجاز علمي قرآني جلي جذب اهتمام علماء الغرب كثيرا وكان سبب اكتشافه من قبل بعضهم دخوله الإسلام والشهادة برسالة محمد علية الصلاة والسلام. هذا الإعجاز هو موضوع بحثنا اليوم بعون الله وتوفيقه.

سنبدأ بتفسير الآية أولا ثم نتعرف إلى أسرارها العلمية.

المفردات:

الآية 17 تخبر عن النبي سليمان عليه السلام وما أٌوتي من فضل رباني لم يؤٌت غيره كمثله فأخبر الله سبحانه انه "حُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُه.." بمعنى أن كل ما يحٌشر أي يخٌضع باردة الخالق سبحانه خضوع الجندي للمٌكلف بالقيادة وهو سليمان عليه السلام أما من حٌشروا جنودا فهم بعضا " مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ" بدليل قوله " من" فلا تعميم ولا إطلاق, بعد هذا الإخبار الرباني لنا بما كان من شأن لسليمان وجنوده تٌركت الفترة الزمنية اللازمة للانتقال إلى الحدث الذي شاء الله سبحانه أن يٌخبرنا به فقال " حَتَّى إِذَا.." ثم أخبر جل وعلا بالحدث فقال"أَتَوْا " أي سليمان النبي ومن معه من جنود سواء من كان يدب على الأرض أو يحلق فوقهم وأختص بالإخبار عمن يدب الأرض وهم جنوده من الجن, فقال سبحانه يصف مكان الحدث في حبكة قصصية رائعة" عَلَى وَادِ النَّمْل" بوصفه " على" وليس إلى أو غيرها من أسماء الإشارة أو ظرف المكان, ليكن الإعجاز القرآني في البلاغة كما هو عهده في كل آية     قرآنية, وكأنه سبحانه يٌنظرنا صورة عينية فيٌخبر أنهم أتوا على " مشارف وادي النمل" ليترك للقارئ حرية التصور في المشاهدة فيعلم بعض علوم لم تثبت له حتى اليوم ومنها :

1. أن النمل المٌخبر عنه كان خارج نطاق مملكته في مهام العمل , وأن هناك مسافة فيما بين النبي ومعه جنوده وبين النمل وقيادته , مما يٌهم منه أن لسليمان النبي قدرة سماعية هائلة وهو يسمع صوت " نملة" عن بعد مسافة كافية إن يعود النمل أدراجه إلى مملكته قبل أن يصل إليه النبي وجنوده .

2. وبالقياس فتلك مسافة بعيدة جدا , نعلم من خلال الأداء النصي القرآني للحدث أن للنمل قدرات هائلة على الرؤية والسمع عن مسافات بعيدة أيضا وهذا خبر لم يتوصل العلم الحديث إلى معرفته وإثباته حتى الآن .

3. نفهم أيضا من هذا الخبر أن للنمل قيادة آمره وعليه يكون النمل مجتمع منظم ملتزم بالقيادة الجماعية.

4. أيضا يٌخبر النص عن جزء من حياة هذا المجتمع وهو المختص بالعمل الجماعي , وهذا إخبار أثبته العلم وشاهدة الناس من الأزل ولكن القرآن أكده.
 

تلك معلومات مبدئية أشار إليها النص في بعض كلمات فقط هي"حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ ".{ وَادِ النَّمْلِ}: فذلك كما قلنا هو وصف دقيق لمكان الحدث وإن لم يكن بالضرورة بيان المكان العام ( الدولة مثلا أو المدينة) فليس ذلك بلازم للقارئ للآية, ، وقد سٌمى الوادي بذلك لأن أغلب الموجود في الوادي من الحشرات هو النمل، كما يقول العرب: وادي فلان، أي أغلب من بالوادي من بني فلان. وإدارة أنظمة المعيشة والعمل والدفاع والرعاية وخصوصاً طائفة النمل والنحل فهذان النوعين من الحشرات الضعيفة الصغيرة تمتعت بقدرات خارقة في البناء، فمساكنها كانت في غاية هندسة الفن والعمارة استخدمت فيها أفضل وسائل الراحة والآمان، فنون وقدرات عمرانية تشهد لها بتفوقها على غيرها من المخلوقات

تسمية الوادي وضعت صورة أخرى أمام القارئ للآية وهي أن هذا المكان رملي جاف, لا ماء فيه أي وادي قد جف ماؤه, وكذا جفت تربته فبات صالحا لمسكن هذه الحشرة التي لا تعيش في التربة المبتلة.

{ النَّمْلُ }: من الحشرات الاجتماعية أي ذات الممالك الأنثوية المنظمة، كمملكة النحل, وللنمل أنواع كثيرة صنفت بحوالي 14،000 نوع., و يشكل النمل مستعمرات كما أسمها المختصون بأبحاثها , و تعيش في تجاويف طبيعية صغيرة تشكل مستعمرات منظمة جدا , تتألف من ملايين النملات تتكون في معظمها من الإناث العقيمة الغير مجنحة التي تسمى بطبقة "العمال"أو "الجنود"، بينما تسمى الذكور بالنمل المخصب وتحكم هذه المستعمرات عادة " الملكة" التي يقوم شعب المستعمرة على خدمتها وهذا ما أشارت إليه الآية 18 إذ أخبرت بأنه "قَالَتْ نَمْلَة "وهذا ما أثبته العلم لاحقا بان القيادة أنثوية .

وللنمل ألوان مختلفة؛ معظمها أحمر أو أسود، والأخضر والأصفر أقل شيوعا، و منها الاستوائية ذات بريق معدني مميز. مع تنوع أكبر في المناطق المدارية.
 

النمل متميز في شكله وتركيبه عن الحشرات الأخرى , الرأس يتكون من ثلاثة أجزاء مميزة. لها هيكل خارجي صلب ,وقد ذكر القرآن الكريم في إعجاز جلي للعلم بأن جسد النمل جسد صلب يتحطم , (ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ) .وقد بحث الكثير من علماء الغرب في هذا الوصف ألقراني وثبت لهم حقيقة العلم به, مما أدى إلى إسلام عدد منهم.

يحتوي رأس النمل على العديد من الحواس. وله(عيون بسيطة) صغيرة ويقال أن عيون النمل لا تتمتع بقدرة عالية على الرؤيا, و لذا كان له حواس استشعارية تستخدم لنقل واستقبال الإشارات عن طريق اللمس. ويتمتع بفكين قويين تستخدم لنقل الغذاء والتعامل مع الكائنات الأخرى في القتال, ، وبناء الأعشاش ...

للنمل ستة أرجل تتعلق على ("الصدر"). ولها مخالب حساسة في نهاية كل ساق تساعده للصعود والتشبث بالسطوح. معظم الملكات والذكور لها أجنحة؛ وتتشكل أجنحة الملكات بعد الزواج، وهي السمة المميزة لهن.

حياة النملة تبدأ من البيض الملقح للملكات, وتخضع إلى مراحل من التحول, من البيضة لليرقة إلى مرحلة ما قبل البلوغ أي الشرانق...

صورة لمستعمرة نمل ضخمه

(وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) [الأنعام: 38].

ساهمت تكنولوجيا صوتية متطورة في اكتشاف قدرة النمل على الثرثرة والكلام داخل وكره، وتبين أن النمل يصدر ترددات صوتية لم يكن أحد يعرفها من قبل، ولكن القرآن أشار إليها كاعجاز علمي بحت منذ 1435 سنة،
 فقد وضع فريق من العلماء مكبرات صوت صغيرة جداً داخل بيوت النمل لنقل الأصوات التي تصدرها الملكة والتي تدفع النمل إلى التركيز والانتباه. ووجدوا أنهم عندما استمعوا إلى أصوات الملكة تبين أن النمل يتوقف عن الحراك ما إن يسمع صوت الملكة، فيرفع قرون الاستشعار لساعات طويلة دون الإتيان بأي حركة، وإذا ما اقترب أحد من البيت يهاجمه النمل بسرعة. ويؤكد الباحثون أن النمل لديه مفردات أكبر مما كان يظن سابقاً. فالأصوات المختلفة داخل مستعمرة النمل الواحدة يمكن أن تستفز للقيام بردات فعل مختلفة.

وقد ثبت أنه من خلال تسجيل أصوات الملكة وهي تصدر الأوامر للعمال وإعادة بث هذه الأصوات المسجلة بواسطة سماعات دقيقة جدا داخل الأعشاش تبين وجود ردود أفعال منتظمة تصدر من باقي النمل تتمثل في إبراز قرون الاستشعار ورفع الفك والتأهب للهجوم ضد أي أخطار قادمة.. و أن أهم ما تم اكتشافه هو أن الأصوات المختلفة تجعل النمل يقوم بردود فعل مختلفة أيضا طبقا لكل صوت.. ولكن الذي أدهش ذلك العالم أن الترددات الصوتية التي يصدرها النمل تختلف من نملة لأخرى ومن جنس لآخر.

و عندما تهاجم النملة إحدى اليرقات فإنها تصدر أصواتاً مرعبة بالنسبة لليرقة، وهذه الأصوات كانت مجهولة تماماً وهي تشبه المعركة التي يخوضها البشر، عندما يحاولون إخافة الأعداء،  وتطلق النملة إشارات استغاثة أيضاً عندما تكون في حالة خطر، فهي مثل البشر تماماً تستغيث بغيرها من النمل، ويستطيع النمل التقاط هذه الأصوات بل ومعرفة مكان النملة المستغيثة، وربما تحديد نوع المعونة المطلوبة، فسبحان الذي علم هذه النملة لغة الكلام.

لقد ورد ذكر النمل مرتان في القران ، والنملة مرة واحدة في سورة النمل والتي تقص حديث لنملة مع النبي سليمان (ع)، قال تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ...﴾،والتي تعكس الصورة الربانية العظيمة التي خلق عليها هذا المخلوق الصغير.
ثبت علميا أن الحشرات لديها قدرة عالية على التمويه والخداع للهروب من الأعداء، وهذا ما جعلها تمثل 20% من الكتلة الحيوية على كوكب الأرض، لقدرتها العالية في الحفاظ على حياتها وبقائها.

ومما أثبته العلم أيضا: أن مجتمع النمل مجتمع منظم يقوم بتقسيم العمل , وتنظيم المهام ,ومتطلبات الحياة بشكل تعاوني تكافلي متكامل ، ويكون الاتصال بين الأفراد بالكلام والصوت خلافا للنحل الذي تتصل أفراده بلغات الرقص والحركة,(تعرضنا لذلك في بحثنا نحل العسل) ، وللنمل القدرة على حل المشاكل المعقدة سواء في هندسة وانجاز البناء أو جمع وتخزين الغداء, وهي تتساوى بهذا مع المجتمعات البشرية المنظمة.و النمل موجود في كل القارات باستثناء القارة القطبية الجنوبية .

مملكة النمل: تتكون المملكة من :

{ مَسَاكِنَكُمْ }: أي مملكتكم. (مساكن) بصيغة الجمع توحي بأن هناك عديد من المساكن بمعنى تجمع سكاني والتجمعات السكانية يلزمها نظام وهندسة وعليه نفهم أن ثمة فن وهندسة ونظام وقوانين في عمارة المساكن ...أنها المدينة والمدنية.والجديد في الخبر العلمي القرآني هو:

نظام المرور عند النمل
 

الاية:- (... يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ ...َ) [النمل: 18]. إن هذه الآية تدل على أن النمل يتمتع بنظام للمرور، حيث نجد إحدى النملات تعمل مثل "شرطي المرور" تنظم السير وتوجه الإنذارات لدى وجود أي خطر،هذا هو الباحث Graham Currie المختص يقول: إن النمل يتفوق على البشر في تنظيم حركة المرور لديه، وهو يعمل بكفاءة عالية حتى أثناء الزحام. بل إن النمل يستطيع التحرك في مجموعات كبيرة والتوجه إلى مساكنه خلال لحظات دون حدوث أي حادث أو اصطدام أو خلل.

النملة التي تنظم المرور لها طريق خاص بها (طرق سريعة freeways) لا تسلكه بقية النملات وهذا الطريق تستخدمه النملة لتوجيه بقية النملات، وهناك طريق في الوسط تسلكه النملات المحملة بالغذاء والحبوب والمواد القابلة للتخزين، أما النملات "الفارغة" فلها طريق على الجوانب (طريق سريعة) لأن حركتها تكون أسرع من النملات المحمَّلة، كل هذا يحدث بنظام فائق الدقة لا يوجد أي خلل أو خطأ، سبحان الله!
 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق