الأربعاء، 16 فبراير 2022

ما هو الكتاب وهل هو القران - مصطلحات قرانيه برؤيه معاصره -


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.

 الكتاب والقرآن جاء في القران الكريم الفاظ يظن قارئها أنها بنفس المعنى فنج لفظ الكتاب والقران والذكر - نبدأ أولاً بتحديد مصطلحي -الكتاب و-القرآن- ثم نحدد ثانياً مصطلح -الذكر- ثم نبحث ثالثاً في مصطلح -الفرقان-.



الكتاب في اللسان العربي مصدر كتَبَ والكتاب يعني جمع ألفاظ بعضها مع بعض لإخراج موضوع ذي معنى متكامل فعندما نقول  كتاب الصلاة فهذا يعني أن للصلاة كتاب المواضيع التعبدية {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً} (النساء 103). وبما أن الله أوحي إلى محمد صلى الله عليه وسلم مواضيع مختلفة، فكل موضوع منها يسمى كتاب، قال الله تعالى: {رسول من الله يتلو صحفاً مطهرة * فيها كتب قيمة} (البينة 2-3) فحياة الإنسان كلها كتب  ولذا قال تعالى: - وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا (اﻹسراء 13) وإعمال الإنسان كلها كتب- اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا (اﻹسراء 14) وعندما نقول كتاباً ونقف يبقى المعنى ناقصاً حتى نقول كتاب كذا ؟ وعندما قال تعالى: {كتاب أحكمت آياته} (هود 1) فهذا لا يعني كل آيات المصحف وإنما يعني “مجموعة الآيات المحكمات” وعندما قال {كتاباً متشابهاً} (الزمر 23) فإنه لا يعني كل المصحف وإنما يعني “مجموعة آيات متشابهات”، وعندما قال: {وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجلاً} (آل عمران 145) فإنه يعني كتاب الموت، أي مجموعة العناصر التي تؤدي إلى الموت في حال توفره الشروط الموضوعية للموت. وعليه فلا يجوز أن نظن عندما ترد كلمة كتاب في المصحف أنها تعني المصحف او القران او الذكر لأن الآيات الموجودة بين دفتي المصحف من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الناس تحتوي على عدة كتب وكل كتاب من هذه الكتب يحتوي على عدة كتب تفصيلية أخرى: فمثلاً كتاب العبادات يحتوي على كتاب الصلاة وكتاب الصوم وكتاب الزكاة وكتاب الحج. وكتاب الصلاة يحتوي على كتاب الوضوء وكتاب الركوع وكتاب السجود. أما عندما تأتي كلمة كتاب معرفة بـ أل التعريف “الكتاب” كقوله تعالى {ذلك الكتاب} بعد {الم} الآية 2 من سورة البقرة فهي مجموع المواضيع التي أوحيت إلى محمد صلى الله عليه وسلم هي مجموعة الكتب التي سميت “الكتاب” وفيه مثلا كتاب النبوة والرسالة: الذي يشتمل على بيان حقيقة الوجود ويفرق بين الحق والباطل أي الحقيقة والوهم. ويشتمل على قواعد السلوك الإنساني الواعي، ويفرق بين الحلال والحرام.

 

الكتاب ينقسم إلى موضوعين رئيسيين “كتابين كما تبين في سورة آل عمران” {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات (آل عمران 7). الكتاب المحكم أي مجموعة الآيات المحكمات، وقد أعطاها تعريفاً خاصاً بها هو أم الكتاب. {منه آيات محكمات هن أم الكتاب} مجموعة الآيات المحكمات. والآيات المحكمات هن مجموعة الأحكام التي جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والتي تحتوي على قواعد السلوك الإنساني “الحلال والحرام” أي العبادات والمعاملات والأخلاق والتي تشكل رسالته. وإذا فرزنا مجموعة الآيات المحكمات على حدة، فما تبقى من آيات الكتاب بعد ذلك هو كتابان أيضاً، وهما: الكتاب المتشابه، وكتاب آخر لا محكم ولا متشابه. وهذا الكتاب الآخر يستنتج من قوله تعالى (وأخر متشابهات) حيث لم يقل “والآخر متشابهات” فهذا يعني أن الآيات غير المحكمات فيها متشابهات وفيها آيات من نوع ثالث لا محكم ولا متشابهٍ، وقد أعطى لهذه الآيات مصطلحاً خاصاً بها في سورة يونس، وهو “تفصيل الكتاب” وذلك في قوله: {وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين} (يونس 37).

 

الكتاب المتشابه هو مجموعة الحقائق التي أعطاها الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والتي كانت في معظمها غيبيات أي غائبة عن الوعي الإنساني عند نزول الكتاب والتي تشكل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، والتي فرقت بين “الحق والباطل”.فإذا أخذنا الكتاب المتشابه “أي آيات المصحف ما عدا الأحكام وتفصيل الكتاب” نرى أنها تتألف من كتابين رئيسيين وردا في قوله تعالى {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم} (الحجر 87):

  1. الكتاب الأول: سبعاً من المثاني.

  2. الكتاب الثاني: القرآن المبين.

 هذه الآيات إخبارية ولا يوجد فيها أوامر ونواهي، فمثلاً بعد سرد جزء من قصة نوح في سورة هود قال تعالى (تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين) (هود 49) لاحظ قوله “أنباء” وقوله “غيب”. ولاحظ حين سرد قصة آدم قوله تعالى (قل هو نبأ عظيم * أنتم عنه معرضون} (ص67-68) وقوله {ولتعلمن نبأه بعد حين} (ص 88).نرجع إلى قوله تعالى {الر تلك آيات الكتاب وقرآنٍ مبين} (الحجر 1).هنا نلاحظ كيف عطف لفظ القرآن على لفظ الكتاب، وفي اللسان العربي لا تعطف إلا المتغايرات، أو الخاص على العام. فهنا لدينا احتمالان:

أ ‌- أن القرآن شيء والكتاب شيء آخر، وعطفهما للتغاير كأن نقول جاء أحمد ومحمد حيث أن محمد شخص وأحمد شخص آخر. وعطفهما للتغاير. فإذا كان القرآن شيئاً والكتاب شيئاً آخر فتجانسهما أنهما من عند الله. ولكن لماذا عطف القرآن على الكتاب في أول سورة الحجر؟ السبب قوله {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم} فها هنا واضح تماماً أن القرآن شيء والسبع من المثاني شيء آخر، وهي ليست من القرآن ولكنها من الكتاب.

ب – أن يكون القرآن جزءاً من الكتاب، وعطفهما من باب عطف الخاص على العام. وفي هذه الحالة يكفي عطف الخاص على العام للتأكيد

فأي الاحتمالين هو المقصود؟!

– نلاحظ أنه عندما ذكر الكتاب قال: {هدى للمتقين} لأن في الكتاب أحكام العبادات والمعاملات والأخلاق، أي فيه التقوى بالإضافة إلى القرآن.

وعندما ذكر القرآن قال: {هدى للناس} ولفظة الناس تشمل المتقين وغير المتقين، فالمتقون من الناس ولكن ليس كل الناس من المتقين.

وهذا وحده يوجب أن نميز بين الكتاب والقرآن.

– ونلاحظ أنه في سورة الرعد عطف الحق على الكتاب، فهذا يعني أن الحق شيء والكتاب شيء آخر. أو أن الحق هو جزء من الكتاب وليس كل الكتاب.

ثم أعطى للحق وظيفة ثانية، وهي تصديق الذي بين يديه. فلماذا جاء القرآن كله متشابهاً؟ وما معنى تصديق الذي بين يديه؟؟

هذا السؤال هو من أخطر الأسئلة التي لا يمكن بدون فهمها فهم نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يمكن فهم الإعجاز مطلقاً، إن الله مطلق ومعلوماته مطلقة، وعند الله توجد الحقيقة الموضوعية بشكل مطلق، والله سبحانه وتعالى ليس بحاجة إلى أن يعلم نفسه أو يهدي نفسه. وبما أن الناس لا يفهمون إلا حسب الأرضية المعرفية “مستوى المعرفة” الموجودة عندهم، فقد أخذ الله تعالى ذلك بالحسبان لدى إعطاء الناس ما يشاء من علمه .أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يؤول القرآن، وأن القرآن كان أمانةً تلقاها وأداها للناس دون تأويل، وإنما أعطاهم مفاتيح عامة للفهم.

أما مقولة: “إن النبي صلى الله عليه وسلم كان قادراً على أن يؤول القرآن” فنقول:

1 – إما أن يكون تأويله صحيحاً بالنسبة لمعاصريه فقط، أي التأويل الأول فيكون بذلك قد تسبب في تجميد التأويل، وتجميد حركة العلم والمعرفة، وإلزام الناس بكلامه، ثم تتقدم المعرفة الإنسانية مع الزمن وتظهر العلوم فتبدأ تأويلاته قاصرة، ويكون بذلك قد قصم ظهر الإسلام بنفسه.

2 – وإما أن يكون تأويله صحيحاً بالنسبة لجميع العصور أن النبي كان يستطيع أن يؤول كل آيات القرآن التأويل الصحيح في جميع الأزمان فيكون بهذا قد تسبب بما يلي:

أ – لا يوجد أحد من العرب الذين عاصروه قادر على فهم التأويل.

ب – لو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قادراً على التأويل الكامل لكل القرآن لكان ذلك يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم كامل المعرفة، ومعرفته بالحقيقة معرفة مطلقة فيصبح شريكاً لله في علمه المطلق.

ج – يفقد القرآن إعجازه.

وفي ضوء هذا يجب أن نفهم ما يلي:

قالت العرب في حجة الوداع للنبي صلى الله عليه وسلم: “نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت ”فأما الرسالة فقد بلغها ووضع منهجاً لها في السنة، والرسالة كما بينا أعلاه هي أم الكتاب، وأما الأمانة فقد أداها كما أوحيت إليه وهي النبوة التي تشتمل على القرآن والسبع المثاني وتفصيل الكتاب. وبذا نفهم لماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم الحديثين التاليين: (ألا إني أوتيت هذا الكتاب ومثله معه)و(أوتيت القرآن ومثله معه)، لقد ظن الكثيرون أن هذين الحديثين بمعنى واحد، ولهذا في نظرنا تفسير آخر: فعندما قال عن الكتاب: ومثله معه قد عنى السنة وعندما قال: القرآن ومثله معه فإنه عنى شيئاً آخر متجانساً مع القرآن أي مثله وهو مجموعة من الحقائق العلمية تساوي القرآن في قيمتها العلمية لذا جاء القرآن معطوفاً عليها وهي “سبع من المثاني” حيث عطف القرآن عليها في قوله {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم} (الحجر 87).


ما هو الكتاب الوارد ذكره في القران ؟

استخدم الله تعالى كلمة الكتاب في التنزيل المبين في 162 اية قرانيه كان لكل منها دلالاتها الخاصة على معنى خاص فكانت طريقة القرآن في استخدام كلمة الكتاب، تفرض على القارئ والسامع لها ألا يطابق بينها فكلمة (الكتاب) ليست تعني كلمة (القرآن) مثلا ولا تعنى كذلك كلمة الذكر، وعلينا بالضرورة أن ننظر في سياق النص لنحدد المعنى المناسب، هل أريد به القرآن، أم أريد به التوراة أم أريد به أسفار العهدين القديم والجديد، أم أريد به الشيء المكتوب؟ أم أريد به مجموع ما كتب الله على عباده؟ أم أريد به شيء محدد مما كتبه الله على عباده


ماهي الكتب السماوية التي تنزلت للأنبياء:

  1. وردت كلمة (الكتاب) في التنزيل المبين بمعنى القرآن" اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ ٌ" (الشورى:17).

  2. ووردت كلمة  (الكتاب)في القرآن مرادا بها التوراة "وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ" (البقرة:53).

  3. ووردت مـرادا بهــا ما أنزلـه الله على الأنبيـــاء من ذريــة نـوح وإبراهــيم -عليهـمـا الســلام-، وذلـك في قـولـه: "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ ۖ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ" (الحديد:26).

ووردت كلمة (الكتاب) في القرآن مرادا بها العِدَّة، وهو استخدام مجازي بإطلاق الكتاب وإرادة العِدَّة المذكورة فيه، وذلك في قوله تعالى: "...وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حتى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ ...ٌ" (البقرة:235)، فبلوغ الكتاب أجله معناه بلوغ العِدَّة المكتوبةِ أجلَها. وعدة المتوفى عنها زوجها هي أربعة أشهر وعشرة أيام.

ما والكتاب عند محمد وعيسى وموسى عليهم السلام: 

  1. الكتاب بمعنى التنزل المبين هو: كل الأيات والسور التي كتبت بين دفّتي المصحف ابتداءً من أول سورة الفاتحة وصولاً إلى آخر سورة الناس، تشمل مجموع المواضيع التي تنزلت إلى النبي (ص) وحياً على، ونطلق عليه اسم التنزيل المبين لقوله تعالى عن التنزيل: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ...ٍ} (البقرة 176) و وصفه بالمبين- الر تلك آيات الكتاب المبين (يوسف1) ويشتمل الكتاب على كلّ من النبوّة (القرآن والسبع المثاني) بدليل قول الله تعالى- ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم (الحجر 87)، والرسالة (أمّ الكتاب) بدليل قوله تعالى - هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات ...(آل عمران7)
     

  2. الكتاب بمعنى كتاب التوراة والانجيل هو: ما تنزل على موسى وعيسى من التشريع الرباني فقط. بالنسبة إلى موسى نجده في قوله تعالى: {وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (البقرة 53)، وبالنسبة إلى عيسى نجده في قوله تعالى: {وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ} (آل عمران 48). وبهذا يشترك أمّة محمّد (ص) مع اليهود والنصارى في كونهم من أهل الكتاب أيضا.
    وقد جاء الكتاب بالمعنيين الأول والثاني في قوله تعالى: 
    {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ..} (آل عمران 7). فمصطلح الكتاب الوارد في المرة الأول جاء بمعنى الكتاب كله، وفي المرّة الثانية جاء بمعنى الرسالة فقط أي كتاب التشريع فقط.


https://alabhth.blogspot.com/p/blog-page_92.html 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق