السبت، 20 نوفمبر 2021

شهوة جماع الزوجين وسيلة تقديم للنفس لاغاية آنية


  الإعجاز ألقراني في تأويل الآية 233 من سورة البقرة

عطية مرجان أبوزر

نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ [البقرة : 223]

 حرث - حرثكم :- وردت كلمة "حرث" في القران بمعنى "نساء" كما في قوله تعالى "نساؤكم حَرْثٌ لَّكُمْ" وبمعنى "زرع" كما في قوله "أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ [القلم : 22] وقد جمع القرآن بين المعنيين في قوله " الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ "[البقرة : 205]- كذلك جاء قوله تعالى (حرث الآخرة) بمعنى كسبها وهو الثواب وهو بمعنى ما تقدمة النفس ليوم الآخرة تصديقا لقوله تعالى " وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ"
وردت كلمة "حرث" في القران 14 مرة في عشر آيات بهذه المعاني في الآيات 
  قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ [البقرة : 71]

  1. وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ [البقرة : 205]

  2. نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ [البقرة : 223]

  3. زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ [آل عمران : 14]

  4. مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِي هِـذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللّهُ وَلَـكِنْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [آل عمران : 117]

  5. وَجَعَلُواْ لِلّهِ مِمِّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيباً فَقَالُواْ هَـذَا لِلّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَـذَا لشركائنا فَمَا كَانَ لشركائهم فَلاَ يَصِلُ إِلَى اللّهِ وَمَا كَانَ لِلّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شركائهم سَاء مَا يَحْكُمُونَ [الأنعام : 136]

  6. وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ [الأنبياء : 78]

  7. وَقَالُواْ هَـذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لاَّ يَطْعَمُهَا إِلاَّ مَن نّشَاء بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لاَّ يَذْكُرُونَ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاء عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِم بِمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ [الأنعام : 138]

  8. مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ [الشورى : 20]

  9. أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ[الواقعة : 63] 

وتأويل الآية :-

أن نساؤكم موضع زرع لكم, تضعون النطفة في أرحامهن, فَيَخْرج منها الأولاد بمشيئة الله.وهذا إعجاز قرآني سبق عظيم لم يتوصل إليه عقل بشر فوضع البذرة في الأرض المحروثة زرع ينبت الثمار ووضع مني الرجل في رحم الأنثى المحروث (إي ما بعد انتهاء الدورة الدموية يكون الرحم محروثا إي جاهزا للقاح) واللقاح هو الزرع المنتج للنسل ذكورا وإناثا .

أَنَّى شِئْتُمْ : فجامعوهن في محل الجماع الشرعي فقط, وهو القبل بأي كيفية شئتم.

 وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ :- وقَدِّموا لأنفسكم أعمالا صالحة, وهنا تحذير إن يؤخذ الجماع على انه مجرد متعة جنسية فقط ,

ان عملية الجماع الحلال هي تقديم للنفس انتظار للثمرة التي ستنتج من هذه العملية, كما تنتظر نتاج الزرع

فإتيان الزوجة بالشهوة القائمة ليس إلا حماية لمتاعب ما ينشأ من هذه اللذة , فلو لم تكن لذه الجماع لما مارس الناس هذا العمل تحسبا من متاعب تكوين الأسرة .

ومن ذلك يكون ضمان الخالق جل وعلا لبقاء النوع واستمرار الحياة, فقدموا لأنفسكم أي آتوا نساءكم لتأمين مستقبلكم الاسري ,ومعنى ذلك أن تنظروا لمتعة الجماع نظرة وسيلة لا غاية ليست اللذة هي الغاية الانية بل هي وسيلة للبقاء وتكوين الأسرة وحفظ النوع .

  وخافوا الله, وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ- واعلموا أنكم ملاقوه للحساب يوم القيامة. وبشِّر المؤمنين -أيها النبي- بما يفرحهم ويسرُّهم من حسن الجزاء في الآخرة 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق