الإملاق هو الفقر ، وقد كان من عادة أهل الجاهلية أنهم يئدون بناتهم إما لوجود الفقر ، أو خشية وقوعه في المستقبل ، فنهاهم الله تعالى عن الأمرين ،فقال لا تقتلوا أولادكم لفقركم الحاصل فإن الله متكفل برزقكم ورزقهم ، والآية الثانية :لا تقتلوا أولادكم خشية أن تفتقروا أو يفتقروا بعدكم ، فإن الله يرزقهم ويرزقكم .
من املاق يعني ان الاملاق حاصل فالقاتل مفتقر وخشية املاق حالة مختلفة فالقاتل قتل تحسبا من الفقر مستقبلا فكان القولين مختلفين فلكل فريق كان قولا
في الأية - وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ - قال لقاتل أولاده بسبب فقره القائم نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ أولا ونرزقكم انتم و أيضا هم فقدم رزق الفقير أولا ثم رزق أولاده فافهم هذا ان رزق الأولاد غير متعلق برزقه هو بل مستقل
ثم قال للفريق الثاني المتخوف من الفقر قبل ان يقع - نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ -فقدم رزق الأولاد على رزق الاب المتخوف ولكل حاله قدم المستهدف أولا سبحان الله ما أروع هذا البيان الرباني
لم يرد في القران سوى هذين البيانين بخصوص حالة الاملاق بينما ذكر الفقر في 8 أيات هي الأيات التالية
- البقرة - الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم (268)
- البقرة - إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير (271)
- البقرة - الفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم (273)
- التوبة - إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم (60)
- النور - وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم (32)
- فاطر - يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد (15)
- محمـد - ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم (38)
- الحشر - للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون (8)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق